محادثات يونانية تركية بشأن التنقيب عن مصادر الطاقة في شرق المتوسط
انطلقت اليوم الاثنين في إسطنبول، محادثات هي الأولى من نوعها منذ نحو 5 سنوات بين النظام التركي واليونان لتسوية خلافهما بشأن التنقيب عن مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط.
جاء ذلك وفق تصريحات أدلى بها مسؤول تركي بارز لوكالة الأنباء الفرنسية، ونقلتها صحيفة “ديالي صباح” التركية.
وبحسب نفس المصدر، وصل وفد دبلومسي يوناني إلى إسطنبول، حيث كان في استقباله المسؤول الثاني في وزارة خارجية النظام التركي، سادات أونال في قصر دولما بهتشة.
ويتوقع المتخصص في الشؤون الأوروبية، مجدي يوسف فشل هذه المحادثات لأن “الهوة كبيرة والاختلافات غير قابلة لايجاد حلول أو حتى بدء محادثات استكشافية، حيث أن كل طرف له هدف بعيد تماما عن صلب المباحثات إذ تهدف أنقرة إلى الدخول من خلال هذه المحادثات إلى مشاكلها العالقة في ما تريد اليونان فرض عقوبات على النظام التركي” .
وقال يوسف: إن “الهدف الأساسي للمباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، هو إعطاء إشارة إيجابية بأن هناك رغبة سياسية لدى اليونان وتركيا بإمكانية العودة مجددا إلى المفاوضات لإيجاد حلول مستقبلية للمشاكل العالقة بين الطرفين”.
وأكد أن “اليونان تريد أن تعطي إشارة إيجابية للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بتوفر الإرادة السياسية، لكنها لا تريد أن تورط نفسها في الالتزام باستئناف المحادثات قبل أن ترى ما سيحدث في هذه الجولة، كما أنها تريد أيضا أن تضع أنقرة في خانة المتهرب دائما من الالتزامات لإجبار القمة الأوروبية المقبلة على وضع تركيا على أجندتها لبحث فرض عقوبات عليها”.
وأوضح الخبير: “تركيا تحاول التهدئة مع الاتحاد الأوروبي وقد ظهر ذلك من خلال زيارة وزير الخارجية ولقائه بمسؤولين أوروبيين وعرضه للمحادثات على أنها إشارات إيجابية، لكن أوروبا لم تعد تثق في الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وترى أنه يحاول استغلال المعطيات لكسب الوقت، ويدخل في موضوعات شائكة للضغط من أجل إعادة فتح مفاوضات عودة تركيا للاتحاد الأوروبي”.
وقال إن “أوروبا مصرة على عدم التفاوض مجددا مع أنقرة ما لم يتوقف أردوغان عن استفزازاته شرقي المتوسط، وتدخله في الشؤون الليبية واليونانية، ودعمه للمرتزقة، بل واستفزازاته اللفظية تجاه قادة الاتحاد”.
وشدد على “ضرورة أن تقدم أنقرة على خطوات عملية في هذا الاتجاه قبل الحديث عن أي تقارب مع أوروبا”.
وتوقفت المحادثات حول شرق البحر المتوسط عام 2016، وسط تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ظل أزمة دبلوماسية متصاعدة منذ أشهر على خلفية اتهام أثينا لأنقرة بالتنقيب في مياهها الإقليمية.
وأخيرا، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغبته في طي صفحة الماضي مع الاتحاد الأوروبي الذي شرع الشهر الماضي في فرض عقوبات على أنقرة.
وتصر اليونان على أن تقتصر المحادثات مع تركيا على ترسيم الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة.
واستبعدت اليونان بحث أي موضوعات أخرى أثارتها تركيا، بما في ذلك نزع سلاح جزر شرق بحر إيجه، وقالت إن هذه مسألة تتعلق بالحقوق السيادية.