ليلة ساخنة في القدس والضفة الغربية وصواريخ من غزة
المتطرفون اليهود يشعلون غضب الفلسطينيين والسفارة الأمريكية تحذر عاياها
اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في القدس الشرقية مساء الجمعة، غداة إصابة أكثر من 100 فلسطيني بجروح في اشتباكات هي الأعنف منذ سنوات في المدينة، في أعقاب مسيرة نظّمها يهود متطرفون في القدس الغربية المحتلة أطلقوا خلالها هتافات معادية للعرب.
وشهدت الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، الجمعة، مظاهرات غاضبة ومسيرات احتجاجاً على الاعتداءات التي تعرض لها أهالي القدس، بينما أطلقت الفصائل صواريخ من غزة صوب إسرائيل.
وفي مدينة بيت لحم أدى المئات صلاة التراويح على المدخل الشمالي للمدينة المؤدي إلى القدس، أمام حاجز عسكري يفصل المدينتين، تضامناً مع أهالي القدس. وتظاهر العشرات بعد الصلاة، ورشقوا الجنود بالحجارة، ودارت مواجهات أصيب خلالها العديد من المتظاهرين بالأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع.
وشهدت العديد من المدن الأخرى مثل طولكرم وغزة مسيرات شعبية تضامنية مع أهالي القدس.
وتظاهر مئات المواطنين في باحات المسجد الأقصى، عقب صلاة التراويح، احتجاجاً هذه الاعتداءات التي أصيب فيها أكثر من 100 مواطن مقدسي واعتقل العشرات.
السفارة الأميركية في القدس تطلق تحذيراً لرعاياها
وأطلقت السفارة الأميركية في القدس تحذيراً لرعاياها بسبب التظاهرات، وقالت في بيان إن “هناك زيادة ملحوظة في الاحتجاجات وأعمال العنف في القدس بالقرب من البلدة القديمة ووسط المدينة وأجزاء من شمال وشرق القدس. وتشمل حوادث العنف الأخيرة أعمال تخريب، ورشق حجارة، وإحراق مركبات. وقد تستمر الاحتجاجات وأعمال العنف”.
We are deeply concerned by the escalation of violence in Jerusalem. The rhetoric of extremist protestors chanting hateful and violent slogans must be firmly rejected. We call for calm and unity, and urge authorities to ensure the safety, security, and rights of all in Jerusalem.
— State Department Spokesperson (@StateDeptSpox) April 23, 2021
وأبدت الولايات المتّحدة، الجمعة، “قلقها العميق” إزاء “تصعيد العنف في القدس”، مؤكّدة إدانتها خطاب “الكراهية” بعد أن أطلق يهود متشدّدون هتافات مناهضة للفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة على تويتر: “نشعر بقلق عميق إزاء تصعيد العنف في القدس”، داعياً إلى “رفض خطاب المتظاهرين المتطرّفين الذين يردّدون شعارات تنمّ عن كراهية وعنف”.
وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها بما في ذلك الجزء الشرقي الذي احتلته في حرب 1967. ويسعى الفلسطينيون لأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
6 قذائف صاروخية من غزة تجاه إسرائيل
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، أن 6 قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة صوب إسرائيل، بعد قليل من إصدار نشطاء وحركات فلسطينية دعوة مشتركة إلى المقاومة في القدس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن صاروخين انفجرا قرب الحدود بين إسرائيل وغزة، بينما اعترض نظام القبة الحديدية الدفاعي الثالث. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
واندلعت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي نشرت تعزيزات أمنية ضخمة في ضواحي البلدة القديمة في أعقاب أعنف اشتباكات تشهدها المدينة منذ سنوات، وأدت إلى إصابة العشرات من سكان القدس، بعد مسيرة نظمها نشطاء من اليمين المتطرف الإسرائيلي الخميس.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 105 فلسطينيين أصيبوا بجروح، ونقل 22 منهم إلى المستشفى في حالة متوسطة. وأشارت “هآرتس” إلى اعتقال ما لا يقل عن 50 شخصاً، من بينهم متطرفون يمينيون، وفلسطينيون.
وأشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إلى أن “العشرات أصيبوا واعتقلوا عندما سار متطرفون يمينيون إلى القدس الشرقية، مرددين هتافات الموت للعرب”، بالإضافة إلى “قذف شبان عرب الشرطة بالحجارة والزجاجات”، وفق الصحيفة.
منظمة”ليهافا” اليهودية المتطرفة
وحسب “هآرتس”، فإن المسيرة التي نظمتها جماعة “ليهافا” اليهودية المتطرفة المناهضة للعرب، جاءت في أعقاب أسبوع من الاعتداءات العنيفة على عرب إسرائيل وسكان القدس، والتي بدأت بعد نشر عدد من مقاطع مصورة على منصة “تيك توك” لفلسطينيين يعتدون على إسرائيلي في منطقة باب العامود.
وسار المئات من نشطاء اليمين المتطرف من ميدان صهيون في القدس باتجاه البلدة القديمة، واصفين المسيرة بـ”استعادة الكرامة اليهودية”، وهاتفين بشعارات “الموت للعرب”، محاولين اختراق حواجز الشرطة، وفق “هآرتس”.
وأشارت الصحيفة إلى أنهم اعتدوا أيضاً على نشطاء يساريين إسرائيليين جاؤوا للاحتجاج على تحركات جماعة “ليهافا”.
وأشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أن هذه المسيرة حاولت دخول حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، لكن تم منعهم.
وفي وقت سابق، دعت منشورات على مواقع التواصل الفلسطينيين إلى القدوم لبوابة نابلس للدفاع عن أنفسهم ضد “بلطجية المستوطنين”. فيما حذر جهاز “الشاباك” النشطاء الفلسطينيين في القدس من المشاركة في هذه التظاهرة.
وقالت “هآرتس” إنه قبل مسيرة ليلة الخميس دعا نشطاء اليمين المتطرف إلى العنف، وحثوا الآخرين على تسليح أنفسهم، عبر منشورات في وسائل التواصل.