محاولات إخوان اليمن لإفشال حوار جدة
رفع حزب الإصلاح الإخواني من شروطه للمشاركة في الحوار الذي تحتضنه مدينة جدة السعودية والهادف إلى تطويق مخلفات التصعيد الأخيرة في العاصمة اليمنية المؤقتة، رافضا أي حوار مع الانتقالي الجنوبي والاكتفاء بمحاورة الإمارات.
وفيما تحول وفد كبير لتمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي في اللقاء برئاسة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، فإن أحد أبرز ممثلي الإصلاح في الحكومة اليمنية، وزير الداخلية أحمد الميسيري رفض أي حوار مع الانتقالي وطالب فقط بالحوار مع الإمارات، في خطوة قال مراقبون يمنيون إن هدفها إفشال جلسة الحوار التي ترعاها السعودية، والتي تعمل ما في وسعها لإعادة ترتيب الوضع داخل الحكومة اليمنية والقوى الداعمة لها لمواجهة التمرد الحوثي.
وشدد أحمد الميسري، الأربعاء، على رفض الحكومة الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي “تحت أي ظرف كان”، مؤكدا أن التفاوض لن يكون إلّا مع الإمارات “إن أرادت”.
وتأتي تصريحات الميسري، عقب وصول وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، إلى جدة، استجابة لدعوة الرياض للحوار مع الحكومة اليمنية، إثر التطورات الأخيرة في جنوبي اليمن.
وأكدت مصادر ان الحوار الذي ترعاه الحكومة السعودية في جدة يحظى بدعم سياسي دولي من الدول الراعية للسلام في اليمن ودول الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات.
وأشارت إلى ضغوط تمارسها واشنطن ولندن لإنجاح حوار جدة الثنائي الذي يعتبره المجتمع الدولي مقدمة لتسوية أوسع في الملف اليمني، وتمثل جزء من الضغط في رفض الطلب الذي تقدمت به الحكومة اليمنية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات المواجهات التي شهدتها محافظات عدن وأبين وشبوة خلال الأيام الماضية.
وتزامن الرفض الدولي مع إشارات واضحة أطلقتها واشنطن عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو الذي دعا الحكومة والانتقالي للجلوس على طاولة الحوار، كما جاءت مواقف رئاسة مجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في ذات السياق.
وقال مراقبون يمنيون إن تصريحات الميسري تهدف بالأساس إلى الحفاظ على منسوب التوتر بين فرقاء الأزمة وجر المجلس الانتقالي إلى إطلاق تصريحات تصعيدية تربك خطة السعودية الهادفة إلى التهدئة وخلق مناخ إيجابي يساعد على فتح حوار مركز يفضي إلى إعادة بناء الشرعية على أسس جامعة وعادلة تمكن مختلف الأطراف من المشاركة في القرار الوطني وكسر احتكار حزب الإصلاح وسيطرته على المؤسسات الحكومية وخاصة الدفاع والداخلية.
ويتمسك الإصلاح بالتصعيد ويلوح الميسري بأن الحكومة “ستعود إلى عدن لا محالة، سواء كان ذلك بالسلم أو بالحرب”، وأن الجيش الوطني “مستعد للقيام بالمهمة”، وهو ما يعني أن حوار جدة لا قيمة له، والرسالة هنا موجهة ليس فقط للانتقالي وإنما للسعودية التي تعمل على ترتيب البيت اليمني على أسس صحيحة، وإعادة الحرب إلى وجهتها الصحيحة من خلال مواجهة الحوثيين وليس الاقتتال الداخلي في الصف المناوئ للتمرد المدعوم من إيران.
وأعلنت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، الأربعاء، أنّ صاروخا باليستيّا أطلقه الحوثيين من مديرية سحار نحو محافظة صعدة اليمنية، وتم إسقاطه.
وفشل إخوان اليمن في إرباك التحالف الوثيق بين الرياض وأبوظبي بزعم أن سيطرة المجلس الانتقالي على كبريات مدن الجنوب فيها تحدّ للسعودية.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية على تويتر “نتطلع بثقة وتفاؤل إلى نجاح اجتماع جدة بين حكومة اليمن الشقيق والمجلس الانتقالي الجنوبي، وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية”، مقدما الشكر والتقدير للسعودية على “قيادة التحالف سياسيا وعسكريا بحرص وحنكة واقتدار”.
وقال مسؤول يمني، الأربعاء، إن مسؤولين من الحكومة بدأوا محادثات غير مباشرة مع ممثلي الانتقالي الجنوبي في مدينة جدة السعودية بهدف إنهاء القتال في عدن وغيرها من محافظات جنوب اليمن.
والثلاثاء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، دعمه للدعوة التي وجهتها السعودية إلى الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لحضور حوار جدة.
وفيما طغى موقف الإصلاح التصعيدي على القرار الحكومي، سعت أطراف داخل “الشرعية” إلى التهدئة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن الناطق الرسمي باسم الحكومة راجح بادي قوله “ان الحكومة وهي تجدد موقفها المعلن منذ اليوم الأول بالترحيب بدعوة الحوار التي وجهتها وزارة خارجية المملكة العربية السعودية، توضح عدم وجود أي شكل من أشكال الحوار حتى الآن مع ما يسمى المجلس الانتقالي”.
وتأتي مواقف ناطق الحكومة التي وصفها مراقبون بالملتبسة من حيث قبولها بالحوار ورفضه في نفس الوقت، في اعقاب تصريحات مماثلة أطلقها وزير النقل اليمني صالح الجبواني و تحدث فيها عن رفض حوار جدة والتلويح بأن المكلمة ستكون للبنادق.
واستغربت أوساط يمنية تصاعد نبرة التحدي والرفض الحكومية للاستجابة للدعوات السعودية للحوار، في مقابل حالة إذعان أظهرتها “الشرعية” في حواراتها مع الميليشيات الحوثية والتي كان آخرها مشاورات السويد التي أفضت إلى وقف عملية تحرير الحديدة.