ليبيا: التواطؤ الإخونجي لاستدعاء الاحتلال الأجنبي
رغم الفارق الزمني بـ17 عاماً واختلاف اللاعبين والمستفيدين والفاصل الجغرافي بين بغداد وطرابس، يؤكد الخبراء السياسيين في ليبيا على قاسم مشترك بين العاصمتين، وهو الدور الحقيقي الذي يلعبه تنظيم الإخونجية الإرهابي كطابور خامس يهيئ بلاده للاحتلال الأجنبي.
وأعاد خبراء ليبيون التذكير بما حدث في العراق من ترديد شائعات وضرب الوحدة الوطنية وخلق الذرائع واصطناع المظلوميات وشيطنة القوى الوطنية الرافضة للاحتلال الأجبنبي،
المحلل السياسي الليبي جمال شلوف قال: إن أبرز أدوات المرحلة هي الكذب والتضليل الذي يستخدمهما تنظيم الإخونجية الإرهابي بشكل مكثف هذه الأيام.
واتهم إعلام النظام التركي الإخونجي بتضخيم ما حدث في “قاعدة الوطية” أقصى الغرب الليبي على يد الميليشيات والمسلحين الموالين له ويروج له على أنه انتصار عظيم وفارق في المعركة.
ويتزامن الترويج الإخونجي مع عجز واضح لتركيا ومرتزقتها وميليشياتها الموالية لها عن تحقيق أي تقدم في المعركة الرئيسية بليبيا، وعدم حصولها على شبر واحد في محاور القتال بطرابلس بل وتكبدت خسائر فادحة، بحسب شلوف.
ولا يأتي التضخيم والتهويل الإخونجي عبثا أو عفويا بل معد له بعناية في إطار الحرب النفسية لتصدير صورة أن دخول قاعدة الوطية (التي كانت فارغة أصلا) انتصار كبير.
وفقا للمحل السياسي الليبي فإن أردوغان والسراج يحاولان استهداف معنويات المناطق والمدن الأخرى مثل ترهونة التي استعصت عليهم عدة مرات لصلابة الجيش وحاضنته الشعبية فيها.
مصدر استخباراتي ليبي كشف بدوره أن تنظيم الإخونجية الإرهابي يضع اللمسات الأخيرة لتسليم بلاده للاحتلال التركي بشكل كامل.
وقال المصدر إن التنظيم الإرهابي الآن يمضي في شرعنة التدخل العسكري التركي في ليبيا ويسوق لإرهابه ضد شعبها وجيشها الوطني تحت غطاء مساندة ميليشيات السراج كما يروج دائما للإرهاب تحت غطاء إدعاءات ثورية وسياسية.
وأوضح المصدر أن تلك المرحلة تعد ما قبل الأخيرة التي يقوم بها الطابور الخامس الليبي (الجواسيس) ضد بلادهم بعد إرهاقها بالمرتزقة من جانب وترويج الشائعات عن الجيش الوطني ونسج الأكاذيب عن القبائل والمدن.
وأشار إلى أن هذه المرحلة تسبق نزول جيش النظام التركي بشكل كامل لاحتلال التراب الليبي.
وفي أعقاب قرارات اتخذها الجيش الليبي لإعادة تمركز قواته، ضجت منصات إعلامية مساندة ومروجة للإرهاب وصفحات شخصية ومواقع لعناصر من تنظيم الإخوان الإرهابي بعبارات الفرحة والانتصار والتبشير بالدور التركي والقطري في ليبيا.
وجرى ترويج الشائعات عن الموقف الدولي والجيش الوطني الليبي وبعض المدن والقبائل الكبرى، صحبها أيضاً أحاديث لقيادات من ميليشيات السراج عن دولة مدنية مزعومة في مرحلة ما بعد الحرب.
وما بين هذا وذاك، كشف المدون والمحلل السياسي الليبي عيسى رشوان عن وجود 850 ألف حساب وهمي على مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمها تنظيم الإخوان الإرهابي للهجوم وتشويه الجيش الوطني.
رشوان أكد أن هذه المواقع أنشأت منذ بدء عملية “طوفان الكرامة”، لافتاً إلى أن أغلبها تدار من خارج ليبيا، وتستخدم في تشويه صورة الجيش الليبي في حربه على الإرهاب.
وبدأت الأزمة الليبية بإعلام مضلل، وبعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة والممولة من دول داعمة للإرهاب ساهمت في تأجيج الصراعات داخل البلاد، وتصوير الأزمة على غير حقيقتها، بحسب المدون الليبي.
ومن جانبه، أوضح الباحث السياسي والحقوقي الليبي سراج الدين التاورغي أنه منذ بداية الأزمة الليبية عام 2011، فإن قنوات من خارج البلاد مارست التضليل والكذب وتبعتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحدث عن أن هذه المنصات خلقت صورة ذهنية مغايرة للواقع متبنية وجهات نظر خاصة وداعمة لتيارات إرهابية ترتبط مصالحها مع أعداء ليبيا في الخارج.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، ارتفاع قتلى مرتزقة النظام التركي في ليبيا إلى 311 قتيلا، مؤكدا استمرار أنقرة في إرسال المتطرفين غير عابئة بالقرارات الدولية.
وستمر النظام التركي في إرسال المرتزقة السورييين إلى ليبيا حيث تجاوز عددهم وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، 9600 مرتزق، بينهم أطفال ومنتمين لتنظيمات على وقوائم الإرهاب الدولي مثل “جبهة النصرة”.
ورغم أن الجيش الليبي وحكومة السراج قد قبلا الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن المليشيات خرقت الهدنة، من اليوم الأول.
الأوبزرفر العربي