فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا تدعم منح أوكرانيا وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي
روسيا تتهم الغرب بمحاولات لجعل مولدوفا "أوكرانيا ثانية"
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أن فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا تدعم منح أوكرانيا “فورا” وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، فيما علق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على الموقف الأوروبي قائلاً، إذا منح الاتحاد الأوروبي كييف وضع دولة مرشحة لعضويته فسيكون بذلك مستعدا لغض الطرف عن معاييره مسترشدًا بالجغرافيا السياسية”،متهماً الغرب بمحاولات حقيقية لجعل مولدوفا “أوكرانيا ثانية”.
وأعرب ماكرون خلال زيارته الى أوكرانيا، عن تأييده لقرار في مجلس الأمن يسهم بفك الحصار عن الموانئ الأوكرانية، وقال “اتفقنا على إجراءات تؤكد لأوكرانيا أنها جزء من العائلة الأوروبية”، موضحا أن “أوكرانيا هي من تقرر شروط أي سلام، ولن نطلب مطلقا منها أن تقدم تنازلات لروسيا”.
وتابع ماكرون، “يمكن لأوكرانيا الاعتماد علينا.. ومستقبل أوروبا يعتمد على ما يجري في أوكرانيا”.
وقال إن “فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا تدعم منح أوكرانيا “فورا” وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “نحن الأربعة ندعم منحها فورا وضع المرشح للعضوية”، وأضاف أن “هذا الوضع سيكون مصحوبًا بخريطة طريق”.
وكان الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الحكومة الإيطالي، ماريو دراغي، وصلوا صباح الخميس، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، ليؤكدوا دعم أوروبا لأوكرانيا، بينما أعلنت واشنطن عن مساعدة عسكرية أميركية بقيمة مليار دولار لهذا البلد الذي يشهد نزاعا.
رسالة تضامن أوروبية
وقال الرئيس ماكرون عقب وصوله، إن “وجودي في كييف رسالة تضامن أوروبية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي”، فيما تعهد شولتس بمساعدة أوكرانيا “طالما استلزم الأمر”.
وقام الرؤساء الثلاثة ومعهم الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس بجولة في وسط العاصمة الأوكرانية كييف.
ولاحقاً زار ماكرون بلدة إربين في محيط كييف، وقال خلال جولته في هذه المدينة “شهدت جرائم حرب ومجازر”. كما أكد أن “موقف فرنسا كان دائماً وواضحاً بالوقوف إلى جانب أوكرانيا.. نأمل من أوكرانيا بأن تقاوم وتفوز بنهاية هذه الحرب”.
من جهته، قال شولتس خلال زيارته إلى نفس البلدة إن إيربين مثل بوتشا من قبلها أصبحت رمزا “لوحشية الحرب الروسية في أوكرانيا وعنفها الغاشم”، مضيفاً أن الحرب لا بد وأن تنتهي.
والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقادة الأوروبيين الذين يزورون كييف.
وشكر زيلينسكي قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا على إظهار تضامنهم مع بلاده من خلال زيارة كييف اليوم. وكتب زيلينسكي على تطبيق المراسلة “تيليغرام”: “نقدر تضامنكم مع بلدنا وشعبنا”.
وتشكل هذه الزيارة سابقة لقادة ثلاث دول كبرى في الاتحاد الأوروبي منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام ألمانية وإيطالية بأن ماكرون وشولتس ودراغي في القطار متوجهين إلى كييف، حيث استقلوا قطارا خاصا في بولندا.
وأرسل ماكرون، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا، إشارات إلى كييف، الأربعاء، عبر زيارة لواحدة من قواعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في رومانيا.
وردا على سؤال عن الزيارة إلى كييف، قال الرئيس الفرنسي “أعتقد أننا في لحظة نحتاج فيها إلى إرسال إشارات سياسية واضحة، نحن الاتحاد الأوروبي، إلى أوكرانيا والشعب الأوكراني بينما يبدي مقاومة بطولية منذ أشهر”.
مناقشة الدعم العسكري
ويلتقي القادة الثلاثة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة الدعم العسكري وطلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتؤيد فرنسا وألمانيا وإيطاليا هذا الطلب لكن على الأمد البعيد.
