قيس سعيد يكلّف أول امرأة لتشكيل الحكومة في تاريخ تونس
ترحيب تونسي واسع بتعيين نجلاء بودن رمضان لرئاسة الحكومة
قرر الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، تكليف نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل حكومة عملاً بأحكام الأمر الرئاسي المتعلق بالتدابير الاستثنائية التي علّق بموجبها عمل البرلمان والحكومة، بحسب ما ذكرت الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية على “فيسبوك”.
وقال الرئيس سعيد في خطاب، إن “تكليف امرأة برئاسة الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد شرف لتونس وتكريم للمرأة التونسية”، مضيفاً: “سنعمل معاً في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة للقضاء على الفساد والفوضى التي عمت الدولة في عديد المؤسسات”، مشيراً إلى أن هناك من يعملون على “إسقاط الدولة”.
وتابع: “نتحمل اليوم مسؤولية تاريخية”، مطالباً باقتراح أعضاء الحكومة في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، والعمل “بسرعة”، بعد “إضاعة الكثير من الوقت”، على حد قوله.
وشدد على أن الفريق الحكومي المقترح ينبغي أن يكون “متجانساً ويعمل أولاً على مقاومة الفساد”، إضافة إلى “الاستجابة لمطالب التونسيين في حقوقهم الطبيعية في التعليم والصحة والنقل والحياة الكريمة”.
وقال الرئيس التونسي “سنعمل على ذلك بلا هوادة.. سنعمل في ظل القانون واحترام نصوصه”.
ردود الأفعال إيجابية
حظي اختيار الرئيس التونسي قيس سعيد سيدة لرئاسة الحكومة للمرة الأولى في تاريخ البلاد بردود فعل إيجابية، فيما يُنتظر من الحكومة المقبلة أن تعلن عن نفسها في أقرب وقت لتولي حزمة من “المهام العاجلة”.
وكان مسؤول من اتحاد الشغل التونسي من الأوائل الذين أبدو “ارتياحا” لتعيين نجلاء بودن رمضان لرئاسة الحكومة الجديدة.
وقال المكلف بالإعلام باتحاد الشغل التونسي، غسان كسيبي: “ارتياح لاختيار امرأة كرئيسة حكومة ولكن الخيارات هي التي تحدد طبيعة المرحلة المقبلة”.
كما عبّر سمير الشفي، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، عن ارتياح المنظمة ”لتكليف شخصية بتشكيل حكومة، وهو ما يعدّ مؤشرا إيجابيا في حد ذاته” وفق تعبيره.
وتابع الشفي خلال مداخلته في برنامج ميدي شو الأربعاء: ”كما نسجل بارتياح تكليف رئيسة حكومة امرأة.. في ذلك رسالة قوية جدا للمرأة التونسية في أن تتحمل مسؤولية على رأس الدولة”.
ومن ناحيته أكد رئيس حزب المسار، فوزي الشرفي، اعتزاز حزبه بتكليف امرأة بقيادة الحكومة الجديدة في تونس، وهي سابقة في تونس وفي العالم العربي وفق تعبيره.
وبين الشرفي أن هذه الخطوة التي أقرها رئيس الجمهورية تمثل نقطة إيجابية في مجال تكريس حقوق المرأة، وتفعيل الدور الريادي لتونس في الدفاع عن حقوق المرأة واستثمار كفاءاتها.
وعبر الشرفي عن أمله في نجاح رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن رمضان في قيادة الحكومة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
ودعا أمين عام حزب المسار إلى أن تكون حكومة بودن حكومة إنقاذ تشكل من كفاءات قادرة على إنقاذ البلاد وتمكينها من تجاوز المشاكل التي تعيشها.
رمزية التعيين
وتشير الباحثة التونسية رباب علوي إلى أن اختيار نجلاء بودن يعتبر اختيارا استراتيجيا لسببين، “السبب الأول يتمثل في رمزية التعيين، فلأول مرة تترأس امرأة الحكومة التونسية، بينما السبب الثاني يكمن في خلفية نجلاء بودن الخالية من السياسة، فطيلة العشر سنوات الأخيرة سئم التونسيون الساسة و الأحزاب السياسية، التي لم تنجح في إخراج تونس من أزمتها الاقتصادية و الاجتماعية بل تفاقمت البطالة و عم الفقر وانتشر الفساد، ومن خلال تعيين امرأة أكاديمية يسعى الرئيس قيس سعيد إلى امتصاص غضب الشارع التونسي”.
وتتابع الباحثة التونسية: “تستجيب رئيسة الحكومة الجديدة إلى الشروط التي وضعها الرئيس من حيث الكفاءة والخلو من شبهات الفساد، وربما يعود تعيين امرأة إلى الرغبة في الخروج من حالة الصدمة التي عاشها الرئيس بعد تعيينه لرئيس الحكومة هشام المشيشي والذي تحالف مع حركة النهضة وحزب قلب تونس ضده”، لطالما تحدث الرئيس التونسي عن هذه ” الصدمة” ووعد بتعيين شخص “صادق يستجيب لتطلعات الشعب التونسي “لذلك سيكون من الصعب على حركة النهضة استقطاب رئيسة الحكومة الجديدة نظرا لقربها من الرئيس وبعدها عن عالم السياسة.
نجلاء بودن رمضان
ووفقاً لإذاعة “موزاييك إف إم” التونسية، فإن نجلاء بودن رمضان من مواليد 1958، وهي أستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، مختصة في علوم الجيولوجيا، وتشغل حالياً خطة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وتمّ تعيين بودن مديرة عامة مكلفة بالجودة في وزارة التعليم العالي عام 2011، كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة في ديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن عام 2015.