قوى الثورة السودانية تقطع الطريق على مخطط للإخونجية
دعت قوى الثورة السودانية إلى الخروج في مسيرات مليونية في 30 يونيو-حزيران الجاري، في كل أرجاء البلاد، في خطوة استباقية تقطع الطريق أمام تنظيم الإخونجية الذي يستعد لإثارة الفوضى في ذكرى الانقلاب الذي قاده الرئيس المعزول عمر البشير.
ووصل الإخونجية برئاسة البشير، إلى السلطة بانقلاب عسكري في 30 يونيو/ حزيران 1989.
وبحسب تقارير سودانية فإن عناصر التنظيم الإخونجي تريد أن تستلهم هذه الذكرى للانقضاض على مكتسبات”ثورة ديسمبر 2018″ والتي تكللت بالنجاح في عزل البشير وتشكيل السلطة الانتقالية.
لكن القوى الثورية سارعت بالدعوة لتلك المليونية في هذا التاريخ، لقطع الطريق على الإخونجية ولتكرار مشاهد بريق الانتفاضة الذي وقع عقب حادثة فض اعتصام الخرطوم، حين ملأوا السودانيين طرقات المدن والشوراع، مطالبين بالحكم المدني وإسقاط نظام الإخوان.
والمظاهرات المرتقبة من المنتظر أن تطالب باستكمال هياكل السلطة الإنتقالية “تشكيل البرلمان، تعين حكام مدنيون للولايات”، بجانب محاسبة رموز الإخونجية البائد وتحقيق السلام، والقصاص لشهداء الإعتصام و”ثورة ديسمبر” على حد سواء.
ويرى المحلل السياسي الدكتور عباس التجاني، أن المسيرات ستقطع الطريق أمام الإخونجية وتنهي مناوراتهم التي نشطوا فيها مؤخرا، تحت لافتات ما يسمى بـ”الزحف الأخضر” و”الحراك الشعبي الموحد”، مستغلين الثغرات التي أحدثتها التباينات وسط القوى الثورية.
وقال التجاني، إنه:” ستضعف مسيرات 30 من يونيو/ حزيران، آمال نظام المعزول عمر البشير في التحكم بالشارع، إذ أرادت قوى الثورة بث رسالة قوية في هذا الاتجاه وتثبت أن جذوة الإنتفاضة ما تزال متقدة وهي بالمرصاد لبقايا الإخوان”.
وشدد على أن المليونية ستشكل دفعة قوية للحكومة الانتقالية من أجل المضي قدما في سبيل تحقيق اهداف الثورة، بتحقيق السلام واستكمال هياكل السلطة، ومحاسبة رموز النظام البائد.
ودعت لجان المقاومة الثورية، الأسبوع الماضي، إلى مليونية 30 يونيو، وأيدها تجمع المهنيين السودانيين، ومن ثم عدد من الأحزاب السياسية المنضوية تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير.
كما لحق “تحالف قوى الإجتماع الوطني” بتلك الدعوات والذي يضم التكتلات السياسية التي عارضت النظام الإخونجي بقيادة المعزول عمر البشير، فضلاً عن عدد من الأحزاب السياسية ذات التوجهات اليسارية واليمينية.
وقال عضو سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين، حسن فاروق إن “مليونية 30 يونيو” المرتقبة تمثل إحياء لذكرى ملهمة عندما فرض الشعب كلمته على قوى الردة في نفس هذا التوقيت من العام الماضي عقب فض الإعتصام.
وأضاف فاروق، أنه:” بالتأكيد الخطوة تحبط مخطط الإخوان البائد الذي كان يحاول الخروج في مسيرات بهذا اليوم، وسترسل المليونية رسائل في عدة جبهات لضمان إنفاذ مطالب الثورة”.
وتابع، أن :” المليونية ليست ضد الحكومة الانتقالية كما تروج قوى الثورة المضادة، بل تدعمها وتساندها بغرض تسريع وتيرة استكمال هياكل السلطة وتحقيق السلام والقصاص للشهداء، والمضي سريعا في إجراء الإصلاحات المطلوبة”.
بدوره، قال تحالف الإجتماع الوطني في بيان إن :” تاريخ الثلاثين من يونيو، لم يعد ذكرى، بأي حال من الأحوال، ولكنه وبعد مضى عام، يجسد أحوال الثورة الدائمة في مواجهة بقايا النظام السابق وفلوله”.
وشدد على أن “30 يونيو” ليس مجرد تأريخ لقيام دولة البغي، من خلال السطو على السلطة في ليل الخديعة والخيانة، وإنما هو إشارة لسقوطها المزلزل تحت ضربات النضال الشعبي، وعهد بالانتصار، ووعد بالحرية والعدالة والسلام”.
وقال إن الخروج في المليونية رغم خطورة لوضع الصحي والسياسي الذي تمر به البلاد، والذي يقتضي مع ذلك التقيد بالضوابط المقررة من السلطات المختصة فيما يخص محاربة جائحة كورونا، إنما اقتضته ضرورة التعبئة الشاملة للجماهير، ووضعها أمام مهمتها في دعم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وحكومته، لتحقيق أهداف وشعارات الثورة.
وأضاف أن المليونية تهدف للمطالبة بتحقيق السلام الشامل، وتطهير الخدمة المدنية والقوات النظامية من عناصر الإخونجية، وتقديم رموز النظام الساقط لمحاكمات عادلة وعاجلة.
كما تطالب بالقصاص للشهداء والكشف عن كافة الانتهاكات والتجاوزات، بما في ذلك حالات الإختفاء والاستشهاد، وتقديم كافة المتورطين فيها للمحاكمات.
وتدعو المليونية بحسب قوى الإجماع، إلى إعادة المفصولين تعسفيا من الخدمة المدنية والشرطة والقوات المسلحة إلى العمل، وفق مانصت عليه الوثيقة الدستورية، واستكمال مؤسسات السلطة الانتقالية بتسمية الولاة المدنيين، والإسراع بتكوين المجلس التشريعي والمفوضيات.
الأوبزرفر العربي