ما هي الأهداف الأمريكية في ايران في حال اندلاع الحرب؟
طبول الحرب تبدو على وشك أن تُقرع في منطقة متفجّرة أصلا، لا يزال العالم يحبس أنفاسه بانتظار نتائج التحقيق في الهجمات التي استهدفت قبل أيام شركة أرامكو النفطية العملاقة في خريص والبقيق أكبر منشأة من هذا النوع في العالم. خصوصا بعد أن أشارت أصابع الاتهام الأمريكية والسعودية إلى إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تبناها الحوثيون. وهو تبنّ حامت حوله شكوكٌ بالنظر لطول المسافة بين اليمن والمنطقة المُستَهدفة.
وهذا ما عبّر عنه السبت، وزير الدولة السعودية للشؤون الخارجية عادل الجبير الذي صرّح بأن الهجمات جاءت من الشمال وليس من اليمن. والشمال يعني إيران بنظر المسؤول السعودي الذي أعرب عن ثقته في النتائج التي سيخلص إليها التحقيق مؤكدا على أن المملكة ستردّ حال أثبتت التحقيقات ضلوع إيران في الهجمات. ويأتي هذا التصريح وسط إعلان وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون عن إرسال قوات لها إلى المنطقة لتعزيز الدفاعات السعودية حسب ما أعلنه الوزير مارك إسبر مساء الجمعة.
ورغم تعالي أصوات تحذر من مغبّة الدخول في عملية غير مأمونة الجوانب خصوصا بعد التهديدات التي انطلقت من الجمهورية الإسلامية على لسان حرسها الثوري والجهاز التنفيذي أيضا وسلاح بحريتها، تبدو التعزيزات الأمريكية التي تقول عنها واشنطن إنها ستقتصر على الدفاع الجوي والصاروخي، وكأنها مقدمة لمواجهة عسكرية مقبلة.
الميناء الرئيسي في جزيرة خرج
نادرا ما تدخل الناقلات إلى الميناء إذ أنها تحمّل النفط من الجزر أو من المحطات البحرية. ويعتبر ميناء خرج الأهمّ في إيران، حيث يمرّ عبره نحو 90% من الصادرات النفطية الإيرانية.
القاعدة البحرية الواقعة في ميناء جسك
جسك هي بلدةٌ تقع على ضفاف مضيق هرمز وقد أصبحت أكبر قاعدة للغواصات في إيران. وتتميز بقربها من طرق الملاحة العالمية كما أن موقعها الجغرافي المعزول نسبيا يجعل من البلدة هدفا عسكريا منطقيا لو قرّر الطرف المعادي القيام برد انتقامي محدود هدفُه ضمانُ أمن عمليات تحميل شحنات النفط.
قاعدة بندر عباس البحرية
تعتبر بندر عباس أكبر مدينة إيرانية تطلّ على الخليج وتحتضن أكبر قاعدة بحرية في الجمهورية الإسلامية. وقرْبُها من مضيق هرمز يجعلها على بعد بضعة عشرات من الكيلومترات من الممر الاستراتيجي كما أن المطار الذي يوجد بها يشكّل تهديدا لأمن الملاحة الدولية في المنطقة.
جزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى
إن هذه الجزر التي تطالب بها الإمارات منذ استيلاء إيران عليها في غضون انسحاب بريطاني منها عام 1971 تكتسي أهمية استراتيجية كبيرة. إذ تأوي جزيرة أبو موسي قاعدة للحرس الثوري الإيراني ويقال إنها تضم مخزنا للأسلحة الكيميائية. كما أن أهميتها الاستراتيجية تنبع أيضا من موقعها الجغرافي إذ تمر عبر مياهها الإقليمية سفنُ الشحن العالمية أثناء عبورها مضيق هرمز.
جزيرة “فارسي”
هذه الجزيرة هي أيضا مقر لقاعدة تابعة للحرس الثوري الإيراني وقد شهدت قبل ثلاث سنوات احتجاز زورقين أمريكيين كان على متنهما بحارة أمريكيون. وإذا قرّرت واشنطن ضرب هذا الهدف عبر قطع الطريق إلى الجزيرة أو تدمير الوجود العسكري الإيراني فيها، فإن ذلك من شأنه المساعدة على حماية الملاحة الدولية شمال الخليج بحسب المحللين الأمريكيين.
عملية محدودة.. سلاحٌ ذو حدّين
لكن يقول المراقبون، إن توجيه ضربة عسكرية قد لا يكون أمرا هيّنا مأمون العواقب، إذ قد تستفيد منه طهران لحشد مزيد من التأييد الشعبي مقابل ما تراه اعتداء بحقها.
وحتى العمليات العسكرية المحدودة كعملية ثعلب الصحراء مثلا، تتطلب ضرب الدفاعات الجوية للعدوّ واستهداف نقاط القيادة والسيطرة. كما أنه من المستبعد أن تستهدف القوات الأمريكية محطة بوشهر لأنها تأوي أماكن يُخزَّن فيها الوقود النووي. وبالتالي فإن ضرب البرنامج النووي الإيراني لن يكون بالضرورة هدفا إذا ما شنت أمريكا عملية عسكرية محدودة إلا إذا قررت واشنطن وضعه في دائرة الاستهداف في إطار هجوم أوسع وأشمل.
صواريخ إيران تجاه الجيران ؟
وبحسب المحللين العسكريين، فإن شن ضربة عسكرية يعني أيضا ضرورة توفير مزيد من الحماية للسعودية والإمارات والكويت درءًا لأي ردّ انتقامي من جانب إيران إذا ما قررت مثلا إطلاق صواريخها باتجاه الرياض أو الكويت وأبو ظبي ودبي.
لكن إلى أي مدى ستُقابل اللغة التصعيدية بين الطرفين بتحرّك عسكري على الأرض؟ وعما سيسفر التحقيق الذي يشارك فيه محققون أمميون وهل تمضي واشنطن وطهران في تهديداتهما وحرب التصريحات بينهما؟
تلك أسئلةٌ تتكفّل بالإجابة عنها الأيام المقبلة.