غارات أمريكية على الحدود العراقية السورية تستهدف الحشد الشعبي
لقي خمسة عناصر على الأقلّ مصرعهم جراء غارات جوية أميركية على الحدود العراقية السورية، واستهدفت منظمات موالية لإيران، الاثنين.
أفاد مصدر أمني عراقي، الاثنين، إن غارات أميركية نُفذت على منشآت تستخدمها “المنظمات المدعومة من إيران” على الحدود العراقية السورية، قتلت 4 عناصر من الحشد الشعبي، واستهدفت مقاراً تابعة لفصائل مسلحة أخرى.
وأعلن “الحشد الشعبي” في بيان، الاثنين، أن عدداً من عناصره قتلوا في هذه الضربات، وقال الحشد إنها “استهدفت مقرات اللواء الرابع عشر” على الحدود العراقية السورية.
وأفاد مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز”، الأحد، إن الغارات التي نفذتها القوات الأميركية على الحدود العراقية السورية في وقت سابق، خُطط لها منذ أسابيع، إذ أن إحدى المنشآت كانت تستخدم لإطلاق وتأهيل المُسيّرات المفخخة.
وذكر المسؤولون بأنه تم استهداف موقعين في سوريا، يتم استخدامهما للتخزين ولأغراض لوجستية، وآخر يُستخدم لتأهيل وإطلاق المسيرات المفخخة.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن البنتاغون جمع خلال الأسابيع الأخيرة، معلومات عن هذه المواقع، والميليشيات التي تستخدمها.
وقال مسؤولون إن وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، أطلعا الرئيس جو بايدن على خيارات الهجوم في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، في حين وافق الأخير على ضرب الأهداف الثلاثة.
من جانبه، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الاثنين، بأن هذه الضربة قتلت 5 عناصر وإصابة آخرين من الميليشيات العراقية الموالية لإيران، جرّاء الغارات الأميركيّة لمقرّات عسكريّة وتحرّكات لتلك الميليشيات قرب الحدود العراقيّة السوريّة، وداخل الأراضي السوريّة.
في حين، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، إن “المنطقة الحدودية المشتركة مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي، تعرضت لعدوان جوي بطائرات حربية بعد منتصف الليلة تسبب باستشهاد طفل وإصابة مدنيين”.
الثانية من نوعها
وفي غضون ذلك، أكد البنتاغون في بيان الهجمات، التي تعد الثانية من نوعها التي تستهدف فصائل مدعومة من إيران في سوريا منذ تولي بايدن منصبه.
وقالت الناطقة باسم البنتاغون جيسيكا ماكنولتي: “نقيّم كل ضربة أصابت الأهداف المقصودة، ونحن حالياً نقيّم آثار هذه العملية”، مشيرة إلى أنها لا يمكن أن تصنف القواعد الأميركية في العراق وسوريا، تحت أي تصنيف لـ”إنذار خطير”.
من جهتها، أفادت قناة “فوكس نيوز” الأميركية، بأن “مقاتلات من طراز إف 15 وإف 16 شاركت في العملية التي بدأت الساعة الواحدة فجراً بتوقيت العراق، لافتة إلى أن أحد المواقع المستهدفة دُمر بالكامل.
المسيرات الإيرانية
وذكرت “نيويورك تايمز” بأن المنظمات المدعومة إيرانياً، استخدمت منذ أبريل الماضي على الأقل 5 طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، في هجمات على قواعد تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية، ووحدات العمليات الخاصة الأميركية.
وأكد مسؤولون للصحيفة أن “دقة هذه الطائرات المسيرة، أصبحت تشكل قلقاً كبيراً للولايات المتحدة”.
وحذر الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، مايكل مولروي، من التكنولوجيا التي يوفرها “فيلق القدس” الإيراني، الذراع الخارجي للحرس الإيراني، مشيراً إلى أن الطائرات المسيرة التي يُصنعها، “أصبحت أكثر تطوراً وبكلفة منخفضة نسبياً”.
وقال مولروي: “يجب أن يرسل هذا الإجراء رسالة إلى إيران، مفادها أنها لا تستطيع الاختباء وراء قواتها بالوكالة لمهاجمة الولايات المتحدة وشركائنا العراقيين”.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنه من “غير الواضح كيف سترد المنظمات وإيران على هذه الضربة”، فيما قال مسؤولون أميركيون إن “هذه الضربات الجوية الصغيرة نسبياً، من غير المرجح أن توقف هجمات الميليشيات تماماً”.
ورأت الصحيفة أنه بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة في فبراير الماضي، كان هناك هدوء في نشاط المنظمات ضد المواقع الأميركية لعدة أسابيع، ولكن ظهر تهديد أكثر خطورة، وهو الطائرات المسيرة الصغيرة المفخخة.
ومنذ خريف العام 2019، تتعرض المقار العسكرية والمنشآت الدبلوماسية الأميركية في العراق لهجمات، إذ تشير التقديرات الأميركية إلى أن هذه الهجمات تُشن من قبل تنظيمات مسلحة موالية لإيران.
وكانت القنصلية الأميركية في أربيل دانت، السبت، هجوماً بطائرات مُسيّرة استهدف قرية براغ التي تبعد عن مبناها مسافة 3 كيلومترات، مشيرة إلى أن ذلك يمثل “انتهاكاً للسيادة العراقية”.