لازاريني: هدف إسرائيل من حظر الأونروا هو تجريد الفلسطينيين من حق العودة
"الهجوم على المنظمة الدولية يطال كل من يدعم حقوق الشعب الفلسطيني من منظمات أو دول"
في مقابلة مع وسائل الإعلام، أكد مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، فيليب لازاريني، الجمعة، إن هدف إسرائيل من إلغاء عمل الوكالة هو تجريد الفلسطينيين من حقهم بالعودة.
وشدد لازاريني على أن السبب الحقيقي وراء إلغاء عمل المنظمة الدولية لم يكن مزاعم إسرائيل بأن موظفي الوكالة ساهموا بهجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل تجريد اللاجئين الفلسطينيين من حقهم في العودة.
وقال لازاريني “لقد ذكرت الدول الأعضاء أن الوكالة تمر في أحلك أوقاتها منذ 75 سنة”.
حملة تشويه ودعايات مغرضة
وأضاف لازريني أن الوكالة ومفوضها العام وموظفوها يتعرضون للهجوم، وقد سقط لغاية اليوم 243 موظفا. ومقراتها تتعرض للهجوم، وهناك حملة تشويه ودعايات مغرضة أدت إلى قرار الكنيست آنف الذكر. “الأونروا هي إحدى ضحايا هذه الحرب”، لكنها ستستمر في عملها لأنها تمثل إرادة دولية.
وقال لازاريني، إنه يتابع الوضع الجديد مع الادارة الأمريكية الجديدة وسمع وعودها بإحلال السلام وحل الدولتين وهو ما وضعته بعض الدول التي تؤيد التطبيع كشرط، ما قد يفتح الطريق أمام حل سلمي شامل.
وأشار إن هناك 50 ألف طفل يذهبون إلى مدارس الأونروا في الضفة الغربية ونصف مليون يستفيدون من العيادات الصحية وعدد موظفي الأونروا 17 ألف، لذلك لا بديل للأونروا.
تجريد الفلسطينيين من وضع اللاجئين
وحول طلب السفير الإسرائيلي داني دانون، الذي طالب لازاريني بالاستقالة قال: “طلب مني السفير الإسرائيلي أن أستقيل. هذا الهجوم على موقعي وليس على شخصي.
وهذا الهجوم هو سياسي لتجريد الفلسطينيين من وضع اللاجئين وحق العودة، نلاحظ أن الهجوم ليس موجها فقط ضد الأونروا بل لكل من يدعم حقوق الشعب الفلسطيني من منظمات أو حتى دول. هذا ايضا هجوم على حق اللاجئين في العودة الذي نص عليه القرار 194. مهمتي الآن حماية الوكالة”.
الأزمة المالية
وبشأن الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة قال لازاريني: “نحن نواجه مشكلة نقص المساعدات وأمامنا فقط 45 يوما لدفع الرواتب.
وتابع لازريني، نواجه مشكلة في الربع الأول من السنة القادمة لأن المساعدات من أكبر دولة مانحة وهي الولايات المتحدة متوقفة تماما ولا نتوقع أن تستأنف المساعدات في ظل الإدارة الجديدة، كما تواجهنا أزمة حقيقية في الربع الأول من السنة القادمة وقد تتأثر أماكن عمل الوكالة في الأردن ولبنان وسوريا إذا لم يقم المانحون بسد النقص الكبير بسبب موقف الولايات المتحدة”.
وكشف أن “الأونروا قدمت 243 موظفا ضحايا للصراع وهناك ضحايا عديدون مدفونون تحت الركام لا نعرف عددهم”.
من لم يمت بالقصف قد يموت من الجوع او الأمراض
وحول مشاعر الفلسطينيين في غزة رسم لازاريني صورة قاتمة لمدى اليأس الذي لحق بهم “إنهم يشعرون بأنهم أُهملوا وأنهم فعلا يعاملون كحيوانات بشرية كما قيل في بداية هذه المجازر. من لم يمت بالقصف قد يموت من الجوع او الأمراض او نقص العلاج والدواء لمن أصيبوا بجراح لا علاج لها”.
وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أقرت “الكنيست” الإسرائيلية قوانين تحظر عمل الوكالة الأممية في المناطق التابعة لـ”السيادة الإسرائيلية”، و”منع أي نشاط للأونروا في أراضي دولة إسرائيل، وألا تقوم بتشغيل أي مكتب تمثيلي لها.
وحظرت على الأونروا تقديم أي خدمة، ولا تقوم بأي نشاط، بشكل مباشر أو غير مباشر، في أراضي “دولة إسرائيل”، بالإضافة إلى إبلاغ إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، الأمم المتحدة بانسحابها من اتفاق عام 1967 الذي ينظم علاقتها مع “الأونروا”.
وستدخل هذه القوانين حيز التنفيذ أواخر شهر كانون الثاني/يناير المقبل.
ويضاعف حظر خدمات الأونروا معاناة نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة؛ جراء حرب إبادة جماعية تشنها عليهم إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023.
وتواصل إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة خلّفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة تسببت بمقتل عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.