لافروف: الأنباء عن تمهيد واشنطن لمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا “شائعات”
الغرب حاول تسييس البيان الختامي لقمة العشرين "البيان سيصدر غداً"
وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأنباء التي تتحدث أن واشنطن تمهد الأرضية للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بالشائعات، متهماً الدول الغربية بمحاولة تسييس البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين المنقعدة حالياً في إندونيسيا.
وقال لافروف، في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، عقب مشاركته في قمة العشرين: “بالنسبة للأخبار التي تتحدث أن الأمريكيين يستعدون ويمهدون لمفاوضات ما، فإن هذه الشائعات تطفو باستمرار ثم تختفي في وقت لاحق. لم نعد نرد على ذلك”.
وأضاف لافروف في تصريحه: “نريد أن نرى دليلا ملموسا على أن الغرب مهتم بجدية بتأديب (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي وأن يشرحوا له أن هذا لا يمكن أن يستمر، وأن هذا ليس في مصلحة الشعب الأوكراني نفسه”.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، الدول الغربية في مجموعة العشرين بمحاول تسييس البيان الختامي لقمة المجموعة المنقعدة حالياً في إندونيسيا، لإدانة بلاده، وقال أن العمل على الإعلان الخاص بمجموعة العشرين “سيكتمل غداً”، لافتاً إلى أنه “على وشك الانتهاء”.
وأضاف لافروف الذي يرأس وفد بلاده في القمة، أن “الغرب لم ينجح في إلقاء اللوم على روسيا بعد عدم التوصل إلى اتفاق بشأن إعلان مجموعة العشرين”، موضحاً أن “موسكو ذكرت وجهة نظر بديلة”.
زيلينسكي لم يستمع إلى النصائح الغربية
وقال لافروف، أن كييف تقول إنها تريد الحوار ولا تفعل شيئاً لأجله، ما يجعل الأمر “غير ممكن حالياً”، مضيفاً، “مهما طال الوقت … فلا بد من الوصول إلى اتفاق في النهاية”.
وأشار إلى أنه أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز بشأن الصراع في أوكرانيا، اتهم خلالها كييف بالتخلي عن أي حل محتمل.
وخلص وزير الخارجية الروسي إلى أن “زيلينسكي لم يستمع إلى النصائح الغربية”. وذكر أن الرئيس الفرنسي أبدى رغبته في مواصلة الاتصالات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتابع لافروف: “نريد أن نرى أدلة ملموسة على أن الغرب مهتم بجدية بضبط زيلينسكي، وبأن يشرح له أن ذلك لا يمكن أن يستمر، وأنه ليس في مصلحة الشعب الأوكراني”.
حرب هجينة
وفي حديثه للصحافيين خلال قمة مجموعة العشرين، شدد لافروف على أن أوكرانيا ترفض التحدث إلى موسكو وطرحت شروطاً “غير واقعية” للسلام، مضيفاً أنه “كلما رفضت كييف التحدث، كان التوصل إلى اتفاق أصعب”.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن أوكرانيا تشهد “حرباً هجينة” بدأها الغرب، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو” منخرطان في الحرب.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إنه منفتح على “محادثات سلام حقيقية” مع روسيا، ولكنه حدد عدداً من الشروط تشمل إعادة سيطرة أوكرانيا على أراضيها، وتعويض عن الغزو، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة.
تصدير الحبوب
وأعلن لافروف أن الأمم المتحدة أبلغته بوعود مكتوبة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإزالة العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية، مشيراً إلى أنه تلقى تعهدات بهذا الشأن من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريتش في اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين.
ولطالما اشتكت روسيا من حواجز أمام صادراتها الزراعية، على الرغم من أنها غير مستهدفة بشكل مباشر من العقوبات الغربية.
وأوضح لافروف أن تجديد مبادرة البحر الأسود (اتفاق الحبوب) التي سمحت باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، في يوليو الماضي، ومن المقرر انتهائها السبت، يعتمد على تنفيذ تعهدات الأمم المتحدة بما يرضي موسكو.
وأضاف: “لقد أكد لنا الأمين العام للأمم المتحدة أن جميع المشغلين الاقتصاديين المشاركين في سلاسل توريد الأسمدة والحبوب الروسية يتلقون إشارات مطمئنة بأنهم لن يخضعوا لعقوبات إذا تعاونوا في تنفيذ الصفقات التجارية مع حبوبنا”.
وقال لافروف إن هذه الوعود غطَّت دخول السفن الروسية إلى الموانئ الأوروبية والسفن الأجنبية إلى الموانئ الروسية، وتوفير التأمين بالأسعار العادية، وإزالة القيود المفروضة على بنك الدولة الروسي الخاضع للعقوبات والذي يمول قطاع المزارع.
وتابع: “آمل أن يتم الوفاء بهذه الوعود. على الأقل الأمين العام للأمم المتحدة أعطاني تأكيداته بأن هذه قضية ذات أولوية بالنسبة له”.
وعلى الرغم من المشكلات قال لافروف إن روسيا صدرت بالفعل 10.5 مليون طن من الحبوب، معظمها من القمح، ذهب 60% منها إلى آسيا و 40% إلى إفريقيا.