فيروس كورونا…أبرز المخاطر وطرق الإنتشار وإجراءات الوقاية
من الصعب ألا ينتاب الإنسان شعور القلق والخوف عند القراءة عن عدوى فيروس كورونا التي تتفشى في العالم بسرعة. وبالطبع يريد الكثيرون معرفة ماذا يفعلون حيال الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، وما هي المخاطر على كبار السن أو المرضى وكيفية الحجر الصحي الذاتي.
ينتشر فيروس كورونا بشكل يشبه الإنفلونزا، من خلال السعال والعطس. بمجرد الإصابة بالعدوى، فإنه يتكاثر وينتشر في الأنسجة التي تبطن الشعب الهوائية. وتصدر إفرازات المخاط واللعاب من هذه الأنسجة التي تحتوي بالتالي على الفيروس. وعندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث ببساطة، تتطاير قطرات صغيرة من الرطوبة إلى الهواء، حاملة الفيروس خارج الجسم. ويمكن الإصابة بالعدوى عن طريق اللمس، إذ عندما يقوم حامل الفيروس بتغطية السعال أو العطس بيده ثم يلمس أي شيء يلمسه الآخرون، مثل مقبض الباب أو زر جرس، ينتقل الفيروس إلى أيديهم وأصابعهم ومنها إلى الفم أو الأنف حيث يمكن أن ينتقل الفيروس.
تقول منظمة الصحة العالمية (WHO) إن فيروس كورونا يمكن أن يعيش على الأسطح لعدة أيام، ويقول غونتر كامبف من جامعة غرايفسفالد في ألمانيا، إنه يمكن القضاء على مثل هذه الفيروسات بواسطة المطهرات مثل الكحول، لكن لا يتم تطهير الكثير من الأشياء التي يلمسها البشر يوميًا في وسائل النقل أو في المباني العامة بشكل دائم.
وينصح أليستير مايلز، رئيس المعلوماتية الوبائية، بمركز ويلكوم لعلم الوراثة البشرية، بضرورة التوقف عن لمس الوجوه تماما قبل غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو استعمال مطهر قوي.
ويوضح مايلز أن ارتداء الكمامة يعد فكرة جيدة، إلا أنه لا يوجد الكثير من الأدلة الجيدة على أنه يمكن أن يمنع العدوى بشكل موثوق، محذرا من أن تهديد فيروس كورونا من المتوقع أن يستمر حتى الشتاء القادم، وربما يصبح في النهاية عدوى موسمية، ويعود كل شتاء.
يعتمد الأمر إلى حد ما على عمر المصاب بفيروس Covid-19، لم تظهر أعراض الفيروس عند الأطفال تقريبا، وحتى الأطفال في الصين لم يحدث إصابات أو وفيات تحت سن العاشرة. إن مصدر القلق الرئيسي بشأن الأطفال هو أنهم إذا أصيبوا بالفيروس فربما ينقلونه للأفراد الأكبر سناً المعرضين للخطر. ولهذا السبب قررت بعض الدول تعطيل الدراسة وإغلاق المدارس.
ووفقا لأحدث البيانات من مركز الصين لمكافحة الأمراض، فإن معدلات الوفيات تتراوح بين 0.2 و0.4% بين سن العاشرة والخمسين، ولكن ترتفع النسب بعد هذه المراحل العمرية. تصل احتمالات الوفاة نتيجة للإصابة بعدوى كورونا إلى 1.3% بين أصحاب الخمسينيات، وترتفع المخاطر إلى 3.6% في الستينيات من العمر، و8% في السبعينيات من العمر، وتتخطى نسبة 14.8% بين من تخطوا الثمانين عامًا.
تزداد المخاطر مع تقدم العمر لأن كبار السن يعانون في كثير من الأحيان من أمراض أخرى، مثل السرطان أو حالات مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو مرض الرئة، الذي يزداد سوءًا مع فيروس كورونا.
تعد الأعراض الرئيسية المعروفة حتى الآن هي المعاناة من السعال أو ارتفاع في درجة الحرارة أو ضيق في التنفس، خاصة بين قاموا بالفعل بزيارة أو خالطوا من قاموا بزيارة أجزاء من البر الرئيسي للصين أو كوريا الجنوبية وهونغ كونغ واليابان وماكاو وماليزيا وسنغافورة أو تايوان أو تايلاند في آخر 14 يومًا أو مناطق أخرى من شمال إيطاليا (في أي مكان شمال بيزا وفلورنسا وريميني) أو كمبوديا أو لاوس أو ميانمار أو فيتنام منذ 19 فبراير.
