محادثات صينية أميركية في بكين
واشنطن تؤكد عدم سعيها لتشكيل تحالف دولي مناهض للصين
خلال زيارتها المرتقبة للصين، من المتوقع أن تحدد نائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، بوضوح مواقف بلادها من تحركات بكين، وستؤكد على أن الولايات المتحدة لا تسعى لتشكيل تحالف دولي مناهض للصين، بحسب ما أعلن مسؤولون أميركيون كبار السبت.
ومن المقرر أن تحل شيرمان الأحد في تيانجين جنوب شرقي بكين، حيث ستجري محادثات مع وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني، وشيه فنغ نائب وزير خارجية الصين المسؤول عن شؤون التخطيط السياسي وأميركا الشمالية.
وأفاد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية في إفادة صحفية السبت، بأن اجتماعات شيرمان المقبلة في الصين هي “استمرار” للمحادثات الصينية الأميركية التي انعقدت في ألاسكا خلال مارس الماضي.
ولفت إلى أن الهدف من الزيارة هو “تحديد شروط استقرار العلاقة بين البلدين”، وفقاً لبيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية.
ولفت المسؤول إلى أن واشنطن تسعى إلى الإبقاء على “خطوط اتصال مفتوحة مع المسؤولين رفيعي المستوى” في الصين، مشدداً على أن أميركا تعتبر أن “المناقشة الصريحة والمفتوحة أمر بالغ الأهمية للحد من احتمالات حدوث سوء التفاهم بين بلدينا، والحفاظ على السلام والأمن العالميين، وإحراز تقدم في القضايا المهمة”.
المنافسة القوية والمستمرة
وقال المسؤول، الذي رفضت وزارة الخارجية الأميركية الكشف عن هويته في البيان، إن شيرمان “ستؤكد أننا لا نريد أن تنحرف تلك المنافسة القوية والمستمرة بين بلدينا إلى صراع”.
وأضاف: “لهذا السبب تريد الولايات المتحدة ضمان وجود حواجز حماية ومعايير لإدارة العلاقة بشكل مسؤول”.
وتابع: “ستوضح (شيرمان) أنه بينما نرحب بالمنافسة القوية واستمرارها مع جمهورية الصين الشعبية، يحتاج الجميع للعب بنفس القواعد وعلى أرضية متكافئة”.
ولفت إلى أن شيرمان ستشرح لنظرائها الصينيين “مخاوفنا بشأن العديد من إجراءات بكين، بما في ذلك تلك التي اتخذنا خطوات بشأنها مؤخراً ، سواء بمفردنا أو عبر التنسيق مع حلفائنا وشركائنا”.
وأوضح أن شيرمان ستثير خلال لقاءاتها في تيانجين التحديات العالمية المشتركة، ومجالات التعاون المحتملة.
وزاد: “نعتقد أنه من المهم بالنسبة لنا أن نقول مباشرة للمسؤولين الصينيين على انفراد ما نقوله علناً. من مصلحتنا أن نكون واضحين جداً مع بكين بشأن موقفنا وأن شرح مخاوفنا بالتفصيل”.
وأكد أن “الغرض الرئيسي من هذا الاجتماع هو إجراء محادثات صريحة وصادقة بشأن العلاقة الثنائية”، مشدداً على أن الهدف من زيارة شيرمان “ليس التفاوض بشأن تفاصيل العلاقة، بل إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة على مستوى رفيع”.
مواقف مشتركة مع حلفاء واشنطن
وأكد مسؤول كبير آخر بالإدارة الأميركية خلال الإفادة الصحافية أن واشنطن تعلم أنها تصبح “أقوى عندما تعمل مع حلفائها”، قائلاً: “نحن نعلم أن هذا يجعلنا أكثر فعالية عند التعامل مع بكين”.
لكنه شدد على أن واشنطن لا تسعى رفقة حلفائها وشركائها “إلى إقامة تحالف مناهض للصين، بل نحاول العمل معاً بطريقة متعددة الأطراف لدعم النظام الدولي القائم على القواعد”.
وتابع: “لذلك، فإن شيرمان ستؤكد لنظرائها الصينيين بوضوح شديد أنها لا تمثل الولايات المتحدة فحسب، بل إنها تمثل وتدافع عن مواقف مشتركة مع حلفائنا”.
وأشار المتحدث إلى أن واشنطن تتعامل بمسؤولية ولا تريد أن تسمح “للمنافسة أن تنحرف إلى صراع غير مقصود”، لكنه شدد على أن بلاده لن تتردد في تحملين الصين المسؤولية بخصوص التحركات التي تتعارض مع المواقف الأميركية.
وأردف: “لسنا خائفين من فرض عقوبات على سلوك الصين الذي يقوض المعايير الدولية. بل سنفعل ذلك بالتزامن مع التزامنا بالحوار”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت الأسبوع الماضي، فرض عقوبات على 7 مسؤولين في هونغ كونغ، على خلفية حملة تشنها بكين على الديمقراطية في هونغ كونغ، في خطوة تسعى من خلالها واشنطن لمحاسبة بكين على ما تصفه بأنه تراجع لحكم القانون في المستعمرة البريطانية السابقة.
وتعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمواصلة “الدفاع عن حقوق وحريات” شعب هونغ كونغ، بموجب الإعلان الصيني البريطاني المشترك والقانون الأساسي.
عقوبات على أميركيين
وقبل يومين من وصول شيرمان إلى تيانجين، أعلنت الصين الجمعة، فرض عقوبات على أفراد أميركيين، من بينهم وزير التجارة السابق ويلبور روس، رداً على العقوبات الأميركية على المسؤولين الصينيين في هونغ كونغ.
كما فرضت الصين عقوبات على ممثلين حاليين أو سابقين لعدد من الهيئات من بينها لجنة الكونجرس التنفيذية الخاصة بالصين، ولجنة المراجعة الأمنية والاقتصادية الأميركية الصينية.
ومن بين المؤسسات الأخرى التي ورد ذكرها المعهد الديمقراطي للشؤون الدولية، والمعهد الجمهوري الدولي، وهيومن رايتس ووتش، ومجلس الديمقراطية لهونغ كونغ الذي يتخذ من واشنطن مقراً له.
واعتبر أحد المسؤولين في الإفادة الصحفية السبت، هذه العقوبات المضادة “استهدافاً لمواطنين عاديين وكيانات غير حكومية بسبب إجراءات تتخذها الولايات المتحدة”.
وقال المسؤول “إننا ملتزمين تماماً بتنفيذ جميع العقوبات الأميركية ذات الصلة.كما نلتزم بالتعامل مع أي إجراءات أخرى (ضد الصين) لا تتفق مع مصالحنا وقيمنا”.