قاسم يؤكد أن حزب الله لن يقبل اتفاقاً لوقف النار لا يضمن سيادة لبنان
"الحزب سيرد على الهجمات الإسرائيلية وسط بيروت بضربات على وسط تل أبيب"
أكد نعيم قاسم، أمين عام حزب الله اللبناني، اليوم الأربعاء، أن الحزب لن يقبل اتفاقاً لوقف إطلاق النار لا يضمن سيادة لبنان، وأنه سيرد على الهجمات الإسرائيلية وسط بيروت بضربات على وسط تل أبيب.
وقال قاسم في معرض تعليقه على اغتيال محمد عفيف في منطقة رأس النبع: “لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي ويجب أن يدفع الثمن، والثمن هو وسط تل أبيب وآمل أن يفهم العدو أن الأمور ليست متروكة”.
مشيرًا إلى أن حزب الله لن يقبل اتفاقاً لوقف إطلاق النار لا يضمن سيادة لبنان.
وشدد نعيم قاسم على أن “العاصمة لا يمكن أن تترك تحت ضربات الاحتلال الإسرائيلي إلا ويجب أن يدفع الثمن، والثمن هو وسط تل أبيب، وآمل أن يفهم العدو أن الأمور ليست متروكة”.
وأوضح قاسم أن حزب الله “واجه معركتين: الأولى، إسناد لغزة لمدة 11 شهراً، والثانية هي التي بدأت منذ شهرين، وسمّيناها معركة أولي البأس لصدّ العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان”.
إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة
وأضاف: “في الحقيقة، إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، وكنا وافقنا على فكرة الرئيسين، الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، على قاعدة أن الحل ممكن أن يكون موجوداً بوقف العدوان، قبل اغتيال نصر الله في 27 سبتمبر واستمرت المعركة هذه”.
وأكد أن حزب الله “مرّ في حالة إرباك حقيقية لمدة 10 أيام قبل أن يلملم أوضاعه بطريقة معينة ويستطيع استعادة عافيته السياسية والمقاومة والإعلامية وفي كل المجالات. صحيح أن الإصابات مؤلمة وموجعة وتسقط دولاً واحزاباً وجيوشاً، ولكن لدينا من أولي البأس ما يساعد على أن نصمد أمام هذه التحديات”.
حزب الله تسلّم ورقة المفاوضات ورد عليها
وبشأن المفاوضات، قال نعيم قاسم إن حزب الله تسلّم ورقة المفاوضات ودرسها جيدًا، وأبدى ملاحظات عليها، كما لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيرًا إلى أن هذه الملاحظات متناغمة ومتوافقة وقدمت إلى المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين وجرى نقاشها معه بالتفصيل.
وأكد أن هناك قراراً بعدم الحديث في الإعلان عن مضمون الاتفاق أو الملاحظات حوله، في انتظار معرفة نتائج المفاوضات، كما قال إن تقديم هذه الملاحظات يدل على أن حزب الله موافق على التفاوض غير المباشر من خلال بري إن كان الطرف الآخر يريد ذلك.
وقال كذلك إن الاحتلال الإسرائيلي يتوقع أن يأخذ بالمفاوضات ما لم يأخذه في الميدان، إلا أن حزب الله قرر التفاوض تحت سقفين: وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية “أي بمعنى أنه لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة، بل يجب أن يكون لبنان مصوناً”.
وأضاف: “إن التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار في لبنان رهن جدية الاحتلال ونتنياهو”.
سنخرج أقوى لأننا صمدنا
وبشأن عمليات حزب الله وتقدم جيش الاحتلال، قال نعيم قاسم إن المقاومة ليست جيشاً، ولا تعمل على منع الجيش الإسرائيلي من التقدم، بل تقاتله حيث يتقدم، مضيفاً: “ليس مهماً أن يقال إن الجيش الإسرائيلي دخل قرية أو خرج منها، المهم كم قتل منه”.
وتابع قائلاً: “عندما لا يحقق العدو أهدافه، يعني أننا انتصرنا، وسنخرج أقوى لأننا صمدنا وضحّينا ولم ندع العدو يحقق أهدافه، ولأن لدينا تماسكاً وتعاوناً”، مؤكدًا أن لا خيار آخر أمام حزب الله إلا الصمود مهما طال الزمن.
وعن مستقبل لبنان، قال قاسم: “سنبني معاً بالتعاون مع الدولة والشرفاء والدول والقوى التي ستساعد لإعادة الإعمار ليعود كل لبنان أجمل وأفضل، وسنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس النواب بالطريقة الدستورية، وستكون خطواتنا السياسية وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسية، وسنكون حاضرين بالميدان السياسي بقوتنا التمثيلية والشعبية وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن لنبني ونحمي في آنٍ معاً”.