قوات الاحتلال الإسرائيلي تحرق منازل الفلسطينيين في مخيم جباليا
وتواصل حصار المخيم وارتكاب جرائم الإبادة وتدمير المربعات السكنية
أحرقت قوات الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، منازل الفلسطينيين غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، الذي يشهد عمليات إبادة جماعية وحصار محكم وتدمير متواصل على مدار 12 يوما.
وقال شهود عيان لوسائل الإعلام إن “قوات الاحتلال المتوغلة بمنطقة بئر النعجة، غربي مخيم جباليا، واصلت إحراق المنازل والمباني السكنية للفلسطينيين”.
وأضاف الشهود أن النيران التهمت عددا كبيرا من المنازل وممتلكات الفلسطينيين، ما تسبب في خسائر مادية فادحة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وذكر الشهود أنهم شاهدوا أعمدة دخان سوداء عالية تتصاعد من مناطق غرب مخيم جباليا ناجمة عن الحريق الذي لا يزال مشتعلا حتى الساعة 16:08 (ت.غ).
وأطلقت الطائرات المروحية الإسرائيلية النار باتجاه المناطق الشمالية الغربية لقطاع غزة، وفي محيط منطقة “الصفطاوي” شمالي مدينة غزة، وفق الشهود.
حصار جباليا
ومنذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في محافظة شمال القطاع، وأطبق حصاره على منطقة جباليا، مانعا الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين، الممتد على طول شرقي القطاع من شماله إلى جنوبه.
وخلال عملية التطهير العرقي والإبادة شمال غزة قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 342 فلسطينيا، ويواصل سياسة التجويع ضد سكان شمال غزة، بحسب آخر حصيلة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023.
لليوم الثاني عشر على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، حرب الإبادة والتجويع في شمال قطاع غزة، بهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين عبر ممارسات قاتلة تنتهك القانون الدولي.
سياية التجويع
ويستخدم جيش الاحتلال سياسة التجويع عبر استمرار منع دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة المحاصرة بشكل محكم، وسط قصف متواصل وإطلاق نار وتدمير لمنازل ومربعات سكنية.
وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت إسرائيل بدء اجتياح شمال القطاع بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إنها تعمل على تهجير المواطنين واحتلال المنطقة وفصلها عن بقية القطاع.
وأكدت العديد من المنظمات الإنسانية إن استمرار الحصار الإسرائيلي لشمال قطاع غزة لليوم الثاني عشر على التوالي يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية للغاية في ظل استمرار الاجتياح العسكري.
وأضافت أن البنية التحتية في مخيم جباليا تعرضت لدمار واسع، وسط انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، كما يواجه الفلسطينيون نقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية.
وقال مصدر محلي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجَّر مربعا سكنيا بالكامل مقابل مخازن صافي في مخيم جباليا شمالي القطاع، باستخدام روبوت آلي مفخخ.
والسبت، قال مصدر أمني، إن هذا السلاح استُخدم أول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو/ أيار الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها “روبوت يحمل براميل نارية متفجرة”.
وتواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة منذ 7 أكتوبر نتج عنها استشهاد وجرح أكثر من 141 ألف فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.