غارات أمريكية جديدة على اليمن وأنصار الله تقصف إسرائيل بصاروخ باليستي

جددت الولايات المتحدة، اليوم السبت، عدوانها الجوي على مواقع تقول إنها تابعة لجماعة أنصار الله في اليمن، مستهدفةً محافظات مأرب وصنعاء وصعدة، ضمن حملة عسكرية مستمرة للشهر الثاني على التوالي، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اعتراضه لصاروخ باليستي أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن “العدوان الأمريكي استهدف بـ7 غارات مديرية مدغل في مأرب، و5 غارات مديرية نهم في صنعاء”، ولم تُقدَّم تفاصيل إضافية حول الخسائر.
وفي محافظة صعدة، معقل الجماعة شمال غربي البلاد، أفادت الوكالة باستشهاد مدني وإصابة آخر جراء قصف أمريكي استهدف منزلًا في مديرية سحار، بالإضافة إلى 4 غارات على منطقة طخية في مديرية مجز الحدودية مع السعودية.
وفي الحُديدة، تعرضت مناطق شمال وشرق المدينة لـ10 غارات، توزعت بين مديرية باجل (6 غارات) ومنطقة رأس عيسى في مديرية الصليف (4 غارات)، كما استهدف قصف جوي محافظة المحويت ومديرية بني مطر في صنعاء.
صاروخ باليستي من اليمن على إسرائيل
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إن صاروخاً باليستياً أطلق من اليمن على إسرائيل فجر اليوم السبت، زاعماً أن أنظمة الدفاع الجوي نجحت في اعتراضه قبل أن يصل إلى الأجواء الإسرائيلية.
وذكر جيش الاحتلال في بيان أن صفارات الإنذار دوت في عدد من المناطق في إسرائيل في أعقاب إطلاق الصاروخ.
وأفادت مصادر صحافية بأن صافرات الإنذار دوت بالأساس في جنوب إسرائيل بمنطقة النقب ومنطقة بئر السبع، وأيضا في القرى العربية بالنقب بالإضافة إلى محيط قاعدة نفاتيم الجوية العسكرية، مشيرة إلى أن هذه القاعدة ربما كانت هي المستهدفة من قبل الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون.
مواصلة التصدي للعدوان الأمريكي
من جهتها، أعلنت جماعة أنصار الله، اليوم السبت، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت عبرها قاعدة “نيفاتيم” الجوية في منطقة النقب جنوبي إسرائيل.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية التابعة للجماعة، العميد يحيى سريع، إن “العملية في منطقة النقب، نُفذت بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع “فلسطين-2″، مؤكدًا أن “الصاروخ وصل إلى هدفه وفشلت منظومات العدو في اعتراضه”.
كما أكد “مواصلة التصدي للعدوان الأمريكي وعدم التوقف عن تطوير القدرات العسكرية”، مشيرًا إلى أن “العمليات الدفاعية والإسنادية مستمرة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”.
الطائرات المسيرة MQ9 Reaper تسقط
وأمس الجمعة، قالت شبكة «سي إن إن» الأميركية إن جماعة أنصار الله نجحت في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أميركية مسيرة بملايين الدولارات، منذ أن أطلقت الولايات المتحدة حملتها العسكرية واسعة النطاق التي تستهدف الجماعة.
وأضافت أن نجاحات الجماعة أعاقت قدرة الولايات المتحدة على الانتقال إلى «المرحلة الثانية» من العملية، وفقًا لما ذكره العديد من المسؤولين الأميركيين المطلعين على الأمر لشبكة CNN.
وأضافت الشبكة الأميركية أن واشنطن كانت تأمل في تحقيق التفوق الجوي فوق اليمن في غضون 30 يومًا، وإضعاف أنظمة الدفاع الجوي الحوثية لبدء مرحلة جديدة تركز على تكثيف الاستخبارات والاستطلاع ومراقبة كبار قادة الحوثيين من أجل استهدافهم وقتلهم، لكن الطائرات المسيرة MQ9 Reaper، الأنسب للقيام بهذا الجهد الدؤوب، تُسقط باستمرار.
كما أوضح المسؤولون، أن أداء أنصار الله يتحسن في استهدافها.
وليس للولايات المتحدة قوات برية في اليمن، لذا تعتمد على المراقبة الجوية – التي تُجرى معظمها عبر طائرات MQ9 – لتقييم أضرار ساحة المعركة.
قصف 700 هدف
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة ضربت أكثر من 700 هدف وشنت أكثر من 300 غارة جوية منذ بدء العدوان في 15 مارس/ اذار، وأشار المسؤولون إلى أن الضربات أجبرت أنصار الله على البقاء تحت الأرض لفترة أطول وتركتهم في «حالة من الارتباك والفوضى»، لكن الخسارة المستمرة للطائرات بدون طيار جعلت من الصعب على الولايات المتحدة تحديد مدى تدهور مخزونات أسلحة الحوثيين بدقة.
وقال اثنان من المسؤولين إنه على مدار الأسابيع الستة الماضية، أطلقت أنصار الله 77 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، و30 صاروخًا كروز، و24 صاروخًا باليستيًا متوسط المدى، و23 صاروخًا أرض-جو إما على القوات الأمريكية، أو في البحر الأحمر، أو على إسرائيل.
حظر عبور السفن الأمريكية والإسرائيلية
وسبق أن أعلنت جماعة أنصار الله، في مارس الماضي، توسيع نطاق حظر عبور السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ردًا على الضربات الجوية الأمريكية، التي أدت حينها إلى مقتل 53 شخصاً وإصابة 98 آخرين.
وأكدت الجماعة أنها نفذت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أكثر من 1250 هجومًا صاروخيًا وبالطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، دعماً للفصائل الفلسطينية في غزة.
وتسيطر أنصار الله منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على معظم محافظات شمال ووسط اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية دعم الحكومة اليمنية لاستعادة تلك المناطق منذ مارس 2015.