مجلة أمريكية: أوكرانيا تقترب من الانهيار الكامل والانتصار على روسيا مستحيل
أكدت مجلة Responsible Statecraft الأميركية، أن المشاكل العسكرية والسياسية التي تعصف بأوكرانيا تجعل انتصارها على روسيا مستحيلاً، ورأت المجلة أنه على الغرب دفع كييف نحو المفاوضات مع موسكو قبل انهيار أوكرانيا بالكامل.
ذلك فيما يواصل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رحلاته المكوكية واتصالاته مع الدول الغربية الكبرى للتدخل السريع بالدعم الاقتصادي والأسلحة، وقد بدأ نزيف الحرب يضرب بلاده، مؤكدا أن أوكرانيا «بحاجة إلى دفاع شامل، وربما يكون الشيء الأكثر أهمية هو التحرك، من خلال تعزيز الدفاع الجوى المنطقة بأكملها، نحن ندرك أننا بحاجة إلى دفع الروس بعيداً».
حقيقة المشهد العسكري داخل أوكرانيا، ينبىء بمخاطر الانهيار الكامل، بحسب مجلة Responsible Statecraft الأميركية، وقالت المجلة، إن على الغرب دفع كييف نحو المفاوضات مع موسكو قبل انهيار أوكرانيا بالكامل، مشيرة إلى دعوة بابا الفاتيكان مؤخرا «الطرف الخاسر للاستسلام».
وبحسب المجلة الأميركية، فقد أثار البابا فرانسيس رد فعل عنيفًا هذا الأسبوع بسبب تعليق دعا فيه أوكرانيا إلى إظهار «شجاعة العلم الأبيض» والدخول في مفاوضات مع روسيا.. وقال البابا في مقابلة سجلت الشهر الماضي لكنها لم تنشر إلا هذا الأسبوع: «عندما ترى أنك مهزوم، وأن الأمور لا تسير على ما يرام، عليك أن تتحلى بالشجاعة للتفاوض».
ويضيف تقرير المجلة: «يساعد كل ذلك في فهم لماذا تبدو تعليقات بابا الفاتيكان وعلى وجه الخصوص خارج أوروبا والولايات المتحدة، أقرب إلى الواقع من التصريحات الصادرة عن العواصم الأوروبية».
النصر مستحيل
وأوضحت المجلة الأميركية، أن السؤال الذي يواجهه الزعماء الغربيون بسيط .. وهو: هل نحن مستعدون للمراهنة على تغيير غير متوقع في الوضع في ساحة المعركة، حتى لو كان هذا يهدد بانهيار الجيش الأوكراني وبالتالي انهيار أوكرانيا كدولة؟.. وإذا لم يكونوا مستعدين لذلك، فمن المرجح أنه قد حان الوقت للإصرار على إجراء المفاوضات قبل أن يصبح الوضع أسوأ.
وتؤكد مجلة Responsible Statecraft الأميركية، أن المشاكل العسكرية والسياسية في أوكرانيا تجعل انتصارها مستحيلا، وخاصة في ظل نقص الأسلحة، والإخفاقات على الجبهة وانعدام المساعدات الأميركية والخلافات السياسية الداخلية.
وأشارت المجلة إلى أن روسيا تنتج الذخيرة بكميات أكبر مما يمكن للناتو نقلها لأوكرانيا، مما يمنح موسكو ميزة كبيرة، معربة عن تأييدها موقف البابا فرانسيس الذي دعا الطرف الخاسر في النزاع الأوكراني للتحلي بالشجاعة، ورفع الراية البيضاء.
ليس من مصلحة كييف أن تؤجل المفاوضات
ونقلت المجلة الأميركية، عن العديد من المسؤولين والمعلقين الغربيين، أن البابا كان يقف إلى جانب روسيا، لكنهم تجاهلوا جوهر انتقاداته: فالحرب تسير بشكل سيئ بالنسبة لأوكرانيا، وليس من مصلحة كييف أن تؤجل المفاوضات مع تحول الزخم في اتجاه موسكو.
الأمر ببساطة أن أوكرانيا تواجه الآن مزيجاً من التحديات السياسية والعسكرية التي تجعل النجاح في ساحة المعركة في الأمد القريب غير مرجح.. وهناك فرصة ضئيلة لتغيير هذا قريبًا، حيث من غير المرجح أن يوافق الكونغرس الأميركي على مساعدات جديدة لأوكرانيا في المستقبل القريب.
وأشارت المجلة، إلى تصريحات رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، عقب اجتماعه مع دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي، إن الرئيس السابق ترامب «لن يعطي فلساً واحداً» لأوكرانيا إذا فاز بإعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.. وقال أوربان خلال عطلة نهاية الأسبوع: «إذا لم يقدم الأميركيون المال والأسلحة، وكذلك الأوروبيون، فإن هذه الحرب ستنتهي.. وإذا لم يقدم الأميركيون المال، فإن الأوروبيين غير قادرين على تمويل هذه الحرب بمفردهم، وعندها ستنتهي الحرب».