لافروف يوجّه رداً صارماً للولايات المتحدة عبر مصر
ويكشف فحوى رسالة أمريكية نقلها وزير الخارجية المصري
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في موسكو، كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنه تلقى من وزير الخارجية المصري “رسالة محددة” من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن أوكرانيا، الذي التقى الوزير المصري في القاهرة قبل يومين.
وقد وجّه لافروف رداً صارماً لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد الرسالة التي وجهتها واشنطن إلى موسكو عبر مصر.
وتابع لافروف: “استمعنا مجددا من وزير الخارجية المصري إلى الرسالة بأن على روسيا أن توقف هذه الأعمال وهو ما سيؤدي إلى نجاح العمل، إلا أن هذه الدعوات هي الوحيدة التي قدمها بلينكن”.
وقال لافروف إن رسالة وزير الخارجية الأميركي التي تطلب من روسيا وقف “هذه الأفعال ( في أوكرانيا) من أجل إطلاق المفاوضات لا ترقى إلى مستوى مقترح جاد، وهذه هي الدعوة الوحيدة التي قدمها بلينكن”.
وأشار إلى أن الحديث هنا لا يدور حول أوكرانيا، ولا على نظام كييف الذي لا يتمتع بأي استقلالية، وإنما خضع لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا يريدون أي أحداث يمكن أن تمس بهيمنة الولايات المتحدة. أطلب من نظيري بلينكن أن يكمل رسالته عندما يطالب ليس فقط بخروج روسيا من أوكرانيا.
الجزء الثاني
ونوه وزير الخارجية الروسي بأن الجزء الثاني من الدعوة الأمريكية والأوروبية قدمها ستولتنبرغ عندما تحدث عن أن على روسيا أن تنهزم، وأن الغرب لا يسمح لأوكرانيا بالخسارة والهزيمة لأن ذلك يعني أن أوروبا تنهزم، وأن العالم كله سينهزم. أخذ على عاتقه ليس أعضاء الناتو، وإنما بقية العالم. إن ذلك يعني أن “الناتو” سينفذ مسؤوليته الكاملة في هذا المجال.
وتابع لافروف، “أنتوني بلينكن لم ينقل الجزء الثاني من هذه المكالمة. لكن الجزء الثاني من المكالمة- وهذه هي المصلحة الحقيقية للولايات المتحدة والغرب – صرح بها الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ عندما كان في جمهورية كوريا قال ستولتنبرغ في إحدى خطاباته إن روسيا يجب أن تخسر ويجب هزيمة روسيا ولا يمكن للغرب أن يسمح لأوكرانيا بالخسارة، لأن الغرب سيخسر، وسيخسر العالم كله، كما قال ستولتنبرغ. بقية العالم، آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية”.
القضية الفلسطينية
على صعيد آخر، بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونظيره المصري، سامح شكري العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، والتوتر في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقال وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي “بحثنا القضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حل نهائي يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني”، مؤكدا على أهمية القضية الفلسطينية وعدم التصعيد في المنطقة.
الأزمة الليبية
وفي الشأن الليبي، قال شكري” تناولنا الأزمة الليبية وضرورة حل الأزمة عبر التوجه إلى الانتخابات (…) سنواصل الجهود للتوافق الليبي على الإطار الدستوري وإنهاء الفترة الانتقالية”.
ونوه إلى أن القاهرة مستمرة في جهودها عبر مجلسي الدولة والنواب الليبيين لحل الأزمة التي ألقت بظلالها على المواطن الليبي وأمنه.
وأكد وزير الخارجية المصري على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمليشيات من الأراضي الليبية.
وفيما يختص بالشأن السوري، قال شكري ” أكدنا على ضرورة وحدة الشأن السوري ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، مؤكدا الحرص على تحقيق السلام والأمن في الأراضي السورية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي عقب لقاءه بنظيره المصري: بحثنا التعاون في مجالات الصناعة والطاقة والتوريد الدائم للحبوب الروسية إلى مصر، وناقشنا التعاون العسكري”.
وأعرب لافروف عن قلقه من التصعيد في الأراضي الفلسطينية، مثنيا على جهود مصر في دفع الحوار الليبي قدما
تأتي زيارة سامح شكري إلى روسيا بعد بضع ساعات من المباحثات التي أجراها مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، في القاهرة، والتي ركزت بالأساس على بحث سبل التهدئة في الأراضي الفلسطينية بعد موجة التصعيد الأخيرة، إضافة لموضوعات أخرى منها سد النهضة والأوضاع في ليبيا والسودان.