محامي ترامب يؤكد على حدوث تزوير في الانتخابات الأمريكية
جيوش المحامين لحملتي ترامب وبايدن يستعدون لسيل من الدعاوى القضائية
أكد محامي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الأربعاء، إن الانتخابات الرئاسية الحالية تتعرض للتزوير، مشددا على أن الجمهوريين لن يسمحوا بحدوث ذلك.
وأشار المحامي رودي جوليان، في كلمة بمدينة فيلاديلفيا، إلى أن ما يحدث في ولاية بنسلفانيا “فرز غير شرعي”، مضيفا أنه لم يتمكن أي جمهوري من التدقيق في الأصوات التي وصلت عن طريق البريد.
ورجح محامي المرشح الجمهوري أن يكون التلاعب قد شمل مئة ألف صوت في عملية فرز الأصوات بالولاية.
وأوضح جولياني أن الشخص نفسه قد يصوت عدة مرات عن طريق البريد، فيما تشير بعض الادعاءات إلى التصويت بأسماء أشخاص توفوا “لابد أن ننظر في ذلك”.
وعادة ما تسلك الانتخابات الأمريكية مسارا معهودا ومنتظما، لكنه قد يتعرج بعض الشيء في حالات التقارب الشديد والنتائج المنتازع عليها، وهو ما يبدو أن الولايات المتحدة تتجه إليه هذه المرة، في ظل الإعلانات المتبادلة من كلا المرشحين بتحقيق النصر.
يبدأ الأمر بفرز الولايات أصوات الناخبين الذين اقترعوا خلال عملية التصويت المبكرة أو في يوم الانتخابات، ولكن يتم اختيار الرئيس في النهاية من قبل الهيئة الانتخابية، التي تتكون من ناخبين من كل ولاية، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وللتوضيح أكثر، فبعد التصويت في اليوم الرئيسي للاقتراع (3 نوفمبر/ تشرين الثاني)، يتم فرز واحتساب الأصوات لكل مرشح، ثم اعتماد النتيجة (8 ديسمبر/ كانون الأول)، ويعقب ذلك تصويت الهيئة الانتخابية (14 ديسمبر/ كانون الأول)، وبعد ذلك يفوز المرشح المختار بالأغلبية. يعتمد الكونغرس الفائز في 6 يناير/ كانون الثاني، ويؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية في 20 من الشهر ذاته.
لأول مرة هذا العام 2020، لا يعلم الأمريكيون غداة الانتخابات الرئاسية اسم رئيسهم الجديد مع استمرار عمليات الفرز في عدد من الولايات التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، في ظل اتهامات من قبل ترامب بوجود شبهات تلاعب.
الحجم الكبير من بطاقات الاقتراع بالبريد تعني أن فرز الأصوات قد يستغرق وقتا أطول من المعتاد، وقد تكون النتيجة متقاربة بدرجة كافية في بعض الولايات لإجراء عمليات إعادة الفرز. ويقول الخبراء إن وجود طعون قانونية في واحدة أو أكثر من الولايات التي تشهد منافسة محتدمة، احتمال مرتفع.
قد تمر أسابيع قبل أن إعلان فوز الرئيس ترامب أو جو بايدن. وفي بعض السيناريوهات، قد تستمر المنافسة حتى عام 2021، وفي هذا السيناريو سيتغير المسار عن ذلك المعتاد تمام.
وفي هذا الحال، سيعقب يوم التصويت الرئيسي، 3 احتمالات، وهي عدم وجود منازعات قانونية أو مطالبات بإعادة الفرز وهنا ستمضي الأمور وفق المخطط الرئيسي، أو بدء إعادة الفرز، أو إعلان نتائج متنازع عليها. في الاحتمالين الأخيرين إذا لم يتم معالجة الخلاف قبل الموعد النهائي، تتدخل الولايات لاعتماد النتيجة في النهاية.
