لافروف: الغرب يعمل على تقويض قواعد العلاقات الدولية
مخاطر اندلاع المواجهة في العالم تتصاعد وروسيا مستعدة لأي سيناريو
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أن بلاده لن تنتظر للأبد الرد على الضمانات الأمنية التي طالبت بها، مشيراً إلى أن موسكو مستعدة لأي سيناريو في علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، محملاً الناتو المسؤولية عن محاولة جر أعضاء جدد منهم أوكرانيا إلى صفوفه بشكل اصطناعي، مؤكدا أن موسكو ستواصل العمل كي تكون مستعدة لأي سيناريو.
وحذر لافروف اليوم الجمعة، خلال مؤتمر صحفي حول نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2021، من أن الغرب يعمل على تقويض قواعد العلاقات الدولية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ويحاول إملاء نهجه على الآخرين، مشددا على رفض روسيا لهذا النهج.
وقال إن دول الغرب تسهم في تطور الأمور بطريقة سلبية، مشيرا إلى أن مخاطر اندلاع المواجهة في العالم تتصاعد.
الضمانات الأمنية
وشدد لافروف على أن روسيا تنتظر من الغرب ردا خطياً مفصلاً على اقتراحاتها بخصوص الضمانات الأمنية، لأن الشركاء الغربيين سبق أن خالفوا وعودهم السابقة إزاء موسكو.
وقال: “بودي الإشارة خاصة إلى أننا نحتاج إلى ضمانات قانونية ملزمة، لأن الشركاء الغربيين لم يفوا أبدا بالاتفاقات السياسية التي تم إبرامها في التسعينيات، ناهيك عن تعهداتهم الشفهية.
ورجح الوزير أن الغرب يحاول تنحية الولايات المتحدة عن المسؤولية عن اتخاذ قرار بخصوص الرد على المبادرة الروسية وإطلاق مشاورات مبهمة بخصوص هذه المسألة بدعوى ضرورة التشاور مع الشركاء الغربيين، مبدياً قناعة موسكو بأن رد الغرب على مبادرتها يتوقف غالبا على موقف واشنطن.
وأوضح: “بصراحة، يدرك الجميع طبعا أن أفق التوصل إلى اتفاق تتوقف على الولايات المتحدة، ومهما قالوا لنا عن ضرورة التشاور مع الحلفاء، إن ذلك مجرد حجج واهية ومحاولات لعرقلة العملية”.
وقال الوزير إن الغرب “أقدم على تصعيد الأمور في تجاوز لكل الحدود والمنطق السليم”، مشددا على أن “صبر موسكو استنفد”.
وفسر الوزير موعد طرح روسيا مبادرتها بتراكم المشاكل والخلافات بين الطرفين، لافتا إلى أن حلف الناتو خلافا عن تعهداته اقترب بشكل مباشر من حدود روسيا و”رمى إلى سلة نفايات” وعوده السابقة إلى موسكو.
وأشار لافروف إلى أن الناتو لا يترك محاولاته لتوسيع قائمة أعضائه بطريقة اصطناعية وجر أوكرانيا ودول إسكندنافية إليه، مشددا على أن التفسير أحادي الجانب من قبل الحلف لالتزاماته بعدم التمدد يمثل أمرا غير مقبول.
وشدد لافروف على أن مبادرة الضمانات الأمنية تعتمد على مبدأ توازن المصالح وتستهدف ضمان أمن كافة الدول الأوروبية ومنع توسع أي معسكر على حساب دول أخرى في القارة، مشيرا إلى أن الغرب في المقابل يسعى إلى كسب الهيمنة في أوروبا.
وصرح عميد الدبلوماسية الروسية بأن موسكو تعلم كيفية ضمان أمنها في أي سيناريو ولن تتنظر أي تغيرات ووعود جديدة إلى ما لا نهاية.
مستعدون لأي سيناريو
ودعا الوزير الغرب إلى تقديم اقتراحاته ردا على المبادرة الروسية على وجه السرعة، مضيفا: “في الوقت نفسه سنواصل العمل كي نكون مستعدين لأي سيناريو. ونحن بشكل عام مقتنعون بأنه يمكن دائما التوصل إلى حلول مقبولة للجميع في حال وجود حسن نية واستعداد لحلول وسط”.
وتابع أن التنبؤ بكيفية رد روسيا في حال رفض الغرب اقتراحاتها الأمنية يمثل أسلوبا غير بناء، مضيفا: “إذا تم رفض مقترحاتنا، فإننا بطبيعة الحال سنقيم الوضع وسنبلغ الرئيس به، وسنتخذ قرارا مع أخذ جميع العوامل في عين الاعتبار، بالدرجة الأولى بغية ضمان أمننا بشكل موثوق به”.
وصرح لافروف بأن روسيا ستنطلق من مصالح الاستقرار العالمي في دراسة إمكانية توسيع تواجدها العسكري في دول أخرى.
وتطرق وزير الخارجية الروسي إلى آخر التطورات في كازاخستان، قائلا إن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ساعدت هذا البلد في “احتواء تهديد إرهابي ظهر هناك بتأثير من الخارج”.