لا عقبات بسبب الفساد… هرتسوغ يكلّف نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة
الانتخابات الإسرائيلية تعكس تنامي مظاهر "التطرف" و"العنصرية"
تسلم رئيس حزب “الليكود”، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، تكليفاً رسمياً من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بتشكيل الحكومة الجديدة التي يُتوقع أن تكون حكومته الأكثر يمينية وتطرف في تاريخ إسرائيل، ما يثير كثيرا من المخاوف داخليا وخارجيا، فيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية، إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعكس تنامي مظاهر “التطرف” و”العنصرية”، وأكد أنها لم تفرز “شريكا للسلام”
وقال هرتسوغ خلال تسليمه التكليف إن 64 عضوا من الكنيست أوصوا بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة.
وأشار هرتسوغ أن محاكمة نتنياهو في اتهامات بالفساد قائلا إنها لا تشكل عقبة قانونية أمام توليه المنصب من جديد. وينفي نتانياهو التورط في أي أعمال مخالفة.
وأضاف في كلمة إن نتنياهو “بصفته موظفا حكوميا ذا خبرة، خدم في عدد كبير من المناصب العليا في بلدنا، بما في ذلك عدة فترات كرئيس لوزراء إسرائيل … يعرف جيدا القضايا والتحديات الأكثر إلحاحا على جدول الأعمال، بما في ذلك التهديدات الداخلية والخارجية”.
وأكد أن إسرائيل تحتاج الى حكومة قوية ومستقرة، متمنيا لنتنياهو التوفيق في الحكومة القادمة.
كذلك شدد على “ضرورة أن تحافظ الحكومة القادمة على طابع إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
بدوره قال نتنياهو إنه سيخدم الجميع، من انتخبوه ومن لم يتخبوه.
وفور تسلمه كتاب التكليف أكد نتنياهو أنه سيعمل “بحزم ضد إيران ومحاولتها الحصول على السلاح النووي”.
وبحسب وسائل إعلام، فإنه من غير المرجح أن تؤدي الحكومة الجديدة بقيادة نتنياهو، اليمين أمام الكنيست خلال الأيام القليلة القادمة، حيث يواصل نتنياهو المفاوضات مع الأحزاب لتشكيل حكومته.
وسيُمنح نتنياهو شهرا لتشكيل ائتلاف حاكم بأغلبية في الكنيست المكون من 120 مقعدا.
حكومة هي الأكثر يمينية
بدأ نتنياهو حزب الليكود الجمعة الماضية مفاوضات مع حلفائه من اليمين المتدين واليمين المتطرف لتشكيل حكومة يرجح أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وتصدر نتنياهو نتائج الانتخابات التي أظهرت حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعدا، فيما حصل الحزبان المتدينان المتشددين “يهودوت هتوراه” لليهود الأشكناز الغربيين وحزب “شاس” لليهود الشرقيين السفرديم على 18 مقعدا، وتحالف اليمين المتطرف “الصهيونية الدينية” على 14 مقعدا.
ويتطلّع حزب “شاس” اليهودي الشرقي برئاسة إرييه درعي الذي حصل على 11 مقعدا إلى تولي حقيبة الداخلية أو المالية وفقا للصحافة، علماً أن درعي قد أدين بالتهرب الضريبي في عام 2021 وكان قد سُجن في السابق بتهمة الفساد.
أما بتسلئيل سموطريتش من تحالف الصهيونية الدينية فيطالب علنا بوزارة الدفاع، فيما يطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير وهو الذي لطالما طالب بضم كامل الضفة الغربية بتولي حقيبة الأمن العام.
انتخابات لم تفرز “شريكا للسلام”
ونفى هرتسوغ معلومات كانت وسائل إعلامية قد أذاعتها بكونه حاول إقناع منافسي نتنياهو ولا سيما لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس بتشكيل حكومة وحدة معه من شأنها تهميش زعيم حزب القوة اليهودية المثير للجدل والمحرض المعادي للعرب إيتمار بن غفير.
لكن خلال لقائه الخميس ممثلين عن اليمين المتطرف، أبلغهم هرتسوغ في بث مباشر بأنه تلقى “أسئلة من المواطنين الإسرائيليين وزعماء العالم … أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان”.
وقال هرتسوغ للنائب بن غفير، المعروف بشكل خاص بخطاباته الهجومية المعادية للعرب، “هناك صورة معينة لك ولحزبك وأنا أقول ذلك بكل أمانة، تبدو مثيرة للقلق من نواح كثيرة”.
وبعد الانتخابات الأخيرة التي نظمت في إسرائيل التي تشهد انقساما سياسيا، دعت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة إلى “التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني لا سيما الأقليات”.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعكس تنامي مظاهر “التطرف” و”العنصرية”، وأكد أنها لم تفرز “شريكا للسلام”.
في الحكومات السابقة لنتانياهو، توسّع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتم توقيع اتفاقات تطبيع للعلاقات مع دول عربية، رأى فيها الفلسطينيون “خيانة”.