لبنان: اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم
عثر صباح اليوم الخميس، على الباحث والناشط السياسي لقمان سليم مقتولاً داخل سيارة مستأجرة عند طريق فرعي في بلدة العدوسية جنوبي لبنان.
وقال النائب العام التمييزي في جنوب لبنان القاضي، رهيف رمضان، أن جثة سليم مصابة بأربع طلقات نارية في الرأس ولم يعثر مع الجثة على أي بطاقة تعريف.
فور الحادث باشرت فيه القوى الأمنية والقضائية تحقيقاتها، واختلفت ردود الفعل في الأوساط الداخلية اللبنانية حول مقتل سليم، بين من اعتبرها عملية اغتيال موصوفة من قبل جهات حزبية نافذة في المنطقة كون أن سليم كان من أشد المعارضين لسياسة “حزب الله”، وبين من اعتبر أن الهدف من عملية الاغتيال هو إحداث فتنة داخلية لضرب المقاومة.
ورأى كتّاب ومثقفون بأن عملية اغتيال الباحث والناشط السياسي، لقمان سليم تعني بأن الرأي الآخر غير مرحب به، وقول الحقيقة لا مساير أو مواربة، كما كان يفعل الراحل غير مقبول على الإطلاق.
وعرف عن الكاتب الراحل معارضته الشديدة لحزب الله وسياساتها داخل لبنان وخارجه، كما عرف عنه جرأته العالية في مواجهة إيران، داعمة الحزب، وكان أيضا مكثرا من الإنتاج العلمي والبحثي سواء المتعلق بلبنان أو الوطن العربي.
الجريمة هزت المجتمع اللبناني وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات تعنى الراحل وتعتبر أن اغتياله اغتيال للكلمة الحرة والحق في الرأي والتعبير، كما توالت ردود الفعل المنددة من الأحزاب السياسية في البلاد.
ولم يصدر أي بيان عن حزب الله، سوى تغريدة لنجل حسن نصر الله، التي تحدث فيها عن أن “خسارة البعض هي ربح”، لكنه سرعان ما حذفها.
ويقول الباحث السياسي، مكرم رباح في حديث لوسائل الاعلام، إن المكان الذي نفذت فيه الجريمة تعني أنه ليس لدى القاتل مشكلة المكان فاغتيال لقمان سليم في هذه المرحلة وفي البيئة هو رسالة للخارج مفادها “نحن هنا على الأرض” نستطيع أن نقوم بما نريد”.
وأضاف رباح أنه لا ثقة مطلقا بالطبقة السياسية ولا القضائية، مشيرا إلى أن حزب الله الذي أضعف الدولة وبات يمثل قوى الأمر الواقع وبالتالي هو المتورط في الجريمة “.
وبدوره، اعتبر الصحافي والكاتب السياسي، علي الأمين : “حزب الله يريد أن يوجه رسالة مفادها “أنا نفذت”
وأضاف: “هو اغتيال لشخصية تميزت بجرأة وبقدرة عالية على التعبير عن موقفه بشكل خاص مثل لقمان سليم ، ويتعارض بوضوح مع مشروع حزب الله في لبنان وإيران في المنطقة وإغتياله بما يمثل لقمان على هذا الصعيد وبنفس الوقت إنما يمثل المزيد من الانهيارات “.
وأضاف الأمين :” على ما يبدو إننا ندخل في مسار جديد هو الانهيار الأمني الذي ، ومن خلال هذه الجريمة المؤشر، يجب أن يحمل المسؤولية لما تبقى من الدولة”.
بدوره، قال الصحافي والمحلل السياسي، أسعد بشارة”: ” لقمان مثقف ومن قادة الرأي العام في لبنان وله رأيه الصريح ضد سيطرة إيران على لبنان، وكان مؤثراً جداً في ثورته وتعرض لاغتيال يشبه اغتيال الناشط العراقي هشام الهاشمي الذي اغتيل في العراق “.
وأضاف بشارة: “لا ثقة لدينا بالتحقيقات اللبنانية وهناك سوابق في هذا الصدد لحوادث لم تعرف نتائجها وقعت في منطقة نفوذ حزب الله ويأتي اغتياله لكونه كان مؤثراً في البيئة الشيعية فأصبح بالنسبة لهم مزعجاً”.
وقال الكاتب والأديب المغربي عبد الرحيم التوراني: “لقمان كان ماكينة تنتج وتبتكر الأفكار الجديدة، كل يوم تجد لديه الجديد، وقد سمى دار النشر التي يشرف عليها برفقة شقيقته المبدعة رشا الأمير بـ”دار الجديد كان مشغولاً بالوضع اللبناني، لكن ذلك لم يصرفه عن الاهتمام بقضايا ومناطق عربية أخرى، مثل اهتمامه بما يجري في المغرب العربي الكبير ، اشتغلت إلى جانبه في مركز أمم للأبحاث والتوثيق، وأنجزت تحت إشرافه كتابين حول موضوع السجون في المغرب والجزائر، ومشاريع أخرى”.
ويضيف: “كان (لقمان سليم) شجاعاً، ولا يخشى الموت رغم علمه أنه على قائمة الاغتيالات ممن تزعجهم كلمته، ولم يكن يملك سلاحاً غير الكلمة، ولما تلقى بيان اغتياله واتهامه بالخيانة كتبوا على جدار منزله “المجد لكاتم الصوت”، رد عليهم حينها لقمان سليم المعارض اللبناني والمناضل الاستثنائي بأنه لا يهاب تهديداتهم ومسدساتهم.