فتح الله غولن يحمل أردوغان مسؤولية توتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة
في ظهور تلفزيوني نادر انتقد الداعية والمفكر الإسلامي التركي المعارض، فتح الله غولن، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محملا إياه مسؤولية توتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
وقال غولن، الذي يعتبره أردوغان عدوه الأول ويتهمه بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة صيف 2016: “الحقيقة أنني لم أسمع أن هناك أي مسؤول مصري على أي مستوى قد أساء إلى الشعب التركي، لكن عندما وقعت أحداث في مصر عام 2013 بادر رئيس الحكومة التركية في ذلك الوقت أردوغان إلى القول إن “لكل فرعون موسى”، وأطلق على الرئيس المصري لقب “فرعون” قبل أن يطلع على شخصيته ويتعرف عليه كما ينبغي، وهو ما أدى إلى تأزم العلاقات بين الطرفين”.
وتابع قائلا إن “الشعب المصري يكن للشعب التركي محبة عميقة ويتعاطف كلا الشعبين مع بعضهما البعض. أما المسؤولون الأتراك فهم يميلون بطبيعتهم إلى الخوض في الجدل مع نظرائهم المصريين انطلاقا من الاعتبارات السياسية، ولا يزال هذا الجدل مستمرا حتى اليوم”.
وعبر غولن عن أمله في تحسن العلاقات بين البلدين، لكنه شكك في واقعية ذلك في ظل حكم أردوغان.
وقال: “أعرب بعض المسؤولين الأتراك في مناسبات مختلفة عن رغبتهم في تجديد العلاقات بين مصر وتركيا مرة أخرى وعودتها إلى طبيعتها، لكني لست متأكدا من إمكانية تحقيق ذلك بعد هذه القطيعة الطويلة. لكن مع وجود أمثال هؤلاء المسؤولين الأتراك في السلطة لا تزال هذه الأمنيات صعبة إن لم نقل مستحيلة، فهم متقلبون كثيرو التحول اليوم هم هنا وغدا هم هناك”.
وأكد غولن أن الديمقراطية “أفضل نظام للمجتمعات التعددية غير المتجانسة”، مشيرا إلى أن “مصر وتركيا تتمتعان بوجود أطياف متعددة من مسلمين ومسيحيين وملحدين وغيرهم، لذلك ينبغي للدولتين مراعاة هذه الاعتبارات” وتطوير نظام يحفظ حقوق الجميع عن طريق الاستفادة من التجارب والممارسات الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم.
وأضاف: “المسار الحالي لمصر يبدو لي جيدا، لكني أتابع من الخارج.. أعتقد أن مصر تستطيع أن تقدم نموذجا يحتذى به إذا حافظت على هذا الخط من الاعتدال والتوازن، وهي قادرة على ذلك لما تتمتع به من سمعة طيبة، وشعب عريق يتصف بذكاء عال”.