مجزرة إسرائيلية وحشية بحق عائلة فلسطينية في جباليا

الأونروا تحذر من مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة

في اليوم ال401 لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية بحق عائلة فلسطينية في بلدة جباليا البلدة شمالي قطاع غزة، راح ضحيتها 32 شهيدًا بينهم أطفال.

وقالت مصادر فلسطينية، أنه في تمام الخامسة والنصف صباحا قصف الاحتلال منزل عائلة علوش في جباليا البلد، والذي يؤوي أكثر من 70 شخصا، ما أدى لاستشهاد 32 شخصا وإصابة العشرات وما زال هناك عدد من المفقودين.

وأشارت المصادر إلى أن القصف تم دون سابق إنذار، مؤكدا أن الناس يحاولون بأيديهم انتشال الجثامين والمصابين.

كما استشهد 5 فلسطينيين، فجر اليوم الأحد، في غارة إسرائيلية على منزل لإحدى العائلات في منطقة الصبرة بمدينة غزة، وأصيب آخرين، وما زالت عمليات البحث جارية عن مفقودين.

وأضافت المصادر إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مجددا، صباح اليوم الأحد، عددا من المباني السكنية في مخيم جباليا المحاصر منذ أسابيع في شمالي قطاع غزة.

يتزامن هذا كله مع تكثيف الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف المربعات السكنية في قطاع غزة، ولا سيما خلال العمليات البرية التي تنفذها قواته المتوغلة في عدة مناطق، ما يحوّل الكثير من الأحياء السكنية والتجمعات إلى صحارى قاحلة وأكوام من الركام.

ويستند الاحتلال الإسرائيلي في هذا الأسلوب العسكري إلى استراتيجية تقوم على نسف المربعات السكنية والتجمعات، بهدف إعادة تحويل الشكل الديمغرافي والجغرافي للمنطقة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة للعام الثاني على التوالي، ومنع المقاومة من إعادة التجمع في نطاق جغرافي متقارب.

مجاعة في شمال قطاع غزة

وفي سياق الوضع الإنساني، حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، مساء السبت، من حدوث مجاعة في محافظة شمال قطاع غزة التي تشهد إبادة وتطهير عرقي إسرائيلي منذ أكثر من شهر.

وأضاف لازاريني، في بيان وصل الأناضول: “للأسف، هذا ليس مفاجئا، من المرجح أن تحدث مجاعة في شمال غزة”.

وأوضح أن إسرائيل “استخدمت الجوع كسلاح”، حيث “يُحرم الناس في غزة من الأساسيات، بما في ذلك الطعام للبقاء على قيد الحياة”.

وبيّن أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة ليست كافية، وهي بمتوسط يزيد قليلا عن 30 شاحنة يوميا، بما يمثل نحو 6 بالمئة فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.

وطالب لازاريني، بخطوات عاجلة، من بينها وجود “إرادة سياسية لزيادة تدفق الإمدادات الإنسانية والتجارية إلى غزة، وبقرارات سياسية للسماح بدخول القوافل إلى شمال غزة بانتظام ودون انقطاع”.

كما دعا إلى “إرادة سياسية لمعالجة أزمة الجوع والقضاء عليها”، مضيفا “الأوان لم يفت بعد”.

الوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية ويتدهور

والجمعة، حذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات) من وجود “احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادة شمال قطاع غزة.

وقالت لجنة مراجعة المجاعة: “هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي”.

وشدد التقرير أن “الوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية ويتدهور بسرعة”. ​​​​​​​

نفاد الدقيق والمواد الأساسية

عاني سكان غزة والشمال من “مجاعة” حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقة تلوح في وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.

وفي 5 أكتوبر الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة؛ بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.

بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى