مجلس الأمن يؤكد ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى
أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخميس، على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى بالقدس، كما دانوا اقتحام الإرهابي إيتمار بن غفير الذي يشغل منصب رسمي في الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً وفاشية قي تاريخ إسرائيل للمسجد الأقصى.
وقال الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ في الأمم المتحدة، خالد خياري، إن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى في القدس بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، خطوة “تحريضية بالنظر إلى دعوة بن غفير السابقة لتغيير الوضع الراهن” في الأماكن المقدسة.
وأشار إلى الإدانة الفلسطينية والدولية الواسعة لاقتحام بن غفير باعتباره “استفزازا يهدد بإثارة المزيد من إراقة الدماء”، كما لفت إلى التحذيرات من أي تغييرات للوضع الراهن في الأماكن المقدسة.
وأضاف خياري إن “الوضع في الأماكن المقدسة في القدس هش للغاية، وأي حادث أو توتر يمكن أن يؤجج العنف في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل وأماكن أخرى في المنطقة”.
الحفاظ على الوضع الراهن
وجدد خياري دعوة الأمين العام للأمم المتحدة “إلى الامتناع عن الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر في الأماكن المقدسة وحولها، وضرورة الحفاظ على الوضع الراهن، تماشيا مع الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية”.
من جانبه، تساءل رياض منصور مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، ما الخطوط الحمراء التي يجب أن تتخطاها إسرائيل ليتصرف مجلس الأمن؟”.
وقال مندوب دولة فلسطين أن إسرائيل أظهرت تجاهلا كاملا لقداسة الحياة الفلسطينية والقانون الدولي وحرمة وقداسة المسجد الأقصى، وتزدري الشعب الفلسطيني والعالم والمجتمع الدولي برمته، وتتوعد بمواصلة القيام بذلك، ولكن مع ذلك فإن مجلس الأمن يظل جالسا على الهامش.
وأضاف منصور أن شعبنا الفلسطيني بدأ يفقد صبره، والاعتدال والمسؤولية التي نبديها يجب أن لا تفهم انها تأتي من موقع ضعف، وإصرار إسرائيل على مسار التصعيدي لا تؤدي إلى السلام وكل من يريد السلام يجب أن يتحرك الآن.
بن غفير يدعم مجموعات إرهابية
ونوه مندوب دولة فلسطين أن بن غفير الإسرائيلي المتطرف أصبح في منصب وزير وقد أدين بتحريض ودعم مجموعات إرهابية ومعروف بآرائه المتطرفة لم يأتي للحرم الشريف للزيارة بل يمضي بأجندة متطرفة اتبعها طوال حياته لإنشاء الوضع التاريخي القائم بغض النظر عن التبعات، واجندته تم انتخابه على أساسها وبهذه الاجندة دخل الحكومة الإسرائيلية، هل أدانت الحكومة الإسرائيلية تصرفاته؟ لا بل احتضنته ودعمه وحتى بعد الإدانة العالمية، فهو وزير متطرف لحكومة متطرفة ترافقه قوات احتلال تقوم باقتحام الحرم الشريف بانتهاك للقانون الدولي والوضع القائم والوصاية الهاشمية والسيادة الفلسطينية.
وقال منصور، اليوم في إسرائيل حكومة لا يمكن وقفها ولا يوجد لديها أية قيود، اعتمدت أجندة عنصرية ضد الفلسطينيين، إذا لم يكن هناك موقف لسيادة القانون والعدالة، لن يتحقق السلام أبدا.
عمل متطرّف
من جهته وصف السفير الأردني لدى الأمم المتّحدة محمود ضيف الله حمود “اقتحام” الوزير الإسرائيلي باحة الأقصى بأنّه “عمل متطرّف من المرجح أن يخلق حلقة جديدة من العنف”.
وشدّد المندوب الأردني على وجوب “أن يتحمّل مجلس الأمن مسؤولياته بجدية وأن يضع حدّاً لهذا النوع من المحاولات”، مذكّراً بأنّ “إسرائيل ملزمة باحترام الوضع القانوني والتاريخي الراهن والقانون الدولي”.
روسيا تذكّر باقتحام شارون للأقصى
وأكد مندوب روسيا أن اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي للمسجد الأقصى أمر يثير الحفيظة، ولا يمكن أن تُرى هذه الحادثة بمعزل عن الأحداث التي وقعت في العام 2000 بعدما توجه شارون محاطاً بمئات من عناصر الشرطة للأقصى، الأمر الذي فجر الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي أودت بأرواح الآلاف، مجدداً رفض بلاده انتهاك الوضع الراهن للقدس.
