محادثات متعثرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان الإرهابية في الدوحة
الحركة تشترط الإفراج عن 7 آلاف معتقل من أعضائها وشطب قادتها من قائمة عقوبات الأمم المتحدة
اشترطت حركة طالبان الإرهابية، الأحد، الإفراج عن 7 آلاف معتقل من أعضائها، وشطب قادتها من قائمة عقوبات الأمم المتحدة، فيما شددت الحكومة الأفغانية على ضرورة وضع خارطة طريق للسلام، في وقت تشهد المحادثات التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، تعثراً وتراجعاً بحسب مصادر.
جاء ذلك خلال اجتماع مغلق بين وفد الحكومة الأفغاني، المكون من 7 أشخاص بقيادة رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق عبد الله عبد الله، ووفد حركة طالبان المكون أيضاً من 7 أشخاص بقيادة نائب زعيم الحركة عبد الغني بردار، وفق ما نقله موقع”طلوع نيوز” عن مصادر مطلعة.
وقال عبد الله عبد الله في تغريدة على تويتر: “تستمر الاجتماعات بين وفدي الحكومة وطالبان في الدوحة لليوم الثاني”، معرباً عن تطلعاته إلى إحراز نتائج “إيجابية وبناءة”.
The high-level meetings between the Republic & the Taliban negotiation teams continues in Doha for the second day. We are looking forward for a positive & constructive outcome. pic.twitter.com/8QHNuUHgcT
— Dr. Abdullah Abdullah (@DrabdullahCE) July 18, 2021
محادثات متعثرة
واستأنف الوفدان، السبت، المحادثات التي بدأت في سبتمبر الماضي ولا تزال متعثرة حتى الآن، في وقت تشن فيه حركة طالبان، هجوماً كبيراً على القوات الأفغانية، سيطرت من خلاله على مساحات واسعة من البلاد.
واجتماع الأحد يأتي بعد ساعات من إعلان زعيم حركة طالبان هبة الله أخوند زاده، “تأييده بشدة” لتسوية سياسية للنزاع في أفغانستان “رغم التقدم والانتصارات العسكرية” التي سجلتها الحركة في الشهرين الأخيرين، بالتزامن مع تسارع جهود الانسحاب الأميركي من البلاد والمقرر في نهاية أغسطس.
وأضاف أخوند زاده، في رسالة نشرها قبيل عطلة عيد الأضحى: “على الرغم من المكاسب والتقدم العسكري، تفضل الحركة بشدة تسوية سياسية في البلاد”.
وتابع: “بدلاً من الاعتماد على الأجانب، دعونا نحل مشاكلنا في ما بيننا وننقذ وطننا من الأزمة، فنحن من جهتنا مصممون على التوصل إلى حل من خلال المفاوضات، لكن الطرف الآخر يواصل إهدار الوقت”.
وكانت الناطقة باسم الوفد الحكومي المفاوض، ناجية أنواري، قالت لوكالة “فرانس برس”، إن “الوفد الرفيع المستوى موجود هنا للتحدث إلى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدّم”، معربة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى “اتفاق قريباً”.
وأضافت: “نتوقع أن يسرّع ذلك المحادثات.. وخلال وقت قصير سيتوصل الطرفان إلى نتيجة وسنشهد سلاماً دائماً وكريماً في أفغانستان”، لكن مصادر مطّلعة ذكرت لـ”فرانس برس” أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.
هجوم طالبان
وشنت طالبان الإرهابية هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية في أوائل مايو الماضي، مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس، فيما سيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، ومعابر حدودية مهمة مع إيران وتركمانستان وطاجيكستان وباكستان.
ويطوّق المتمردون عواصم بعض الولايات، البالغ عددها 34 ولاية، لكنهم لم يشنوا مؤخراً أي هجوم كبير ضد هذه المدن، باستثناء عملية قصيرة في يوليو بقلعة نو عاصمة ولاية بدغيس، التي كانوا قد طردوا منها بعد معارك دامت أياماً.
بدوره، قال المتحدث باسم قوات الأمن الأفغانية أجمل عمر شينواري، إن “المقاتلين الموالين للحكومة نفذوا 244 عملية، أسفرت عن قتل 967 من مقاتلي طالبان بينهم قادة رئيسيون، وذلك خلال الأربعة أيام الماضية”.
وأضاف شينواري لصحافيين: “استعدنا 24 منطقة حتى الآن، وهدفنا هو استعادة كل الأراضي”، معرباً عن استعداد القوات الحكومية للدفاع عن أفغانستان.