فوز بايدن يعيد انتاج أوهام الإخونجية بنشر الفوضى والإرهاب في مصر
يعتقد تنظيم الإخونجية أن تولي جو بايدن لرئاسة الإدارة الأمريكية الجديدة فرصتهم المناسبة لإعادة نشر الفوضى والإرهاب في مصر وعدد من البلدان العربية.
فمنذ أن أطاح المصريون بحكم الإخونجية عام 2013 يسعى التنظيم الإرهابي لإعادة أجواء الفوضى في البلاد، للنفاذ مجددا إلى الساحة السياسية بعد أن لفظ منها جراء تكشف دوره التخريبي خلال موجة ما سمي بالربيع العربي.
وأطلق كيان يدعى “القوى الوطنية المصرية” تابع لتنظيم الإخونجية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “حلم يناير.. أمل يتجدد” قبل ساعات من الذكرى العاشرة لأحداث ذكرى 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي تحل اليوم الإثنين.
وفي دعوته التحريضية الجديدة قال تنظيم الإخونجية: “يا أحرار مصر في الداخل والخارج شاركوا معنا في الحملة ضمن فعاليات القوى الوطنية المصرية؛ لإحياء الذكرى العاشرة لثورة يناير”.
وترفض القوى السياسية في مصر التعاون مع الإخونجية بعد أن سعى التنظيم خلال عامين من تصدرها المشهد لاحتكار القرار وفرض دستور يمهد لديكتاتورية باسم الدين.
وإضافة للدعوة التحريضية، بث طلعت فهمي المتحدث باسم إخونجية مصر ، مؤخرا، رسالة إلى أنصار التنظيم في مصر زعم فيها، أنه “لا يمكن أن يحصل أي تغيير عن طريق انتخابات، والحراك الشعبي هو الذي يجبر المنظومة على التراجع”.
وزاد “قدرة الناس على الصبر والتحمل لن تظل إلى الأبد، ولا بد أن يحدث حراك أو فعل على الأرض، لا نعلم متى؟ لأن الحراك لا يستطيع أحد أن يتنبأ بموعد قدومه”.
وفي تعقيبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق والبرلماني السابق، إن دعوات الإخونجية التي تتجدد مع كل مناسبة للتظاهر، بمثابة “سذاجة سياسية، وعدم قدرة على قراءة الواقع في مصر والمنطقة بأكملها”.
الدعوات الإخونجية الجديدة حلقة ضمن مسلسل دعوات مشابهه انتهت دائما بالفشل جراء انعدام الثقة في التنظيم التي كشفت عن وجهها الإرهابي طوال السنوات الماضية.
وأكد العرابي أن “الإخونجية يراهنون على الفوضى للعودة للمشهد السياسي، لكن لا أعتقد بوجود أي شخص في البلاد لديه الاستعداد للانغماس مرة ثانية في أي عنف أو فوضى”.
وشدد العرابي على أن “الإخونجية يفقدون مصداقيتهم، وحضورهم السياسي والشعبي حيث أصبحوا عبئا حتى على الدول التي كانوا يشاركون الحكم فيها”.
وأشار البرلماني السابق إلى أن التنظيم يعتقد أن وجود إدارة جديدة في أمريكا بفوز جو بايدن بالرئاسة يمكن أن يكون فرصة مناسبة لهم للظهور من جديد، لكنهم غير قادرين على قراءة الواقع هنا في مصر؛ لأنه لا أحد مستعد للنظر مرة أخرى للوراء.
وبدوره، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، أن “تنظيم الإخونجية تسعى إلى محاولة استغلال أي حدث للتواجد في المشهد؛ لإعطاء انطباع للرأي العام بأنها ما زالت موجودة وقوية ولديها قواعد، بل ومؤثرة، وكلها أمور تخالف واقع الجماعة الحالي”.
ويرى فاروق أن الدعوات التي تطلقها التنظيم في المناسبات المختلفة من حين لآخر؛ لإعطاء إيحاء للقواعد التنظيمية بأنه لايزال لديها هدف ومشروع، وانطباع للخارج بأن الإخونجية تمثلون المعارضة المصرية، ومن خلال هذه التحركات تسعي لإرباك المشهد الداخلي، وإحداث حالة من الفوضى، وتشويه صورة الدولة المصرية.
لكن فاروق يؤكد أن “الشارع استوعب الدرس جيدا من خلال التجربة العملية، وبات يرى أن الإخونجية منظمة دموية انحرفت عن المنهج السليم والصحيح، وحتى الجانب السياسي فشلت فيه.
وأشار في هذا الصدد إلى أن التنظيم “يشهد حاليا حالة من التفكك التنظيمي، والارتباك الفكري، والتخبط السياسي، والسقوط الشعبي”.
وأكد الباحث المتخصص في شؤون المنظمات الإرهابية أن “الأجهزة الأمنية لديها وعي قوي، وتمتلك المعلومة والرؤية بعد أن وجهت ضربات عديدة قاصمة للتنظيم”، مردفا: “الدولة المصرية تسير حاليا في وضع سليم وصحيح على المستوى السياسي والاقتصادي والأمن”.
ورأى “فاروق” أن “مسألة إحياء الفكر مرة أخرى هو الأزمة الحقيقية، حيث إن التنظيمات من السهل أن تتفكك مقابل صناعة تنظيم آخر عن طريق المشروع الفكري، أو الأطر الفكرية الموجودة ويتم استثمارها واستغلالها”.
ومنذ سقوط حكم الإخونجية في مصر عام 2013، لم تتوقف محاولات التنظيم الإرهابي لبث الفوضى بالداخل المصري، واستغلال الأحداث لإعادة الجماعة المطرودة بأمر الشعب إلى المشهد السياسي، لكنه دائما ما يفشل في تحقيق مآربه التخريبية بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووعي الشعب المصري.