ليلة ساخنة في إسرائيل… احتجاجات ضخمة تطالب بصفقة تبادل أسرى مع حماس
الإضراب العام يشلّ مرافق الحياة ومطار بن غوريون يتوقف الإقلاع والهبوط
بعد ليلة من المظاهرات الضخمة التي شهدتها إسرائيل والاشتباكات مع الشرطة التي تخللتها، أعلن اتحاد النقابات العمالية الإسرائيلية (الهستدروت) اليوم الأحد إضرابا اقتصاديا شاملاً، تلبية لدعوة منتدى عائلات الأسرى في قطاع غزة، للضغط على حكومة نتنياهو.
وذكر البيان الذي صدر عن رئيس الهستدروت، أنه “غدا، ابتداء من الساعة 6 صباحا، سيتوقف الاقتصاد الإسرائيلي، وفي الساعة 8 صباحا سيتم إغلاق مطار بن غوريون، ويتوقف الإقلاع والهبوط”، مشيرا إلى أنه “سيتم نشر القائمة الكاملة لجميع أماكن العمل (التي يشملها الإضراب) لاحقا”.
من جانبها، أعلنت نقابة المعلمين أنه “سيتم في ظل الإضراب المقرر غدا والذي سيشمل المساعدين، إغلاق رياض الأطفال ولن تتمكن من استقبال التلاميذ”، وأشارت إلى أن المدارس الابتدائية، “ستعمل جزئيا حتى الساعة 11:45″؛ ولفتت كذلك إلى أن أطر التعليم الخاص، ستعمل كالمعتاد.
وفي وقت سابق اليوم، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد أفادت بأن الهستدروت سيتخذ قراره خلال الساعات المقبلة بشأن الدعوة إلى الإضراب العام؛ فيما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الهستدروت، أرنون بار ديفيد، دعا عائلات الأسرى إلى اجتماع عاجل في مكتبه، مع تزايد الدعوات لتعطيل الاقتصاد الإسرائيلي الليلة وغدا.
يأتي ذلك في أعقاب العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين في نفق جنوبي قطاع غزة، وسط تقديرات إسرائيلية بأنهم قتلوا في اليومين الماضيين، علما بأنه كان من المفترض أن يتم الإفراج عن بعضهم في صفقة تبادل الأسرى المقترحة بين إسرائيل وحركة “حماس” وعطلتها الحكومة الإسرائيلية.
منتدى الأعمال يدعم الاحتجاجات
وفي سياق متصل، قرر منتدى الأعمال في إسرائيل، الذي يضم 200 من كبار رجال الأعمال، عقد اجتماع طارئ مساء اليوم لدعم الاحتجاجات. وأكد المنتدى، في بيان، انضمامه إلى مظاهرات عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، داعيا الجمهور إلى “عدم التزام الصمت” إزاء ما وصفه بـ”فقدان الأرواح اليومي والتخلي عن الأسرى وتركهم لمصيرهم”، مشيرا إلى إمكانية إنقاذهم وفقا لتقديرات الأجهزة الأمنية.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول رفيع في قطاع الأعمال أن “الأعداد في الشوارع هي ما سيحدد (إذا ما كان سيتم الإعلان عن إضراب عام). إذا كان هناك عدة آلاف في الشوارع الليلة، فإن فرصة الإضراب سترتفع. وفي الاجتماع الطارئ الليلة، سيشارك المئات من كبار رجال الأعمال وكبار المستثمرين في قطاع الهايتك ورؤساء البلديات ومديرو المستشفيات. قرارنا سيتأثر بما سيحدث في الشوارع الليلة”.
وأعلنت العشرات من المصالح التجارية الهامة في إسرائيل عن مشاركتها في النشاط الاحتجاجي الذي تدعو إليه عائلات الأسرى للضغط على حكومة نتنياهو، عبر تعطيل أنشطتها الاقتصادية الليلة، وسط ترقب لقرار الهستدروت ومنتدى الأعمال في إسرائيل بشأن إمكانية إعلان الإضراب العام في الأنشطة الاقتصادية غدا.
احتجاجات ضخمة
وشهدت العديد من المدن الإسرائيلية، مساء الأحد، احتجاجات ضخمة ومواجهات مع قوات الأمن، وذلك بعد إعلان الجيش العثور على جثامين 6 محتجزين إسرائيليين في غزة، وسط إحباط كبير من حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب فشلها في تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار لإطلاق سراح المحتجزين.
وتظاهرت حشود قدرتها وسائل إعلام إسرائيلية بنحو 500 ألف شخص، في تل أبيب وحيفا ومدن أخرى، مطالبين نتنياهو بالموافقة فوراً على صفقة لتبادل الأسرى، وبذل المزيد من الجهود لإعادة المحتجزين إلى ديارهم.
وتقدر إسرائيل أن نحو ثلث المحتجزين، البالغ عددهم 101، قد لقوا حتفهم.
الشرطة تشتبك مع المتظاهرين
واشتبكت قوات الشرطة الإسرائيلية مع آلاف المتظاهرين، خصوصاً في تل أبيب، حيث استخدمت خراطيم المياه وقنابل الصوت لتفريق المحتجين، كما اعتقلت العشرات أيضاً.
وأغلق المتظاهرون طرقاً وشوارع رئيسية في المدينة، للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إبرام صفقة، وإعادة المحتجزين، كما أشعلوا النيران وسط طريق سريع رئيسي، فيما كان البعض يهتف: “بيبي يقتل الأسرى”. كما حمل المتظاهرون لافتات عليها عبارات “دماء الأسرى بين أيدي نتنياهو”.
وأظهرت لقطات جوية الطريق السريع الرئيسي في تل أبيب مسدوداً بالمتظاهرين الذين كانوا يحملون صور المحتجزين.
ورجّحت “بلومبرغ” أن تكون هذه التظاهرة الأكبر منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي، ما يضع نتنياهو أمام اختبار صعب للفصل في صفقة تبادل الأسرى.
وفي القدس المحتلة أغلق المتظاهرون الشوارع الرئيسية، وتظاهروا أمام مقر إقامة رئيس الوزراء، وفي محيط الكنيست.
نتنياهو يتحمل مسؤولية تخريب اتفاق وقف النار
ودعا “منتدى عائلات الأسرى” نتنياهو إلى تحمل المسؤولية، وشرح سبب تعطل الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال المنتدى في بيان، إن “المحتجزين الستة الذين أعيدوا إلى ديارهم الأحد، سقطوا جميعاً في الأيام القليلة الماضية، بعد أن نجوا لنحو 11 شهراً”، مضيفاً أن “التأخير في التوقيع على الاتفاق أدى إلى وفاتهم ووفاة العديد من المحتجزين الآخرين”.
وقال نتنياهو، الذي يواجه دعوات متزايدة لإنهاء نحو 11 شهراً من الحرب باتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إن “إسرائيل لن ترتاح حتى يتم القبض على المسؤولين”، زاعماً أن “من يقتل المحتجزين لا يريد صفقة”.
ووسط غضب شعبي متزايد، دعا رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل، أرنون بار ديفيد، الأحد، إلى إضراب عام، الاثنين، للضغط على الحكومة لتوقيع اتفاق، وقال إن مطار بن جوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيغلق من الساعة 8 صباحاً.
كما دعا وزير الدفاع يوآف جالانت إلى التوصل لاتفاق، فيما حث زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لبيد الإسرائيليين على الانضمام إلى الاحتجاجات ضد الحكومة.
وفي محاولة أخيرة لوقف الاحتجاجات، طلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، العضو المتشدد في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، من النائب العام حظر الإضراب المقرر الاثنين.