قمة البحرين تطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة
عباس يتهم حركة "حماس" بتوفير الذرائع لإسرائيل كي تهاجم القطاع
طالبت القمة العربية الـ 33 المنعقدة في عاصمة البحرين المنامة، الخميس، إسرائيل بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة والانسحاب الفوري من مدينة رفح، ووقف كافة محاولات التهجير القسري، وإنهاء كافة صور الحصار، والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، فيما اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حركة حماس بتوفير الذرائع لإسرائيل كي تهاجم القطاع.
كما طالبت القمة بنشر قوات حفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية حتى إعلان دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وشدد القادة العرب، في بيان منفصل في ختام قمة البحرين، على استمرارهم في دعم الشعب الفلسطيني بكافة الصور في مواجهة هذا العدوان، ودعوا المجتمع الدولي والقوى الدولية المؤثرة إلى تخطي الحسابات السياسية والمعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الدولية والاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية المنوطة بها في مواجهة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وتوصيفها بشكل واضح باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ودعا القادة العرب إلى تفعيل دور الآليات الدولية المعنية لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وطالبت الدول العربية، بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة “فوراً”، وإنهاء الكارثة الإنسانية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ورفع الحصار عن القطاع، وإزالة جميع المعوقات وفتح جميع المعابر أمام إدخال مساعدات إنسانية كافية، وتمكين منظمات الأمم المتحدة، وخصوصاً “الأونروا”، من العمل، وتوفير الدعم المالي لها، للقيام بمسؤولياتها بحرية وأمان، مؤكدة رفضها لأي محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه بقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
مدينة رفح
وأدان القادة العرب، “بشدة” عرقلة إسرائيل لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، و”إمعانها في التصعيد العسكري من خلال إقدامها على توسيع عدوانها على مدينة رفح الفلسطينية رغم التحذيرات الدولية من العواقب الإنسانية الكارثية لذلك”.
كما أدانوا سيطرة القوات الاسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بهدف تشديد الحصار على المدنيين في القطاع، مما أدى إلى توقف عمل المعبر وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية، وفقدان سكان غزة من الشعب الفلسطيني لشريان الحياة الرئيسي، وطالبوا إسرائيل في هذا الصدد بالانسحاب من رفح، من أجل ضمان النفاذ الإنساني الآمن.
وشدد الإعلان على “الموقف العربي الثابت والداعم للقضية الفلسطينية”، باعتبارها القضية المركزية وعصب السلام والاستقرار في المنطقة، كما شدد أيضاً على “الرفض القاطع لكل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني داخل أرضه، أو إلى خارجها باعتباره خرقاً واضحاً للقانون الدولي، مؤكداً إدانة جميع الإجراءات والممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق وتحرمه من حقه في الحرية والدولة والحياة والكرامة الانسانية الذي كفلته القوانين الدولية.
ودعا المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته لمتابعة جهود دفع عملية السلام، وصولاً الى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب اسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة بما فيها مبادرة السلام العربية.
كما طالب بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
الأزمة السودانية
وعلى صعيد الشأن السوداني، دعت “دول القمة”، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى “الانخراط المباشر” في مبادرات تسوية الأزمة.
وعبرت عن “كامل التضامن مع السودان في سبيل الحفاظ على سيادته، واستقلاله، ووحدة أراضيه”، داعية إلى الالتزام بتنفيذ “إعلان جدة” بغية التوصل إلى وقف لإطلاق نار يكفل فتح مسارات الإغاثة الغنسانية، وحماية المدنيين.
الأزمة السورية
وبشأن الأزمة السورية، أكدت الدول العربية، ضرورة إنهاء الأزمة السورية، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يحفظ أمن سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، ويحقق طموحات شعبها ويخلصها من الإرهاب، ويوفر البيئة الكفيلة بالعودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين، ورفض التدخل في شؤون سوريا الداخلية، وأي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية فيها.
وشددت على أهمية دور “لجنة الاتصال العربية والمبادرة العربية” لحل الأزمة وضرورة تنفيذ “بيان عمان”، ودعم جهود الأمم المتحدة في هذا السياق، وضرورة إيجاد الظروف الكفيلة بتحقيق العودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلدانهم، بما في ذلك رفع التدابير القسرية الأحادية المفروضة على سوريا.
كما دعت إلى ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين السوريين، ودعم الدول المستضيفة إلى حين تحقيق عودتهم الكريمة والآمنة والطوعية، وفقاً للمعايير الدولية، وحذرت من تداعيات تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين وللدول المستضيفة لهم.
اليمن
وجددت الدول العربية، دعم مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية برئاسة رشاد محمد العليمي، ومساندة جهود الحكومة اليمنية في سعيها لتحقيق “المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب اليمني، ووحدة الصف اليمني، تحقيقاً للأمن والاستقرار في اليمن.
كما عبرت عن تأييدها المساعي الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى “حل سياسي شامل” للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة دولياً ممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، بما يحقق تحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني في السلام والاستقرار والنماء والازدهار.
ليبيا
وأعربت الدول العربية عن دعمها الكامل لدولة ليبيا وسيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ووقف التدخل في شؤونها الداخلية، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها في مدى زمني محدد.
ودعت مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، إلى ضرورة سرعة التوافق على إصدار القوانين الانتخابية التي تلبي مطالب الشعب الليبي لتحقيق الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتزامنتة وإنهاء الفترات الانتقالية.
وأكدت دعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية بما يتسق مع مرجعيات الحل، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت، وإجراء الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة، لتحقيق تطلعات الشعب الليبي، كما دعت كافة الأطراف في ليبيا إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية بما يحفظ لدولة ليبيا مصالحها العليا ويحقق لشعبها تطلعاته للسلم والاستقرار والازدهار، مشيدين بجهود دول جوار ليبيا وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية لاستعادة الوحدة الليبية والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.