يجب الاتصال بخط المساعدة إذا كان الشخص يعتقد أنه شخصيا مصاب بالعدوى أو أنه اتصال وثيق مع شخص مصاب. مع ملاحظة أنه مهما كان الشخص في منطقة شديدة الخطورة، فإنه إذا لم يصب بأعراض كورونا خلال 14 يومًا، فهو ليس مصابا بالفيروس.
يوضح الخبراء أن الحجر الصحي الذاتي يتمثل في البقاء بالمنزل لمدة 14 يومًا، مع الالتزام بارتداء كمامة حماية لباقي أفراد الأسرة أو من يقوم بتمريضه. وتجنب الذهاب إلى المناطق العامة مثل الحدائق أو المتاجر أو النوادي مع الحرص على عدم استخدام وسائل النقل العامة أو استخدام سيارات الأجرة.
وينصح بتجنب استقبال الزائرين وارتداء قفاز طبي عند ملامسة الأشياء مع ملاحظة عدم لمس النقود التي يتم دفعها لعمال توصيل الطلبات باليد المجردة ويفضل أن تطلب مهنم وضع المشتريات بالخارج حيث يمكنك استلامها بدون تعامل مباشر.
وعلى من يقيمون وسط أسرهم أن يحرصوا على البقاء في غرفة منفصلة جيدة التهوية واستخدام مناشف خاصة تم تعقيمها وتنظيفها جيدا. ويجب عليهم ارتداء الكمامة عند الذهاب إلى المطبخ أو دورات المياه لتجنب نقل العدوى إلى باقي الأفراد.
يقول بيتر ساندمان، خبير المخاطر: يجب أن يفكر الشخص أولا “في كيفية الاعتناء بأفراد الأسرة المصابين مع تجنب إصابته شخصيا”.
يجب ارتداء القفازات البلاستيكية في حالة العناية بشخص مريض، مع ارتداء الكمامة الجراحية التي يتم استبدالها أولا بأول. ولابد من ترتيب خطة للعناية بالأطفال إذا كان أحد الوالدين مصابا بالعدوى، سواء من خلال الأقارب أو الجيران.
وعند التواجد في الأماكن العامة، يجب غسل اليدين كثيرا بالصابون أو على الأقل بمنظف الأيدي الذي يحتوي على الكحول، لتجنب انتقال أي فيروس من أي سطح أو مقبض باب وغيره من الأشياء التي يمكن أن تنقل العدوى. إذا كان يجب أن تلمس سطحًا ما في مكان عام، فلابد من توخي عدم لمس الوجه أو العينين أو الأنف أو الفم قبل غسل اليدين جيدا. وعلى من يرتدون قفازات للوقاية من انتقال العدوى تذكر خلع القفازات قبل لمس الوجه أيضا. ويراعى استخدام منديل ورقي عند الضغط على أزرار المصعد أو فتح الأبواب ولا داعي للمصافحة باليد بشكل عام. وينبغي الالتزام التام بالعطس أو السعال في منديل ورقي أو مع ثني الكوع وتوجيه الزفير إلى كم المعطف في حالة عدم التمكن من الوصول إلى المناديل الورقية بسرعة.
ينصح الخبراء بتجنب السفر إلى الأماكن التي تفشى فيها المرض بشكل كبير، فلا يوجد سبب وجيه لعدم القيام بذلك، إذ ربما يكون هناك أشخاص مصابون بالفيروس في المطارات أو محطات السكك الحديدية أو الأماكن الأخرى. وفي حالات الضرورة القصوى يجب الالتزام التام بالاحتياطات والإجراءات الوقائية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية وهيئات الصحة الحكومية في مختلف البلدان. أما في حالة السفر إلى مناطق أخرى غير مصابة فيقول دكتور كارمن دوليا، رئيس أمانة اللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية: لا يعد السفر “بالطائرات خطيرا على الإطلاق ولا يحتاج المسافرون إلى إلغاء خططهم ما لم تكن وجهتهم من المناطق التي تم منع زيارتها”.
وتنشر الرابطة الدولية للحركة الجوية IATA قوائم وخرائط بالوجهات التي يتم حظر السفر إليها. وعند السفر بالطائرة يجب تنظيف اليدين بشكل مستمر بواسطة المطهرات واستخدام مناديل ورقية عند السعال أو العطس والتخلص منها في كيس بلاستيكي، قبل وضعها في صندوق القمامة.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه لا يوجد دليل على تورط القطط أو الكلاب في هذا الفيروس. ووفقًا لجوناثان بول، أستاذ علم الفيروسات الجزيئي بجامعة نوتنغهام، فإن تقارير الأسبوع الماضي عن وجود نتيجة تحاليل إيجابية تفيد بإصابة كلب في هونغ كونغ بعدوى فيروس كورونا كانت غير دقيقة بشكل حاسم.
الأبزرفر العربي