قادة النقابات الفرنسية يجددون دعواتهم للرئيس ماكرون بالتخلي عن خطة إصلاح نظام التقاعد
صعّد قادة النقابات الفرنسية الاثنين دعواتهم الرئيس إيمانويل ماكرون الى التخلي عن خطة لإصلاح نظام التقاعد رغم مؤشرات الى تراجع التأييد لإضراب لوسائل النقل دخل يومه السادس والعشرين.
ويلقي ماكرون كلمة للأمة مساء الثلاثاء لمناسبة رأس السنة، بعدما ترك للحكومة مسألة الدفاع عن خطة هي من أكثر الإصلاحات إثارة للجدل خلال فترة رئاسته.
ويمكن أن يستغلّ المناسبة لإعلان مزيد من التنازلات بعد أن تم إبلاغ راقصي أوبرا باريس في نهاية الأسبوع الماضي بأن نظام التقاعد الجديد سيطبق فقط على الموظفين الجدد اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2022.
وقال الأمين العام لنقابة “فورس أوفريير” إيف فيرييه الاثنين لإذاعة فرانس إنفو “من الواضح أن مشروعه يتداعى”.
واضاف “يمكن أن نرى أنه لا يمكن تطبيقه على عدد من القطاعات سواء قطاع الطيارين أو الإطفائيين أو راقصي الأوبرا” مكررا مطلبه بأن “يتخلى ماكرون عن المشروع برمته”.
وإضراب قطاع النقل الآن هو الأطول مدة منذ منتصف ثمانينات القرن الفائت وقد أرخى بظلاله على العطلات وتسبب بأزمة في حركة النقل اليومية في مدن كبيرة مثل باريس، وعرقل خطط السفر لآلاف الأشخاص في فترة عيد الميلاد.
وألغيت نصف رحلات القطارات الفائقة السرعة في فرنسا الاثنين، فيما شهدت حركة القطارات بين المناطق اضطرابات كبيرة.
لكن الشركة الوطنية للسكك الحديد قالت إن 7,1 بالمئة من موظفيها فقط مضربون، بينهم ثلث عدد سائقي القطارات، في أدنى مشاركة من نوعها منذ بدء الإضراب في الخامس من كانون الأول/ديسمبر.
وفي باريس، تم إغلاق خطين فقط من خطوط المترو ال16، علما بأن غالبية الخطوط الأخرى كانت توفر الحد الأدنى من الخدمة، وفقط خلال فترتي الذروة الصباحية أو المسائية.
وقالت جولي العاملة في قطاع العقارات في محطة سان-لازار في باريس “بدأ الأمر يصبح متعبا، لقد تعبنا”.
واضافت “لكننا نؤيد الحركة … غير أنها أصبحت منهكة”.
والإضراب الذي أفسد مشاريع السفر لآلاف الأشخاص في فترة عيد الميلاد، من المرجح أيضا أن يؤثر أيضا على احتفالات رأس السنة.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إن نحو 100 ألف شرطي سيعملون ليلة رأس السنة لمنع القيادة تحت تأثير الكحول في وقت يتنقل عدد كبير من المحتفلين بالسيارات.
ويتجمع عادة في باريس ما بين 250 الفا و300 ألف شخص في الشانزليزيه لاستقبال العام الجديد، فيما تكون خطوط المترو ال16 تعمل مجانا طوال الليل.
لكن هذا العام سيعمل خطان فقط من تلك الخطوط، وحتى الساعة 2,15 صباحا، علما بأن الإدارة الوطنية للنقل في باريس تعهدت تعزيز خدمة الحافلات الليلية.
ومن المقرر أن تجري الحكومة والنقابات محادثات مجددا حول الإصلاحات التي من شأنها إلغاء 42 خطة إصلاح منفصلة وجمعها في نظام قائم على أساس النقاط، في السابع من كانون الثاني/يناير.
غير أن قادة النقابات دعوا إلى يوم جديد من التظاهرات الحاشدة في التاسع من كانون الثاني/يناير، وخصوصا رفضا لرفع لسن توازني للتقاعد هو 64 عاما.
وبرزت مؤشرات ايجابية مع تقديم الحكومة تنازلات للشرطة ورجال الإطفاء وراقصي الأوبرا.
بدوره ألغى الاتحاد الرئيسي لنقابات الطيارين الفرنسيين الاسبوع الماضي إضرابا مقررا في الثالث من كانون الثاني/يناير، في أعقاب محادثات مع الحكومة.