لبنان
وحثت الدول العربية، جميع الأطراف اللبنانية على إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والأمنية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية.
كما حثت على تعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، للحفاظ على أمن لبنان واستقراره وحماية حدوده المعترف بها دولياً بوجه الاعتداءات الإسرائيلية.
سيادة واستقلال الصومال
وبشان الصومال، عبر إعلان البحرين، عن دعمه سيادة واستقلال الصومال، ووحدة أراضيه والتضامن معه في حماية سيادته ومواجهة أي إجراءات قد تنتقص من ذلك.
كما عبر الإعلان عن مساندة جهود الحكومة الصومالية في مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والاستقرار، ودفع مسيرة التنمية المستدامة والازدهار لما فيه الخير والنفع للشعب الصومالي الشقيق.
الجزر الإماراتية
وبخصوص سيادة الإمارات على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، دعت الدول العربية، إيران إلى التجاوب مع مبادرة أبوظبي لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.
الأمن المائي العربي
وفيما يتعلق بالأمن المائي العربي، أكدت القمة العربية، أنه “جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي”، خاصة لكل من مصر والسودان.
وشددت على رفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوقها في مياه النيل، وكذلك بالنسبة لسوريا والعراق فيما يخص نهري دجلة والفرات، أإذ كدت التضامن معهم في اتخاذ ما يرونه من إجراءات لحماية أمنهم ومصالحهم المائية، معربين عن القلق البالغ من الاستمرار في الإجراءات الأحادية التي من شأنها إلحاق ضرر بمصالحهم المائية.
المساس بالمصالح العربية
وشددت الدول العربية، وفق “إعلان البحرين”، الرفض الكامل لأي دعم للجماعات المسلحة أو الميليشيات التي تعمل خارج نطاق سيادة الدول، وتتبع أو تنفذ أجندات خارجية تتعارض مع المصالح العليا للدول العربية.
مع التأكيد على التضامن مع كافة الدول العربية في “الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها وحماية مؤسساتها الوطنية ضد أي محاولات خارجية للاعتداء أو فرض النفوذ، أو تقويض السيادة، أو المساس بالمصالح العربية”.
وتابعت: “نؤكد بقوة موقفنا الثابت ضد الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، والرفض القاطع لدوافعه ومبرراته، ونعمل على تجفيف مصادر تمويله، ودعم الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة ومنع تمويلها ومواجهة التداعيات الخطيرة للإرهاب على المنطقة وتهديده للسلم والأمن الدوليين”.
الملاحة البحرية
وأكدت الدول العربية، التمسك بحرية الملاحة البحرية في المياه الدولية وفقاً لقواعد القانون الدولي واتفاقيات قانون البحار، وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان والخليج العربي، وعبرت عن إدانتها لتعرض السفن التجارية لهجمات تهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية ومصالح دول وشعوب العالم.
وقالت، وفق “إعلان البحرين”: نكرر دعوتنا إلى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وندعم حق الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية، ونحثها على الوفاء بالتزاماتها والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإلى عدم تجاوز نسب تخصيب اليورانيوم التي تتطلبها الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وتابعت: نؤكد عزمنا على مواصلة الجهود لتعزيز الشراكات والحوارات الاستراتيجية والتعاون المشترك مع التكتلات الدولية والدول الصديقة على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك في إطار مبادئ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والحوار البناء والتفاهم والتنسيق المشترك، لتعزيز المصالح المشتركة ودفع عجلة التنمية والازدهار، ولمواجهة كافة التحديات المعاصرة.
وواصلت: من جديد حرصنا على التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي للحفاظ لى الأمن والسلم الدوليين، ودعم جهودها لمعالجة التحديات العالمية، بما فيها تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، وتغير المناخ، وحماية البيئة، وحقوق الانسان، والفقر، والأمن المائي والغذائي، والطاقة المتجددة، والاستخدام السلمي للطاقة النووية.
عباس يتهم حماس بتوفير الذرائع لإسرائيل كي تهاجم غزة
وفي كلمته أمام قمة البحرين، اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حركة حماس بتوفير الذرائع لإسرائيل كي تهاجم غزة، قائلاً، إن عملية الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول التي نفذتها حماس منفردة “وفرت لإسرائيل المزيد من المبررات للعدوان على شعبنا”.
وأضاف عباس “إلى متى سيستمر الإرهاب الإسرائيلي ويحصل شعبي على حقه في إقامة دولة؟”.
عباس قال أيضا إن “حجز إسرائيل أموالنا (السلطة الفلسطينية) يضعنا في موقف حرج”.
ومضى قائلا “مواقف الشعوب بما فيها الشعب الأمريكي أصبحت أكثر التزاما بالقانون الدولي ورفضا للاحتلال الإسرائيلي”.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بعدما شنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وفي أعقاب الهجوم نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة أدت إلى استشهاد أكثر من 35 ألف شخص وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وفي وقت سابق اليوم، انطلقت القمة العربية العادية الـ33 بالبحرين، وسط آمال بنجاحها في رسم خارطة طريق لتعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات المتزايدة.
وتعد القضية الفلسطينية الملف الأساسي على طاولة القمة، إلى جانب عدد من القضايا العربية الأخرى مثل السودان واليمن والصومال وغيرها.
ويحضر القمة عدد من الضيوف الأجانب، على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
وبعد جلسة العمل المغلقة واعتماد مشروع إعلان المنامة، من المقرر أن يعقد وزير الخارجية البحرينية عبداللطيف بن راشد الزياني والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط مؤتمراً صحفياً مشتركاً لإعلان التوصيات في ختام القمة.