وبشأن طلبها الرسمي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لا تتوقع أوكرانيا من القمة الأوروبية التي ستعقد في 23 و24 حزيران/يونيو أقل من قرار للدول الـ27 ببدء عملية مفاوضات قد تستمر سنوات.
ويتوقع أن يكرر الرئيس الأوكراني طلبه مد كييف بشحنات جديدة من الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي يعتبر أساسيا لمواجهة القوة النارية الروسية.
زيلينسكي ممتن للولايات المتحدة
قال زيلينسكي للنواب التشيكيين في براغ في مؤتمر عبر الهاتف “نحن معكم، كونوا معنا”، مكررا شعارا ردده مذيع إذاعي تشيكوسلوفاكي في 1968 بينما كان المحتلون السوفيات يحاولون إغلاق الإذاعة.
وأضاف “اليوم وبينما يكافح شعب أوكرانيا من أجل حريته ضد الغزو الوحشي لروسيا، نستخدم هذه الكلمات لمخاطبة كل أمم أوروبا والعالم الديمقراطي”، مؤكدا أن “أوكرانيا يجب أن تحصل على كل ما هو ضروري لتحقيق النصر”.
وعبر زيلينسكي مساء الأربعاء عن “امتنانه” للولايات المتحدة على الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية التي أعلنها نظيره الأميركي جو بايدن عبر الهاتف.
وقال زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو مساء الأربعاء إن “الولايات المتحدة أعلنت عن تعزيز جديد لدفاعنا، دفعة جديدة من المساعدات بقيمة مليار دولار”. وأضاف “أود أن أعرب عن امتناني لهذا الدعم لأنه مهم خصوصا لدفاعنا في دونباس”، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا وتشكل هدف الهجمات الروسية حاليا.
وتشمل المساعدات الأميركية خصوصا قطعا مدفعية وقذائف إضافية.
من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، حلفاءه إلى “تكثيف” شحنات الأسلحة إلى الأوكرانيين.
معركة شرسة
أعلن وزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل لدول “مجموعة الاتصال” التي أنشأتها الولايات المتحدة لمساعدة كييف، أن “أوكرانيا تواجه لحظة مفصلية في ساحة المعركة”.
وأضاف “لذلك يجب علينا تكثيف التزامنا المشترك، ومضاعفة جهودنا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها”.
وقال زيلينسكي إنه تحدث أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أكد على تويتر دعم أوكرانيا “حتى النصر النهائي”.
وهذا النصر يمر عبر منطقة دونباس (شرق أوكرانيا) التي تشهد معركة شرسة منذ أيام بين القوات الروسية والأوكرانية.
ومنذ هجومها على كييف في مارس، حددت القوات الروسية والانفصاليون الموالون لموسكو الذين يسيطرون على جزء من هذه المنطقة الصناعية منذ 2014 هدفا هو السيطرة على دونباس بأكملها.
يتركز القتال منذ أيام في ليسيتشانتسك وسيفيرودونيتسك وهما مدينتان رئيسيتان في دونباس. واعترفت السلطات الأوكرانية في الأيام الأخيرة بأن قواتها طُردت من وسط مدينة سيفيرودونتسك ولم يعد لديها سوى “قنوات اتصال معقدة” معها بعد تدمير جميع الجسور المؤدية إلى ليسيتشانسك.
الأسلحة الغربية تباع في السوق السوداء الأوكرانية
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إن الأسلحة الغربية تباع في السوق السوداء الأوكرانية.
وأضاف لافروف: “آمل أن تفهم الجيوش في الغرب جميع المخاطر المرتبطة بتوريد الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا”.
وتابع: “يتم بالفعل بيع صواريخ “ستينغر” وصواريخ “جافلين” التي يسلمها الغرب إلى أوكرانيا في السوق السوداء”.
وأكد وزير الخارجية الروسي، أنه توجد محاولات غربية حقيقية لجعل مولدوفا “أوكرانيا ثانية”.
وعن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قال لافروف: “إذا منح الاتحاد الأوروبي كييف وضع دولة مرشحة لعضويته فسيكون بذلك مستعدا لغض الطرف عن معاييره مسترشدًا بالجغرافيا السياسية”.
وعن عودة المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني قال لافروف: “لقد وقعوا للتو على أنهم لا يريدون هذه المفاوضات. ولا يزال من غير الواضح لنا نوع التعليمات التي يتلقاها زيلينسكي من مضيفيه في واشنطن بلندن”.