وأضاف: “نحن نجد أن أي توتر في القدس يكون حقيقة مصدر لزعزعة الاستقرار، ليس فقط في الأراضي الفلسطينية، وإنما في المنطقة ككل. وفي هذا الصدد فإننا نهيب بالطرفين بأن يبديا ضبط النفس والامتناع عن الخطوات الاستفزازية والأحادية”.
وتابع: “لقد أحبطنا وخاب أملنا، إذ أن الأمريكيين في اللجنة الرباعية رفضوا التعاون لاستئناف عملية السلام، وهم في الحقيقة حاولوا أن يراوغوا ويتلاعبوا بعملية السلام، وأن يستغلوها لخدمة أهدافهم الخاصة، ولكن أريد أن أقول إن هذا لن يؤدي إلى أي حلول ملموسة”.
الحماية الكاملة للمسجد الأقصى
من جانبها، أدانت مندوبة الإمارات، السفيرة لانا نسيبة، اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى المبارك، وقالت إنه “يؤدي إلى زعزعة الوضع الهش، ويبعد المنطقة عن طريق السلام الذي نسعى إليه جميعا، ويؤدي إلى تعميق الاتجاهات السلبية للصراع، كما يؤدي لمواجهة نسعى لتجنبها في الوقت الحالي، وتغذي الكراهية”، وفق وصفها.
وأضافت: “ندين الاعتداء على المقبرة المسيحية في جبل صهيون، ونطالب المسؤولين هناك بمحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات، كما نطالب بتوفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى؛ نظرا لما يحظى به من مكانة مقدسة، مشددة على ضرورة احترام دور الأردن بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بالوضع القائم”.
وتابعت: “إن هذه الإجراءات تبعدنا عن إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، ويتعين علينا اتخاذ موقف واضح من كل ما يجري، وضرورة وقف كافة الإجراءات التي تعزز الكراهية في الشرق الأوسط، لنضمن تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
إدانة صينية
كما اعتبر مندوب الصين أن “ما نشهده الآن ليس السبيل الأمثل لبدء العام الجديد”، مضيفاً: “أقول للمسؤولين الإسرائيليين الحكوميين الذين دخلوا باحات المسجد الأقصى المبارك، نحن يعترينا القلق من أي تصرفات أو أي أفعال رأحادية الجانب تؤدي لتصاعد التوترات، ما ينذر باشتباكات ومواجهات يمس بالوضع الديني للمقدسات”.
ودان “أي تدابير تغير الطابع القائم في القدس”، مؤكدا تأييد بكين إقامة دولة فلسطين على حدود الـ67.
بدورها، قالت مندوبة الولايات المتحدة، إن أمريكا ملتزمة بحل الدولتين، ولكننا قلقون بشأن أي تدابير أحادية الجانب تقوض حل الدولتين،
وأضافت: كما أكد الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن ندعم الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف، ونقدر الدور الخاص الذي يضطلع به الأردن كوصي على الأماكن الدينية، والوزير بلينكن قال بكل وضوح بضرورة الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب من خلال الخطاب أو الأفعال وأي تصرفات أحادية تخل بالوضع الراهن غير مقبولة.
فرنسا تنادي باحترام الوضع التاريخي
إلى ذلك، أعرب مندوب فرنسا، عن قلق بلاده العميق تجاه اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي إلى المسجد الأقصى، وقال: ينبغي أن نفعل كل ما نستطيع لمنع التصعيد الذي له عواقب وخيمة على الأرض، وفرنسا تنادي باحترام الوضع التاريخي القائم.
وأضاف أن اقتحام الأقصى لا يخدم السلام ويجب وقف سياسة الاستيطان التي تضع إسرائيل على المحك، ونعيد التأكيد على التزامنا بحل الدولتين، إسرائيل وفلسطين اللتان تعيشان جنبا إلى جنب مع القدس عاصمة لدولتين، الإسرائيليون والفلسطينيون يستحقون العيش في أمان وسلام.
وانطلقت مساء الخميس في نيويورك، أعمال جلسة مجلس الأمن الطارئة التي تناقش انتهاك إسرائيل للوضع الراهن في القدس.
وتأتي هذه الجلسة، بطلب فلسطيني أردني مشترك، تم تأييده من الإمارات العربية المتحدة، المندوب العربي في المجلس، وكذلك الصين، في أعقاب اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الإرهابي إيتمار بن غفير، لباحات المسجد الأقصى، الثلاثاء الماضي.