في بعض الولايات، مثل فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا، ستبدأ الولاية في إعادة الفرز تلقائيا إذا كان هامش التصويت غير الرسمي متقارب. في ولايات أخرى مثل آيوا ونيفادا، يمكن للمرشحين طلب إعادة الفرز بغض النظر عن الهامش.
في الانتخابات الرئاسية لعام 2000، أدى هامش ضيق في فلوريدا إلى إعادة فرز الأصوات في جميع المقاطعات، ورفع آل غور لاحقا دعوى لفرض إعادة فرز الأصوات في أربع مقاطعات يغلب عليها الطابع الديمقراطي.
من المتوقع أن تؤدي الخلافات حول ما إذا كان مسؤولو الانتخابات يقومون بفرز عدد كبير جدا من الأصوات أو عدد قليل جدا من الأصوات إلى موجة من الدعاوى القضائية في كل من محاكم الولايات والمحاكم الفيدرالية التي قد تجد طريقها في النهاية إلى المحكمة العليا.
هناك بالفعل، جيوشا المحامين لحملتي ترامب وبايدن تستعد لسيل من الدعاوى القضائية. لطالما دفع ترامب بمزاعم بتزوير الناخبين وأثار تساؤلات حول صحة التصويت عبر البريد. تم بالفعل رفع دعاوى قضائية بشأن المواعيد النهائية للاقتراع ومتى يتم فرز الأصوات أو إقصائها في الحالات الحرجة.
قال إدوارد بي فولي، أستاذ القانون بجامعة ولاية أوهايو: لن تحسم هذه الانتخابات حتى يقر مرشح خاسر بالهزيمة ويهنئ خصمه. وإذا لم يمنحنا المرشحون النتيجة النهائية بهذه الطريقة، فإن العملية القانونية يجب أن تمنحنا ذلك.
في بعض الولايات، يكون لأعضاء السلطة التنفيذية أو الهيئات الأخرى رأي. في تكساس مثلا، الحاكم هو السلطة الوحيدة لتسوية نزاعات الانتخابات الرئاسية. في ولاية كارولينا الشمالية، يمكن لمجلس الولاية المستقل للانتخابات إعطاء الكلمة الأخيرة.
يتمتع المجلس التشريعي للولاية، بموجب الدستور، بسلطة تعيين ناخبي الولاية، بغض النظر عن حالة التصويت الشعبي، وخاصة عندما لا تتخذ الولاية قرارا بحلول الموعد النهائي، ويمكن للمجلس التشريعي للولاية أن تقرر أن نتائج الانتخابات – التي لا تزال محل نزاع – غير قانونية ويختار هو الناخبين الممثلين للولاية.
في عام 2000، صوتت الهيئة التشريعية ذات الأغلبية الجمهورية في فلوريدا لاختيار مجموعة من الناخبين الذين يدعمون، جورج دبليو بوش، حتى مع استمرار المحاكم في عمليات إعادة الفرز.
بعد اعتماد النتيجة بأي طريقة كانت، يتم الانتقال إلى تصويت الهيئة الانتخابية، وهنا يوجد احتمالين، الأول فوز مرشح بالأغلبية بما يمهد إعلانه رئيسا للبلاد، والثاني هو عدم حصول أيا منهما على الأغلبية.
يجتمع الناخبون النهائيون في كل ولاية، يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول، للإدلاء بأصواتهم. لكن قد يختار بعض الناخبين التصويت لمرشح آخر غير المرشح الذي وعدوا بدعمه في المجمعات الانتخابية، أو رفض التصويت كليا – يُعرف هؤلاء باسم “الناخبين غير المؤمنين”.
ويجتمع الكونغرس المنتخب حديثا في 6 يناير/ كانون الثاني، لفرز الأصوات الانتخابية رسميا وإعلان الرئيس. إذا لم يكن هناك فائز واضح في الهيئة الانتخابية، فسيقوم الكونغرس بإجراء انتخابات طارئة ليحسم الأمر.
الأوبزرفر العربي