قيادي إخونجي: الصراع داخل تنظيم الإخونجية وصل إلى الخيانة وسيصل إلى إراقة دماء
ويكشف أسماء من يدير أنشطة التنظيم في الصومال والسودان
قال القيادي الإخونجي الهارب إلى تركيا محمد العقيد، في فيديو بثه على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، أن الصراع بين جبهتي محمود حسين المعروفة بجبهة إسطنبول وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد في تنظيم الإخونجية، وصل إلى الخيانة وستصل إلى إراقة دماء.
وكشف في الفيديو، معلومات عن وجود شراكات واستثمارات لتنظيم الإخونجية مع تركيا في الصومال والسودان، كما أكد معلومات حول تسليم السودان 25 مطلوبا إخونجياً لمصر، وأفصح عن أسماء قادة بالجماعة متواجدة في الصومال والسودان وتدير أنشطة التنظيم في البلدين، وبتنسيق تام مع تركيا ومخابرات السودان إبان عهد الرئيس المخلوع.
ستصل إلى إراقة دماء
وأكد القيادي الإخونجي المدان بالإعدام في قضية التخابر مع حماس، أن الخلافات بين الجبهتين -منير وحسين- وصلت إلى الخيانة وستصل إلى إراقة دماء، متوعدا همام علي يوسف القيادي بجبهة إسطنبول بالانتقام، ومتهما إياه بالمسؤولية الكاملة وحسب اعتراف مسؤول تركي عن تسليم الشاب الإخونجي المدان بالإعدام محمد عبد الحفيظ حسين إلى مصر في فبراير من العام 2019، ورفضه كذلك تسفير ونقل زوجة عبدالحفيظ وطفله من الصومال إلى تركيا لولا تدخل المسؤولين الأتراك.
شراكات مالية واستثمارية مع أنقرة في الصومال
وخلال الفيديو، اعترف القيادي الإخونجي بوجود تنسيق تام بين الجماعة ومسؤولين أتراك في الصومال، معلنا أن التنظيم له شراكات مالية واستثمارية مع أنقرة في صوماليا لاند، وأن المسؤول الإخونجي الذي عينته الجماعة لإدارة هذه الاستثمارات يدعى عبدالرحمن الشواف، وهو طبيب وقيادي كبير بالجماعة، وعمل مستشارا للرئيس الراحل والمعزول محمد مرسي، وأن من يدير أنشطة الإخونجية في إفريقيا بشكل عام وعلى رأسها السودان القيادي محمد الحلوجي. كما اعترف أنه كان يتحرك في الصومال والسودان باسم “مراد”، ويمتلك جواز سفر مزورا ليسهل عليه الهروب والتحرك والاختفاء.
ملاحقات في السودان
وذكر القيادي الإخونجي أنه تعرض لمطاردات وملاحقات في السودان خلال تواجده فيها بسبب وشاية من همام علي يوسف، القيادي بجبهة إسطنبول والذراع الأيمن لمحمود حسين أمين عام الجماعة، مضيفا أنه قام بالتنسيق مع الشواف والقيادي حلمي الجزار ومسؤول تركي لنقله ونقل آخرين من الصومال إلى إسطنبول في تركيا.
وأشار العقيد إلى أن جبهة حسين أطلقت عليه وعلى غيره شائعات مفادها أنهم ليسوا من الإخونجية وليسوا مدانين بأحكام إعدام حتى لا يتسنى لهم الانتقال إلى تركيا، معترفا ولأول مرة أن قيادات الجماعة في إسطنبول كانت على علم بتسليم السلطات السودانية 25 إخوانيا فارين إلى مصر، وكان هو على رقم 26 في القائمة، لكنه نجح في الهروب بالتنسيق مع مسؤول في المخابرات السودانية إبان عهد البشير.
يُذكر أن محمد أسامة محمد العقيد، أحد أبرز قيادات التنظيم المسلح للجماعة، وهو شقيق خليل أسامة العقيد الحارس الشخصي لخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخونجية، وجدهما كان الحارس الشخصي لحسن البنا مؤسس الجماعة.
هو في العقد الخامس من العمر، ومدان في قضايا التخابر مع حماس واقتحام السجون والخلايا النوعية المسلحة وتسفير عناصر الإخونجية للخارج، وهو من محافظة الشرقية ويعمل تاجرا للحبوب والغلال.
تنظيم سري وعصابة
يشار إلى أن تسجيلا صوتيا لقيادي كبير في التنظيم الإخونجي تسرب مؤخرا، كشف أيضا عن تفاصيل ما يجري من خلافات وانقسامات تعصف بالجماعة.
وقال أحمد مطر، وهو أحد القيادات الإخونجية الفارة إلى دول البلقان والمحسوب على جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، في تسريب تم تداوله بين قيادات الجماعة في إطار حرب التسريبات المستمرة بينهم، أن من يدير الإخونجية حاليا تنظيم سري، وعصابة، تقرب من تشاء وتبعد من تشاء، واستولت على أموال ومقدرات الجماعة واختطفتها لحسابها.
وتفاقمت أزمة الجماعة مع احتدام الصراع بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير بضراوة، بعد أن أعلنت جبهة حسين تجاهلها التام لكافة قرارات منير، ومنها قراراته بإحالة 6 من قيادات الجماعة في إسطنبول للتحقيق، معلنة رفضها لما أسفرت عنه انتخابات مكتب إسطنبول، فيما أعلنت جبهة منير أنها تدرس فصل كافة المؤيدين لجبهة حسين أو المتعاطفين معها.
مخالفات مالية وأخلاقية
وزاد من عمق الأزمة خروج تسريبات من الجانبين حول مخالفات مالية وأخلاقية، وفصل المتحدث الإعلامي للجماعة التابع لجبهة محمود حسين، وتعيين متحدث جديد، فيما رفضت جبهة حسين ذلك، وأعلنت بقاء متحدثها الرسمي في منصبه، واستمرار سيطرتها على منصات الجماعة وموقعها الإلكتروني، وفضائيات إسطنبول.
وشهدت الصراعات ظهور جبهة ثالثة رافضة لممارسات الجبهتين، يقودها شباب الجماعة الموالون للقيادي السابق محمد كمال، والذي قُتل في معركة مع قوات الأمن المصرية في العام 2016، وكان يتولى اللجان النوعية المسلحة، حيث توعدوا الجبهتين وأعلنوا عن أنفسهم وعن رغبتهم في إزاحة القيادات الكبيرة والقديمة والدفع بوجوه جديدة لإدارة الجماعة.