قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على توزيع المناصب الأساسية في الاتحاد
توافق قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 على الأسماء الثلاثة التي ستقود مؤسسات بروكسل الرئيسية للسنوات الخمس المقبلة والسياسات التي سيتبعونها، وأيّدوا اختيار أورسولا فون دير لاين من حزب الشعب الأوروبي رئيسةً للمفوضية الأوروبية، ورئيس الوزراء البرتغالي السابق أنتونيو كوستا من مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين رئيسًا للمجلس الأوروبي، وكايا كالاس من حزب رينيو ورئيسة وزراء إستونيا الحالية، لمنصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
ووافق القادة اليوم الخميس أيضًا على الأجندة الاستراتيجية، وهي وثيقة تضم خطوطاً عريضة لتوجيه العمل المستقبلي للمعينين الثلاثة.
ولا تزال ترشيحات فون دير لاين وكالاس بحاجة إلى مصادقة البرلمان الأوروبي، لكن على النقيض من ذلك، تم انتخاب كوستا تلقائيًا من قبل أقرانه السابقين. وسيتولى منصبه في مرحلة لاحقة.
وفي منشور على موقع إكس، أعلن كوستا أنه سيتولى هذه المسؤولية “بإحساس قوي بالمهمة” ووعد بأن تركز ولايته “على “على وضع الأجندة الاستراتيجية التي وافق عليها الاتحادالأوروبي على المسار الصحيح”.
من جانبها، دعت كالاس إلى “وحدة أقوى للاتحاد الأوروبي” على الرغم من عدم وجود إجماع على ترشيحها، وقالت:
“يشرفني دعم المجلس الأوروبي، إنها مسؤولية هائلة في هذه اللحظة التي تشهد توترات جيوسياسية، سيكون هدفي الآن التواصل مع أعضاء البرلمان الأوروبي والحصول على دعمهم. وبصفتي نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، سأكون في خدمة مصالحنا المشتركة”.
ولا تحمل الأسماء مفاجأة بالنسبة لمراقبين للشأن الأوروبي، فقد اتفق عليها عدد من قادة الاتحاد، الذين يمثلون المجموعات السياسية الثلاث الرئيسية في التكتل، خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء وطرحوا اقتراحهم مساء الخميس. وبعد نقاش بين جميع رؤساء الدول والحكومة، حظي الاتفاق بالمباركة الرسمية.
ميلوني تمتنع عن التصويت
وكانت المحادثات بين الأحزاب الوسطية قد أغضبت أولئك الذين تُركوا على الهامش، وأبرزهم رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي انتقدت الطريقة “السريالية” التي تم بها توزيع المناصب العليا بالاتحاد. ودعت ميلوني، التي ترأس ثالث أكبر اقتصاد في التكتل، إلى مزيد من الإدماج وإجراء مناقشات أعمق.
وقالت ميلوني عشية القمة: “يبدو لي أنه حتى الآن، هناك عدم رغبة في مراعاة الرسالة التي وجهها المواطنون في صناديق الاقتراع”.
وكان رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أكثر انتقادًا، ووصف الاتفاق بأنه “مخزٍ”.
وأفاد مصدران ليورونيوز بأن أوربان عارض ترشيح أورسولا فون دير لاين وامتنع عن التصويت على كايا كالاس، في حين صوتت ميلوني ضد كل من كوستا وكالاس، وامتنعت عن التصويت على ترشيح فون دير لاين.
لكن 6 من القادة الذين تفاوضوا كممثلين عن مجموعاتهم السياسية، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، كانوا عازمين على إنهاء العملية بطريقة سريعة وغير معقدة.
وقال شولتس عند وصوله: “نحن نعيش أوقات صعبة ونواجه تحديات كبيرة، ليس أقلها الحرب العدوانية الرهيبة التي تشنها روسيا على أوكرانيا. لذلك من المهم أن تهيئ أوروبا نفسها الآن للمهام التي يجب معالجتها”.
وقال ألكسندر دي كرو من بلجيكا، رافضًا انتقادات ميلوني: “الديمقراطية لا تتعلق فقط بالعرقلة بل بالعمل لصالح الأوروبيين، ما نحتاجه في السنوات الخمس المقبلة هو الاستقرار السياسي والقدرة على العمل بسرعة.”
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أبرم التكتل كذلك اتفاقًا أمنيًا مع أوكرانيا، وناقش قضايا الشرق الأوسط، والهجرة، والدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي.