فلسطين فى الأوليمبياد
سيكون حضور وفدٍ رياضى فلسطينى حفلة افتتاح الأوليمبياد الصيفية فى باريس 26 يوليو المقبل مصدر إلهامٍ جديد للمقاومة والصمود. تمكنت اللجنة الأوليمبية الفلسطينية بصعوبةٍ شديدة من تجهيز ما تيسر من الرياضيين الذين شاركوا فى دورات ألعاب أوليمبية سابقة، وغيرهم، فى ظروفٍ بالغة القسوة. والمتوقع أن يكون عدد المُتأهلين قليلًا بسبب العدوان الهمجى على غزة والاعتداءات المتواصلة فى الضفة الغربية.
ومع ذلك يُعد تأهلهم إنجازًا كبيرًا فى ظل عدوان همجى لم يترك شيئًا فى قطاع غزة إلا دمره، بما فى ذلك البنية التحتية الرياضية كلها ومقر اللجنة الأوليمبية فى ملعب اليرموك. واستُشهد ما لا يقل عن 170 رياضيًا فلسطينيًا فى قطاع غزة .
سيذهب وفدُ فلسطين رافعًا رأسه وعلم وطنه نتيجة تأهلٍ عن جدارةٍ واستحقاق، وليس بدعوةٍ من اللجنة الأوليمبية الدولية التى تحاول ادعاء حيادٍ غائب فى ظل ازدواج معايير صارخ. أوقفت هذه اللجنة مشاركة رياضيى روسيا وبيلاروسيا تحت علم البلدين فور نشوب الحرب فى أوكرانيا، ثم تجاهلت العدوان على غزة. أُرغم الرياضيون الروس على المشاركة كمستقلين لا كممثلين لبلدهم برغم أن رياضيًا أوكرانيا واحدًا لم يُقتل فى الحرب.
لم تستمع قيادة اللجنة الأوليمبية الدولية لأصواتٍ كثيرة فى العالم طالبت، ومازالت، بمعاملة الكيان الإسرائيلى مثلما عوملت روسيا وبيلاروسيا. وأغلق أعضاء المجلس التنفيذى للجنة آذانهم لكى لا يسمعوا نداءات أحرارٍ نظَّموا أسبوعًا لمقاومة الاستعمار والأبارتايد الإسرائيلى بالتزامن مع اجتماعهم فى سويسرا فى مارس الماضى. فقد طالب المُنظًًمون والمشاركون فى فعاليات ذلك الأسبوع المجلس باحترام المبادئ الأوليمبية واتخاذ موقف ضد جريمة إبادة جماعية عبر منع مرتكبيها من التمثيل الرسمى فى دورة باريس.
ولهذا بدا رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية توماس باخ عقب ذلك الاجتماع كما لو أنه يحاول التمويه على ازدواج المعايير عندما قال إنه سيوجه دعوةً للجنة الفلسطينية حتى إن لم يتأهل أىُ من رياضييها. ولكن تأهل رياضيين فلسطينيين يقطعُ الطريق على محاولةٍ خائبةٍ لإخفاء انحياز سافر لحرب همجية فى مجالٍ يُفترض أنه أحد أهم التجليات الرمزية للسلام.