غضب شعبي وادانات فصائلية لموقف الرئاسة الفلسطينية من مجزرة المواصي

"إدانة للضحية وتساوق مع مزاعم الاحتلال الإسرائيلي"

فجّر موقف الرئاسة الفلسطينية من مجزرة ارتكبتها إسرائيل ضد النازحين في مواصي خانيونس أول من السبت الماضي، واستشهد فيها نحو 90 فلسطينياً،  ردود فعل غاضبة فلسطينياً، حيث اعتبره الفلسطينيون تبريراً للمجزرة وإدانة للضحية وتساوق مع مزاعم الاحتلال الإسرائيلي.

واتهمت السلطة في بيان، حركة “حماس” بـ”تقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال، ما يجعلها شريكاً في تحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا”.

ودعت الرئاسة الفلسطينية، في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، حركة حماس إلى “تغليب المصالح الوطنية العليا ونزع الذرائع من يد الاحتلال بغية وقف هذه المذبحة المفتوحة بحق الشعب الفلسطيني”.

وظهر القيادي في حركة فتح منير الجاغوب على قناة تلفزيونية متحدثاً بطريقة توحي بتبرير “المجزرة”، واتهم فيها قيادات المقاومة و”حماس” بالاختباء بين المدنيين، في موقف غير مفهوم، ولم يكن مستوعباً.

وقبل ذلك، أثار غياب الموقف القوي والفعال للسلطة الفلسطينية مما يجري في حرب الإبادة في غزة غضباً بين الفلسطينيين، واعتبر فلسطينيون كُثر أنّ موقف السلطة تراجع بشكل ملحوظ ولم يكن مفهوماً غيابها عن الإدانة والتحرك القويين لما ظهر من حرب إبادة منذ اليوم الأول للعدوان ضد قطاع غزة.

على الرئاسة سحبها

ودت حركة حماس في بيان مساء السبت، قائلة إنّه في الوقت الذي يسيل الدم الفلسطيني جراء المجازر الإسرائيلية المروعة في المواصي غرب خانيونس، وفي المسجد الأبيض في مخيم الشاطئ وغيرها من مناطق قطاع غزة، نستهجن صدور تصريحات باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، تُعفي الاحتلال من مسؤوليّته عن هذه الجرائم، وتساوي بين الضحية والجلاد، وتعطي المبرر لجيش الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وتحمّل مسؤولية المجازر للمقاومة.

ودعت حركة حماس الرئاسة الفلسطينية إلى سحب “التصريحات المؤسفة”. وقالت إن الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال هم من يتحمّلون مسؤولية المجازر وحرب الإبادة.

وأشارت إلى أن المطلوب اليوم هو تركيز الجهود الفلسطينية خلف استراتيجية نضالية ووطنية موحّدة، تُعلي مصلحة شعبنا وقضيته، وتصبّ في مسار مواجهة العدوان ودحره.

ساوت بين المقاومة والاحتلال

واستنكرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، الأحد، التصريحات الصادرة عن الرئاسة الفلسطينية، وقالت إنها تساوي بين المقاومة والاحتلال، وفيها إساءة واضحة للشعب الفلسطيني وتضحياته ولمقاومته الصامدة ولدماء الشهداء النازفة.

واعتبرت أن هذه التصريحات المسيئة تبرر للاحتلال جرائمه الوحشية، وتوفّر له خدمة مجانية للتهرب من المسؤولية عبر تصوير أن قسمًا من الفلسطينيين يدعمون مبرراته.

ودعت الجهاد الإسلامي السلطة الفلسطينية إلى سحب هذه التصريحات فورًا، والابتعاد عن تبرير جرائم الاحتلال أو التماهي مع دعاياته، ودعت الكل الفلسطيني إلى الانخراط في معركة الدفاع في مواجهة حرب الإبادة التي تستهدف الجميع، وإلى عدم الوقوع في فخ المعارك الجانبية.

تعفي الاحتلال وتُحمّل المقاومة اللوم

من جهتها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تصريحات الرئاسة الفلسطينية والقيادي في حركة فتح منير الجاغوب، واعتبرتها مسيئة للشعب الفلسطينية وتضحياته، وقالت إنها تبرر مجزرة الاحتلال في خان يونس.

ورأت الجبهة أن هذه التصريحات تعفي الاحتلال من مسؤولية جرائم الإبادة الجماعية، وتُحمّل المقاومة اللوم.

وقالت ⁠إن هناك حالة تضامن شعبي ووطني واسع مع المقاومة، الأمر الذي يستدعي من جميع القوى الوطنية، بما فيها حركة فتح وقيادة السلطة، الالتزام بموقف الإجماع الوطني والوقوف بثبات إلى جانب المقاومة، والابتعاد عن تبرير جرائم الاحتلال أو التماهي مع دعايته الإعلامية، ودعت كافّة الأطراف إلى الكف عن التصريحات التحريضية التي تزيد التوتر، وعدم تعزيز رواية الاحتلال.

محاولة بائسة لنسف حوار بكين قبل انعقاده

أمّا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فقالت في بيان استنكار لتصريحات الرئاسة الفلسطينية، إنّه “صدمة مفجعة ومحاولة بائسة لنسف حوار بكين قبل انعقاده”.

واعتبرت أن تحميل المقاومة، أو أحد فصائلها، جزءًا من المسؤولية عن المجزرة المروعة في مخيمات النازحين في المواصي، لا يخدم الوحدة الميدانية، ولا صمود الشعب ولا ثباته، فضلاً عن أنه يوفّر الذريعة للعدو الإسرائيلي لارتكاب مزيد من المجازر.

وقالت الجبهة الديمقراطية ن تحميل حماس المسؤولية عن تعطيل حوارات الوصول إلى إنهاء الانقسام، يشكل تجاهلًا لمحصلة الحوار في العاصمة الروسية موسكو (آذار 2024)، ومخرجات حوار بكين (نيسان 2024)، ومحاولة مكشوفة لنسف الدعوة الصينية إلى حوار وطني شامل في بكين، شكل أساسًا للتقدم على طريق استعادة الوحدة الداخلية، والشروع في إنهاء الانقسام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى