غازبروم الروسية تخفض شحنات الغاز الواردة إلى فرنسا
وتبدأ بتزويد المجر بكميات اضافية من الغاز غبر الخط التركي
قررت شركة الطاقة الروسية العملاقة “غازبروم” خفض شحنات الغاز الواردة إلى فرنسا اعتباراً من يوم الثلاثاء، بسبب الخلافات حول بعض العقود، وأبلغت شركة “إنجي” الفرنسية بقرارها، مما يشير إلى مزيد من الضغط في إمدادات الطاقة في أوروبا، بينما أعلن وزير خارجية المجر، بيتر سيارتو، أمس الاثنين، اعتزام بلاده توقيع اتفاق خلال الأيام المقبلة مع “غازبروم”، لزيادة إمدادات الغاز اليومية من روسيا بداية من شهر سبتمبر/أيلول.
يأتي هذا الإعلان بعد دعوة يوم الإثنين من رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، للشركات إلى خفض استخدام الطاقة أو مواجهة تقنين محتمل هذا الشتاء إذا أوقفت روسيا تسليم الغاز رداً على دعم أوروبا لأوكرانيا. كما أن عدد الانقطاعات في المفاعلات النووية القديمة لمؤسسة كهرباء فرنسا يزيد كثيراً عن المعتاد، مما يؤدي إلى إجهاد سوق الطاقة، وارتفاع أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا إلى مستويات قياسية.
وتسعى الحكومات في جميع أنحاء القارة الأوروبية جاهدة لخفض اعتمادها على الطاقة الروسية وصياغة خطط لترشيد الوقود. كما أنها (الحكومات) تنفق عشرات المليارات لتوفير حماية جزئية للشركات والأسر من ارتفاع تكاليف الغاز والكهرباء وسط تزايد مخاطر الركود.
“كما أُعلن سابقاً، قامت إنجي بالفعل بتأمين الكميات اللازمة للوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها ومتطلباتها الخاصة، ووضعت العديد من الإجراءات للحد بشكل كبير من أي آثار مالية ومادية مباشرة يمكن أن تنجم عن انقطاع إمدادات الغاز من قبل شركة غازبروم”، وفقاً لما ذكرته الشركة.
أسهم إنجي كانت تتداول على ارتفاع بنسبة 1.2% خلال التعاملات الصباحية في باريس.
ملء الاحتياطيات
وقالت كلير وايزاند نائب الرئيس التنفيذي لشركة إنجي، أمس الإثنين، إنه مع ملء أكثر من 90% من مخزون الغاز لديها، يجب أن يكون لدى فرنسا ما يكفي من الوقود للتعامل مع فصل الشتاء الذي من المتوقع أن يكون معتدلاً. وأضافت أن الوضع قد يكون شديداً خلال فترات البرد المحتملة.
وتم ملء الاحتياطيات في الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 79.4% اعتباراً من 27 أغسطس مقارنة بالهدف البالغ 80% بحلول 1 نوفمبر، وفقًا لبيانات شركة “غاز انفراستراكشر يوروب إنفنتوري”. تخطط “غازبروم” لوقف الإمدادات على خط أنابيب “نورد ستريم” إلى ألمانيا اعتباراً من 31 أغسطس لمدة 3 أيام، للقيام بأعمال الصيانة المخطط لها.
قالت الشركة التي يقع مقرها بالقرب من باريس إن شحنات “غازبروم” إلى” إنجي” انخفضت بالفعل “بشكل كبير” منذ الهجوم على أوكرانيا، إذ بلغ الإمداد الشهري الأخير حوالي 1.5 تيراوات/ ساعة. يقارن ذلك مع إجمالي الإمدادات السنوية للشركة في أوروبا التي تزيد عن 400 تيراوات/ ساعة.
وتجري الشركة محادثات مع سوناطراك الجزائرية في إطار استراتيجيتها للتنويع بعيداً عن الإمدادات الروسية. وقالت وايزاند إن تلك العقود الجديدة متوسطة وطويلة الأجل مع الدولة الواقعة في شمال أفريقيا لن تبدأ هذا الشتاء.
اتفاق المجر مع غازبروم
من جهته، أعلن وزير خارجية المجر، بيتر سيارتو، اليوم الاثنين، اعتزامه توقيع اتفاق خلال الأيام المقبلة مع شركة “غازبروم” الروسية، بشأن زيادة إمدادات الغاز اليومية من روسيا بداية من شهر سبتمبر/أيلول.
وقال سيارتو خلال مقابلة مع سفراء بلاده: “مهمتنا هي ضمان أمن إمدادات الطاقة في المجر، لذلك يجب أن نتفق مع روسيا على زيادة إمدادات الغاز… هناك اقتراح بزيادة إمدادات الغاز، سنوضح هذا مع شركة “غازبروم” خلال الأيام القليلة ونوقع اتفاقا ستزيد بموجبه الكمية اليومية الموردة من الغاز”.
وأعلن وزير الدولة المجري للتمثيل الدولي تاماس مينتسر، في وقت سابق، أن شركة “غازبروم” الروسية العملاقة للطاقة بدأت في إمداد بلاده بكمية إضافية من الغاز تبلغ 2.6 مليون متر مكعب يوميا عبر الخط التركي خلال أغسطس/آب الجاري.
وقال مينتسر، في بيان: “حكومة المجر اتخذت قرارا بشراء نحو 700 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي بالإضافة إلى الكميات المتفق عليها، ونظرا لظروف السوق الأوروبية حاليا، من الواضح أن شراء مثل هذه الكمية الكبيرة أمر مستحيل من مصادر غير روسية”.
وأضاف: “أجرى وزير خارجية المجر بيتر زيجارتو، مؤخرا محادثات في موسكو، تلتها عدة مفاوضات تجارية، نتج عنها اتفاق، وعليه بدأت غازبروم في تسليم كميات أعلى من الكميات المتعاقد عليها بالفعل”.
وبحسب المسؤول المجري، “روسيا ستضخ 2.6 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا بالإضافة إلى الإمدادات الحالية عبر الخط التركي حتى نهاية أغسطس، وتناقش موسكو وبودابست بالفعل هذا المخطط للشهر المقبل”.