فرنسا تدخل أزمة سياسية… ماكرون يكلّف ميشال بارنييه بتشكيل الحكومة
في خطوة من شأنها أن تثير أزمة سياسية كبيرة في فرنسا مع تحالف الجبهة الشعبية الجديدة، كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، ميشال بارنييه بتشكيل الحكومة الفرنسية المقبلة.
وبعد مرور نحو شهرين على الانتخابات التشريعية التي لم تسفر عن أي غالبية في البرلمان، أعلن قصر الإليزيه مساء الخميس تعيين ميشال بارنييه في منصب رئيس الوزراء وتم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة غابريال أتال المستقيلة.
وبعد لقائه زعماء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، استقبل ماكرون في الأيام الأخيرة عدة شخصيات سياسية، بينها رئيسا البلاد السابقان فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، فضلا عن الوزيرين السابقين، اليميني كزافيه برتران والاشتراكي برنار كازنوف.
وقد رفض ماكرون تشكيل حكومة من الجبهة الشعبية الجديدة، تحالف اليسار المتصدر في نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة، وتكليف مرشحته لرئاسة الحكومة الموظفة الرسمية لوسي كاستيه.
وميشيل بارنييه من مواليد 9 يناير 1951، وهو سياسي فرنسي عمل كرئيس لفريق عمل العلاقات مع المملكة المتحدة في المفوضية الأوروبية (UK Task Force / UKTF) منذ نوفمبر 2019.
وشغل بارنييه سابقًا منصب كبير المفاوضين – فريق العمل لإعداد وإجراء المفاوضات مع المملكة المتحدة بموجب المادة 50 معاهدة الاتحاد الأوروبي (فرقة العمل 50 / TF50) من أكتوبر 2016 إلى نوفمبر 2019.
“نحن ندخل أزمة نظام”
وقال زعيم الحزب الاشتراكي، أوليفييه فوري، وهو جزء من الائتلاف اليساري الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، إن تعيين ماكرون لرئيس وزراء من الحزب الذي جاء في المرتبة الرابعة (الحزب الجمهوري) كان “إنكاراً للديمقراطية”. وقال فوري: “نحن ندخل أزمة نظام”.
وسيعتمد بارنييه على الدعم من الكتل الوسطية واليمينية في الجمعية الوطنية (البرلمان)، لكنه لا يتمتع بأغلبية مطلقة تدعمه. ويبلغ مجموع مقاعد الائتلاف المؤيد لماكرون ومجموعة اليمين الجمهوري المحافظ 213 مقعداً، وهو أقل من 289 مقعدا اللازمة للحصول على أغلبية مطلقة.
وقال زعيم التجمع الوطني اليميني المتطرف، جوردان بارديلا، إن حزبه سينتظر إصدار الحكم على بارنييه، حتى يقدم رئيس الوزراء الجديد العرض التقليدي لأهداف السياسة في الجمعية الوطنية.
وكتب بارديلا على “إكس”، أن الحكومة “تحتاج إلى تقديم إجابات للطوارئ الكبرى التي تواجه الفرنسيين: القدرة الشرائية، والأمن، والهجرة”. كما حذر بارديلا من أن حزبه قد يحاول نسف حكومة بارنييه المستقبلية إذا لم تتم الإجابة على مطالبها.
معادي للهجرة
ومعروف أن بارنييه لديه مواقف معادية للهجرة، فقد صرح في وقت سابق أن الهجرة غير النظامية من خارج الاتحاد الأوروبي “تضعف شعور فرنسا بالهوية”، داعياً إلى استعادة السيادة القانونية من محاكم الاتحاد الأوروبي.
وقال بارنييه سابقاً إنه يريد العودة إلى دور قيادي في السياسة الفرنسية. وبعد توقيع اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال إنه أدرك أنه يفتقد فرنسا، ويريد أن يكون “مفيداً” في السياسة الفرنسية، حسبما نقلت صحيفة “لاتريبون”.
وخلال ترشحه لرئاسيات 2021 عن حزب الجمهوريين، قال بارنييه: “لم أكن تكنوقراطياً أبداً، كنت دائماً سياسياً”.
“انتهازي بلا عمود فقري”
وفي سن 73 عاماً، يصبح بارنييه أكبر رئيس وزراء سناً في تاريخ فرنسا الحديث. ووجه جوليان أودول، عضو البرلمان عن حزب لوبان، انتقادات إلى بارنييه، بسبب سنه، قائلاً إنه “جو بايدن الفرنسي” الذي غالباً ما يغير آرائه، وكان “انتهازياً”، “بلا عمود فقري”.
لطالما وصف بارنييه نفسه، بـ”رجل دولة كبير السن جدير بالثقة، متسلق جبال ومتجول من جبال الألب، بنى حياته المهنية في السياسة القروية المحلية، ويحب المشي في الغابات القديمة”.
انتُخب لأول مرة في سن 22 عاماً كمستشار محلي في سافوي (شمالي فرنسا)، ودخل البرلمان في سن 27 عاماً فقط في عام 1978. خدم 4 مرات كوزير في الحكومة ومرتين كمفوض للاتحاد الأوروبي.
ويشير أنصاره إلى أنه فاز بكل الأصوات المباشرة التي ترشح لها منذ أن كان في الثانية والعشرين من عمره. وهو وزير البيئة الأسبق، وكان أحد منظمي دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التي أقيمت في عام 1992. ووُلد بارنييه في يناير 1951 في إحدى ضواحي مدينة جرونوبل في جبال الألب.