لافروف يؤكد اهتمام روسيا بإطلاق حوار طبيعي بين إيران ودول الخليج
الأمير فيصل بن فرحان يدعو طهران لتغيير فلسفتها في المنطقة
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في موسكو اليوم الخميس، عن اهتمام روسيا بإطلاق حوار طبيعي بين إيران ودول الخليج العربية والتوصل إلى إجراءات بناء ثقة بين الطرفين، مشيرا إلى أن ذلك بين أهداف المفهوم الروسي للأمن الجماعي في الخليج.
وأعرب لافروف، عن تفهم بلاده للمخاوف السعودية إزاء إيران، وطرحت مبادرة من شأنها تخفيف التوتر بين الرياض وطهران.
وقال لافروف: “بطبيعة الحال، أنا موافق على أن التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة وفرض نماذج إيديولوجية عليها من الخارج أمر غير مقبول، ولا يجب على أي جهة ممارسة مثل هذا السلوك”.
وأشار وزير الخارجية الروسي في هذا الصدد إلى تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وليبيا وسوريا، مشددا على أن هذه الخطوات تجلب عواقب وخيمة إلى دول المنطقة وشعوبها.
وتابع: “بحثنا هذا بالتفصيل اليوم، وأكدت مرة أخرى أننا نتفهم مخاوف السعودية، لاسيما بشأن الوضع حول إيران.. ونتفهم أن السعودية قلقة إزاء ما يجري حول برنامج إيران الصاروخي وتصرفات إيران المحددة في بعض دول المنطقة.. وتحدثا اليوم عن أن أجندة المؤتمر الذي نقترح عقده لبحث مفهوم الأمن الجماعي في الخليج قد تشمل كل هذه الأسئلة، بالإضافة إلى مخاوف الأطراف الأخرى ومنها إيران”.
وشدد لافروف على أن الشيء الأهم هو أن يعتمد مثل هذا الحوار على المساواة الحقيقية في الحقوق وأن يسهم جميع اللاعبين الخارجيين في توصل الأطراف المعنية إلى تفاهمات بدلا من تحريضها ضد بعضها البعض.
واتهم وزير الخارجية الروسي في هذا الصدد الإدارة الأمريكية الحالية بفعل كل ما بوسعها من أجل منع إطلاق مثل هذا الحوار والحيلولة دون تهيئة الظروف الملائمة له.
وأكد لافروف أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من المتوقع أن يزور موسكو في يناير الجاري، مبديا نيته مواصلة النقاش معه بهذا الشأن مع مراعاة نتائج مفاوضاته مع الأمير فيصل اليوم.
وفي تعليق على الأزمة السورية، قال وزير الخارجية السعودي إن “ميليشيات إيران في سوريا تعطل أي حلول”.
وذكر وزير الخارجية السعودي أن زيارته إلى روسيا تهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون في كافة المجالات.
وردا على سؤال من الصحافيين، قال الوزير السعودي إن “المملكة تدعم قرار واشنطن باعتبار الحوثيين جماعة إرهابية”، منوهاً بهجماتهم على المناطق المدنية في السعودية.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، إيران بنشر الخراب في المنطقة. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش زيارة رسمية يقوم بها المسؤول السعودي إلى روسيا.
ودعا إيران، على “تعزيز مقدرات الشعب الإيراني بدلاً من تمويل ميليشيات لزعزعة أمن دول الجوار”.
وقال الأمير فيصل: إن ” طهران يجب أن تغير فلسفتها بشأن دوره في المنطقة”، موضحاً أن “المواطن الإيراني يجب أن يكون في الأولوية، وعندما يحدث ذلك، ستتغير الأمور في المنطقة”.
وأوضح الوزير السعودي أن “المملكة تدفع باتجاه تحقيق الاستقرار في المنطقة”، مشيراً إلى “أنشطة إيرانية مزعزمة للأمن” في المنطقة.
وأشار إلى “نجاح المملكة في تنفيذ اتفاق الرياض في اليمن”، ملمحاً إلى “دور إيراني في تزويد الحوثيين في اليمن بالأسلحة”.
واتهم الأمير فيصل بن فرحان “ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران بتعطيل السلام في اليمن”.
وفي ملف النفط، أعلن أن “التعاون مع روسيا ساهم في استقرار أسعار النفط” ضمن منظومة “أوبك بلس”.
وحول ليبيا، شدد على أن “المملكة تؤكد أن الحل في ليبيا يجب أن يتم دون تدخلات خارجية”.