كيسنجر يحذر الغرب من محاولته إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية في أوكرانيا
ويدعو كييف للتنازل عن جزء من أراضيها من أجل عقد اتفاق سلام مع موسكو
في جلسة خلال منتدى دافوس الاقتصادي، المنعقد في سويسرا، حذّر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، الغرب من محاولته المستمرة لإلحاق الهزيمة بالقوات الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن ذلك ستكون له “عواقب وخيمة” على استقرار أوروبا في المدى البعيد..
ودعا الدبلوماسي الأمريكي الشهير البالغ من العمر 98 عاماً، أوكرانيا إلى قبول التنازل عن جزء من أراضيها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو، وإنهاء النزاع الذي دخل شهره الرابع.
واعتبر كسينجر، أن الفشل في استئناف المفاوضات بين البلدين، والاستمرار في استعداء موسكو قد يكون له عواقب وخيمة على استقرار أوروبا برمتها على المدى الطويل.
وقال، “يجب أن تبدأ المفاوضات خلال الشهرين المقبلين قبل أن تخلق اضطرابات وتوترات لا يمكن التغلب عليها بسهولة”.
وأضاف كيسنجر، أنه “لا يجب أن تغيب تلك العلاقة الطويلة الأمد عن أذهان القادة الأوروبيين، كما لا يجب أن يجازفوا بدفع روسيا إلى الدخول في تحالف دائم مع الصين”.
إلى ذلك، حذر كيسنجر، الذي عمل في ظل إدارتي الرئيس السابق ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد خلال السبعينيات، “من استمرار الحرب فترة طويلة”، وشدد على أهمية العودة إلى طاولة التفاوض.
كما سلط الضوء على أهمية روسيا، معتبراً أنها كانت جزءًا أساسيًا من أوروبا منذ 400 عام، وعملت كقوة توازن في الأوقات الحرجة.
ودعا الدول الغربية إلى تذكر أهمية الدولة الروسية في القارة الأوروبية وألا تنغمس في “مشاعر اللحظات الآنية”.
أتت تلك التصريحات، فيما لا يزال القتال متواصلاً بين القوات الروسية والأوكرانية لاسيما في شرق البلاد، بعد مرور 4 أشهر على العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو في 24 فبراير الماضي، وسط تصاعد التوتر بين الكرملين والدول الغربية لا سيما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما جاءت بعد تعثر المفاوضات بين البلدين، بهدف التوصل إلى حل يرسي السلام، وينهي النزاع، الذي رجحت العديد من العواصم الغربية أن يطول أمده أشهراً بعد.
الولايات المتحدة والصين
في سياق آخر، دعا كيسنجر السلطات الأميركية إلى تجنّب المواجهة مع الصين بشأن تايوان، قائلاً إنه “يجب تجنّب المواجهة المباشرة بشأن تايوان. ولا يمكن أن تكون تايوان في قلب المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين. يجب أن تكون مبادئ العلاقات في صميمها”.
وأشار إلى أن قضية تايوان لن تختفي، محذراً من بناء العلاقات بين واشنطن وبكين على أساسها فقط.
وأضاف: “يجب على الولايات المتحدة والصين، في الأعوام المقبلة، التوصل إلى فهم لكيفية بناء علاقة طويلة الأمد بينهما”.