لافروف يتهم واشنطن بإذكاء النزاعات وتقسيم البشرية
ويصف القوى الغربية بأنها "إمبراطورية أكاذيب"
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة والدول الغربية الخاضعة لها بإذكاء النزاعات وتقسيم البشرية”، واصفاً القوى الغربية بأنها “إمبراطورية أكاذيب”.
وقال لافروف ، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم السبت، إن أحدث مقترحات الأمم المتحدة لإحياء مبادرة حبوب البحر الأسود لن تجدي نفعا لأنها لا تفي بالوعود التي تلقتها موسكو.
ولفت لافروف إلى أن “هناك نظامًا عالميًا جديدًا قيد التشكل ويتم ترسيم حدوده”، طالب بـ”إنهاء كل الممارسات الاستعمارية وشبه الاستعمارية”
وأضاف إن الولايات المتحدة وأوروبا “يتعاملان بازدراء” مع بقية العالم وسط معركة لكسب الدول النامية.
وبيّن لافروف أن موسكو لا ترفض جهود الأمم المتحدة لإحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لكن أحدث اقتراح لها في هذا الصدد غير واقعي.
جاءت تصريحات لافروف بعد جهود دبلوماسية عالمية مكثفة استمرت أسبوعا خلال التجمع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة حيث سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي حضر شخصيا، وحلفاؤه الغربيون إلى حشد الدعم لكييف.
وبعد أن دخلت روسيا في حرب مع أوكرانيا في فبراير 2022 قالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في تفاقم أزمة غذاء عالمية وظهر صراع دبلوماسي جديد حيث تسعى كل من موسكو وكييف لكسب الدول الأكثر تضررا من الحرب وهي الدول الفقيرة والنامية.
الصراع بين الأغلبية العالمية والقلة
وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة يوم السبت وصف لافروف الوضع بأنه “صراع بين الأغلبية العالمية وبين القلة التي لا تستخدم سوى أساليب استعمارية للقهر من أجل الحفاظ على هيمنتها التي تفلت من بين أيديها”.
وساهم اتفاق تاريخي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022 في تخفيف أزمة الغذاء على نحو ضئيل من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية بشكل آمن عبر البحر الأسود وخفض الأسعار العالمية، لكن روسيا انسحبت من الاتفاق قبل شهرين بسبب عدم الوفاء بالوعود التي تلقتها لتعزيز صادراتها.
في رسالة إلى لافروف الشهر الماضي، حدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أربعة إجراءات يمكن للمنظمة الدولية تسهيلها لزيادة صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة في محاولة لإقناع موسكو بالعودة إلى اتفاق البحر الأسود.
وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة بعد خطابه أمام الجمعية العامة “لقد شرحنا للأمين العام لماذا لن تجدي مقترحاته نفعا. نحن لا نرفضها. إنها ببساطة غير واقعية. لا يمكن تنفيذها”.
وأوضح المسؤول الروسي أن خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي روجت لها كييف “غير عملية على الإطلاق” وأن حل الصراع سيكون في ساحة المعركة إذا تمسكت أوكرانيا والغرب بها.
وحضر كل من لافروف وزيلينسكي، اللذين سافرا إلى نيويورك للتحدث أمام الأمم المتحدة شخصيا للمرة الأولى منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اجتماعا لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا لكنهما لم يلتقيا.