كوريا الشمالية تطلق صاروخ بالستي حديث يستنفر اليابان
ويدفع أميركا وخمسة بلدان للاجتماع الطارئ
في أحدث تصعيد تشهده شبه الجزيرة الكورية، أطلقت كوريا الشمالية ما يشتبه في أنه صاروخ بالستي عابر للقارات (ICBM)، هو الأحدث في سلسلة قياسية من عمليات الإطلاق الصاروخية في الأسابيع الأخيرة، حسبما أعلن الجيش الكوري الجنوبي.
وقال مسؤول دفاعي إن هيئة الأركان العامة في كوريا الجنوبية “تعتقد أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيا عابرا للقارات”، من دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل.
وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية سقط على ما يبدو في البحر داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان قرب جزيرة هوكايدو الشمالية، واصفا ذلك بأنه “غير مقبول إطلاقا”، داعيا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي.
وقال كيشيدا “الصاروخ البالستي الذي أطلقته كوريا الشمالية يبدو أنه سقط في منطقتنا الاقتصادية الخالصة غربي هوكايدو”، واصفا عملية الإطلاق الصاروخية هذه بأنها “غير مقبولة إطلاقا”، ومشيرا إلى عدم ورود أنباء عن وقوع أضرار بأي سفن أو طائرات.
وتابع قائلا: “لقد أصدرت تعليمات للأمين العام لحكومة اليابان لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي. لقد قدمنا احتجاجا قويا إلى كوريا الشمالية . كوريا الشمالية تكرر استفزازاتها بكثافة غير مسبوقة حتى الآن. نكرر أن هذا أمر غير مقبول بشكل قاطع. حاليا لا توجد معلومات عن الأضرار التي لحقت بالطائرات والسفن”.
أميركا وخمسة بلدان تجتمع بشكل طارئ
وعقدت الولايات المتحدة وخمس دول اجتماعاً طارئاً في بانكوك لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية ما يُشتبه في أنه صاروخ بالستي عابر للقارات، الجمعة، سقط في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، فيما قال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا، إن هذا الصاروخ يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وحضر الاجتماع نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس، وزعماء كوريا الجنوبية واليابان، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المنعقدة في بانكوك بتايلندا.
ودانت واشنطن بـ”شدة” عملية الإطلاق الصاروخي، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، الجمعة، إن إطلاق الصاروخ يعد “انتهاكاً صارخاً” لعدة قرارات من مجلس الأمن القومي.
وأعلن مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية انعقاد اجتماع أمني طارئ، لمناقشة الإطلاق الصاروخي، فيما قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، إن الصاروخ سقط على ما يبدو في البحر داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، قرب جزيرة هوكايدو الشمالية.
يصل مداه إلى الولايات المتحدة
وقال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا للصحافيين، إن “كوريا الشمالية أطلقت صواريخ هذا العام بوتيرة غير مسبوقة، في تصعيد كبير للتوترات في شبه الجزيرة الكورية”.
وأضاف الوزير أن هذا الصاروخ يصل مداه إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وأنه يمكن التحليق لمسافة 15 ألف كيلومتر.
من جهته، قال أمين مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، إن المقذوف ينتمي لفئة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ووصل إلى ارتفاع 6 آلاف كيلومتر، وغطى مساحة 1000 كيلومتر.
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي، أرقاماً مطابقة، إذ أشار إلى أن الصاروخ حلق لمسافة 1000 كيلومتر على ارتفاع 6100 كيلومتر، بسرعة 22 ماخ (22 ضعف سرعة الصوت).
وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” إلى أن الصاروخ، مصمم للوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وأنه يشكل “احتجاجاً واضحاً” على تحرك الولايات المتحدة لتعزيز تحالفها مع كوريا الجنوبية واليابان.
وفي الثالث من نوفمبر، اختبرت كوريا الشمالية ما يعتقد أنه نوع جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وتملك كوريا الشمالية نوعين من هذه الصواريخ “هواسونج-14” و”هواسونج-15″، وأشارت عمليات الإطلاق الصاروخية في 2017 إلى أنهما قادران على الوصول إلى أجزاء من البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وأطلقت كوريا الشمالية، الخميس، صاروخاً باليستياً، وحذّرت من ردود عسكرية أكثر غضباً على محاولات الولايات المتحدة تعزيز وجودها الأمني في المنطقة مع حلفاءها. وقالت إن واشنطن تقوم “بمقامرة ستندم عليها”.
تحذير كوري شمالي
وجاء الإطلاق الأحدث غداة انتقاد وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي لقمة ثلاثية عقدت، الأحد، بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، وانتقد خلالها قادة الدول الثلاث تجارب الأسلحة التي تجريها بيونج يانج وتعهدوا بمزيد من التعاون الأمني.
وأعاد الرئيس الأميركي جو بايدن التأكيد خلال المحادثات على التزامه بتعزيز الردع الممتد والدفاع عن الحليفين الآسيويين “بكامل القدرات”، بما في ذلك الأسلحة النووية.
وقالت تشوي إن “مناورات العدوان” التي تجريها الدول الثلاث فشلت في إخضاع بلادها، ولن تجلب على نفسها إلا “تهديداً حتمياً أكثر خطورة وواقعية”.
وأضافت: “ستدرك الولايات المتحدة جيداً أنها تقوم بمقامرة، وهو أمر ستندم عليه بالتأكيد”.
وأجرت كوريا الشمالية هذا العام عدداً قياسياً من اختبارات إطلاق الصواريخ، التي تحظرها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب العقوبات المفروضة على بيونج يانج بسبب برنامجيها الصاروخي والنووي.