لافروف يحمل الولايات المتحدة مسؤولية تدهور الأوضاع في أفغانستان
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، إن “الأزمة الأفغانية تفاقم التهديد الإرهابي ومشكلة تهريب المخدرات التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة”، وإن الرحيل “المتسرع” للأميركيين من أفغانستان مسؤول عن تدهور الأوضاع في البلاد.
وتشن حركة طالبان الإرهابية هجمات مستمرة، في وقت أعلنت الخارجية الأميركية عن تشكيل منتدى دبلوماسي رباعي بمشاركة كابول، للتعاون الإقليمي.
وأضاف لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية خلال مشاركة بلاده في المؤتمر الدولي لآسيا الوسطى وجنوب آسيا في عاصمة أوزبكستان طشقند: “في الأيام الأخيرة، شهدنا تدهوراً سريعاً للوضع في أفغانستان”.
وأضاف: “في ضوء الانسحاب السريع للوحدات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ازدادت حالة الغموض العسكري والسياسي في البلاد وحولها بشكل كبير”.
وتابع لافروف: “في ظل الظروف الحالية هناك خطر حقيقي من امتداد عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة”.
ومنذ بدء هجومها على القوات الأفغانية مطلع مايو الفائت، مع انسحاب القوات الأجنبية، احتلت “طالبان” مناطق ريفية شاسعة خصوصاً في شمال البلاد وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب، واستولت على نقاط حدودية رئيسية مع إيران وتركمانستان وطاجيكستان، وتطوق عواصم عدد من الولايات.
وبسبب حرمانهم من الدعم الأميركي، لم يبد الجنود الأفغان مقاومة كبيرة.
وتشعر روسيا بالقلق من زعزعة الاستقرار في المنطقة التي تحتفظ فيها بقواعد عسكرية.
إنشاء منصة دبلوماسية رباعية
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة وأفغانستان وباكستان وأوزبكستان، اتفقت على إنشاء منصة دبلوماسية رباعية، تركز على تعزيز الترابط الإقليمي، مع استمرار انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من البلاد.
وقالت الوزارة في بيان، إن الأطراف اتفقوا على أن “السلام والاستقرار على المدى الطويل في أفغانستان أمران حاسمان، وأن السلام والترابط الإقليمي يعزز كل منهما الآخر”.
وتابع البيان: “إدراكاً للفرصة التاريخية لفتح طرق التجارة الأقليمية المزدهرة، يعتزم الأطراف التعاون لتوسيع التجارة وبناء الروابط وتعزيز العلاقات بين الشركات”.
وتم الاتفاق على اجتماع الأطراف في الأشهر القليلة المقبلة، لتحديد أساليب هذا التعاون بتوافق مشترك.
اشتباكات
ميدانياً، اشتبكت القوات الأفغانية مع عناصر من حركة طالبان الإرهابية، الجمعة، بعدما شنت عملية لاستعادة السيطرة على معبر سبين بولداك الحدودي الرئيسي مع باكستان، حسب ما أعلنت الشرطة.
وقال المتحدث باسم شرطة ولاية قندهار الجنوبية، جمال ناصر بركزاي، إن “القوات الأفغانية تقاتل عناصر طالبان الذين احتموا في منازل مدنيين”.
وأكد مواطنون أن القوات الأفغانية تنتشر في السوق الرئيسي بالبلدة الحدودية، مشيرين إلى أن “هناك اشتباكات عنيفة”.
وكانت حركة “طالبان” سيطرت على المعبر في وقت سابق هذا الأسبوع.
ويُعد المركز الحدودي أحد أهم المعابر من الناحية الاستراتيجية بالنسبة إلى “طالبان”، إذ يمكن الوصول عبره مباشرة إلى إقليم بلوشستان الباكستاني حيث تتمركز قيادة “طالبان” منذ عقود، وينتشر عدد غير معروف من المقاتلين الاحتياطيين الذين يُرسلون إلى أفغانستان للقتال.