فضيحة سياسية جديدة في البيت الأبيض
تتصاعد في الولايات المتحدة فضيحة سياسية جديدة تتعلق بمكالمة بين رئيس البلاد دونالد ترامب ورئيس دولة أجنبية، وأصبحت موضع شكوى تبليغ أثارت توترا بين الكونغرس والاستخبارات.
وكشفت أكبر وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، بما فيها وكالة “أسوشيتد برس” وصحف “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” تفاصيل جديدة عن الموضوع، ليتبين أن القضية تتعلق أيضا بمحامي ترامب، رودي جولياني والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وأحد المرشحين المحتملين عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة المقبلة، جو بايدن ونجله.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة على الموضوع أن ترامب في مكالمة هاتفية جرت في 25 يوليو الماضي حث الرئيس الأوكراني زيلينسكي ثماني مرات على فتح تحقيق، بالتعاون مع محاميه جولياني، مع هانتر بايدن، نجل منافسه المحتمل في الانتخابات المقبلة، الذي كان يتولى منصبا في مجلس إدارة شركة Burisma الأوكرانية العاملة في مجال الغاز.
وأشارت “أسوشيتد برس” نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن ترامب في تلك المكالمة امتنع عن التطرق إلى موضوع المساعدات الأمريكية إلى كييف، ملوحا بأن واشنطن تنتظر خطوات من قبل الجانب الأوكراني أولا.
وأكد جولياني في مقابلة صحفية أنه التقى مع مسؤولين أوكرانيين كبار في يونيو وأغسطس الماضيين لبحث إمكانية فتح تحقيق مع نجل بايدن، مشيرا إلى أن هؤلاء تعهدوا له بالوصول إلى جميع ملابسات القضية.
وصبت هذه التقارير الزيت على نار الجدل السياسي الواسع الجاري في الولايات المتحدة، حيث تحاول لجنة الشؤون القضائية في مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية إجبار إدارة ترامب على إطلاع المشرعين على شكوى التبليغ التي رفعها مسؤول استخباراتي في أغسطس الماضي، وهي تتعلق بالمكالمة بين ترامب وزيلينسكي، حسب التقارير.
يشتبه الديمقراطيون بأن ترامب استغل نفوذه وضغط على حكومة أوكرانيا لجرها إلى الإضرار بسمعة منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما يحقق المشرعون فيما إذا كانت هناك أي صلة بين جهود ترامب هذه وقرار البيت الأبيض مراجعة المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا الصيف الماضي.
وتوعدت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، ترامب بـ”عواقب وخيمة” إذا ثبتت صحة تلك التقارير، مطالبة البيت الأبيض والقائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جوزيف ماغواير، بإطلاع اللجان المختصة في الكونغرس على الشكوى.
وبدوره، أصدر بايدن تعليقا غاضبا على الموضوع مشددا على أنه، إذا ثبتت صحة هذه الأنباء فإن ذلك يعني أنه “لا حدود لاستعداد ترامب لإساءة استغلال السلطة وإهانة الدولة”، وطالب البيت الأبيض بنشر النص الكامل للمكالمة بين ترامب وزيلينسكي.
من جانبه، نفى وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو ممارسة ترامب أي ضغط على زيلينسكي أثناء المكالمة، قائلا إن ذلك الحوار كان “وديا وخص كثيرا من المواضيع التي كانت تتطلب إجابات جدية”.
وأما بخصوص ترامب نفسه فهو امتنع أمس الجمعة عن الرد مباشرة على سؤال عما إذا كان بحث في تلك المكالمة ملف بايدن، داعيا في الوقت نفسه وسائل الإعلام إلى إعارة الاهتمام لأنشطة نائب الرئيس الأمريكي السابق في أوكرانيا.