فرنسا تضاعف عديد قواتها الأمنية على الحدود
وتتهم أردوغان بالتحريض على العنف ومواصلة خطاب الكراهية
قررت فرنسا مضاعفة عديد قواتها الأمنية المنتشرة على الحدود الفرنسية، من 2400 إلى 4800 جندي، لمكافحة خطر الإرهاب وعمليات التهريب والهجرة غير القانونية.، في الوقت الذي اتهمت فيه رئيس النظام التركي بمواصلة خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
وأوضح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، أثناء زيارته الحدود الفرنسية الإسبانية عند نقطة لو بيرتوس، أن قرار مضاعفة عديد القوات اتُخذ “بسبب ارتفاع نسبة التهديدات” بعد الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت فرنسا، وبينها اعتداء نيس (جنوب شرق).
وأعرب الرئيس الفرنسي عن “تأييده” لإعادة صياغة القواعد الناظمة لفضاء شينغن “بالعمق”.
من جهته، ندّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بتصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، معتبراً أنها “عنيفة وتتسم بالكراهية”، وتحدث مجدداً عن احتمال فرض عقوبات على أنقرة.
وقال لودريان لإذاعة “أوروبا 1” إنه “هناك الآن تصريحات عنيفة وتتسم بالكراهية يجاهر بها بانتظام أردوغان وهي غير مقبولة”، في وقت يتصاعد التوتر الثنائي بين باريس وأنقرة.
وتابع وزير الخارجية “ليست فرنسا وحدها المستهدفة، هناك تضامن أوروبي كامل بشأن المسألة – نريد بحزم شديد أن تتخلى تركيا عن هذا المنطق”.
وأضاف “إذا لم يحدث ذلك، فإن المجلس الأوروبي الذي يضم رؤساء دول وحكومات الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، قرر أنه سيتخذ التدابير اللازمة حيال السلطات التركية. ينبغي الآن على الأتراك أن يتخذوا الإجراءات اللازمة لتجنّب هذا الاتجاه”. وقال “هناك وسائل ضغط، هناك أجندة من العقوبات المحتملة”.
وفي نفس السياق، اتهم وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، تركيا بأنها “تحولت لوكالة سفر للإرهابيين”.
وقال نيكوس دندياس إن تركيا أصبحت تشكل تهديدا مباشرًا لأوروبا ودول حوض البحر المتوسط.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية اليوناني، إن أثينا لن تقبل الأمر الواقع في منطقة شرق المتوسط، مطالبًا بمغادرة سفينة المسح التركية من المنطقة.
وأضاف دندياس، في تصريحات نقلتها صحيفة (كاثيميريني) اليونانية، “لن نقبل الأمر الواقع ولن نتسامح، اليونان ستدافع عن سيادتها وحقوقها السيادية”، موضحًا أن أنقرة تثبت أنها تفضل دبلوماسية “مدافع الأسطول” وليس إجراء حوار صادق.
وطالب وزير الخارجية اليوناني، تركيا بمغادرة الجرف القاري اليوناني على الفور، كما طالب الاتحاد الأوروبي بعقد اجتماع طارئ لبحث هذه المسألة.
ويأتي هذا النزاع في خضمّ توتر دبلوماسي بين فرنسا والنظام التركي مرتبط خصوصاً بخلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط.
وازداد التوتر خصوصاً منذ أواخر أكتوبر، عندما دعا أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية متهماً نظيره الفرنسي بأنه لديه “رهاب الإسلام” بسبب دفاعه عن حق نشر رسوم كاريكاتورية تُظهر النبي محمد.
واتّهم أردوغان ماكرون بقيادة “حملة كراهية” ضد الإسلام وشكّك في “صحته العقلية”.
وأعلنت باريس الأربعاء حل جماعة “الذئاب الرمادية” التركية القومية المتطرفة، بعد يومين من فرض الحكومة الفرنسية حظرا عليها، في حين توعّدت أنقرة برد “حازم” على خطوة باريس.
ويأتي قرار الحكومة بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية قرب ليون بكتابات شملت عبارة “الذئاب الرمادية” خلال نهاية الأسبوع.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، في التغريدة التي حملت اعلان حل الجماعة ان الأخيرة “تحرض على التمييز والكراهية ومتورطة في أعمال عنف”.
ولاحقا، توعّدت تركيا بـ”رد حازم” على الخطوة الفرنسية، واصفة إياها بأنها “استفزاز”.
وأعلنت وزارة خارجية النظام التركي في بيان “نشدد على ضرورة حماية حرية التعبير والتجمّع للأتراك في فرنسا”، مضيفة “سيكون ردنا على هذا القرار حازما إلى أقصى الحدود”.
وتعد الجماعة المتطرفة جناحا مواليا لأردوغان، الذي دخل في نزاع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول قضايا جيوسياسية تتعلق بمناطق ساخنة، وايضا مؤخرا حول مواجهة فرنسا للاسلام المتطرف.
وترافق حادث تشويه النصب وحظر “الذئاب الرمادية” مع توترات حادة في فرنسا بين الجاليتين الأرمنية والتركية حول النزاع في ناغورني قره باغ.
ومساء الأربعاء، تدخلت قوات الأمن في ديسين شاربيو لمنع 250 فردا من الجالية التركية من خوض عراك مع الأرمن. وقبل ذلك بساعات قليلة، أدى عراك بين الجانبين إلى إصابة 4 بجروح، أحدهم حالته خطرة.
وترتبط جماعة “الذئاب الرمادية” بشكل وثيق مع حزب الحركة القومية التركي الذي يتزعمه دولت بهجلي، المتحالف مع حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.
ويرى محللون أن دور حزب الحركة القومية حاسم لتمكين أردوغان من الاستمرار في بسط سيطرته على تركيا، حيث كان دعم بهجلي له عاملا رئيسا وراء فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2018.
الأوبزرفر العربي