مرحلة جديدة للإرهابيين في إفريقيا
خوسيه لويس مانسيا
خلال الأيام العشرة الأخيرة، طرأت ثلاثة تغييرات ستؤثر بدون شك، على مستقبل الجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا، وهي:
1. إصدار داعش بيانا لأتباعه حول نواياه المستقبلية.
2. مقتل عبد المالك دروكدال زعيم مايسمى “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
3. التحركات العسكرية في ليبيا.
أولاً: بيان داعش لأتباعه حول نواياه المستقبلة
حثّ بيان داعش الأخير أتباع التنظيم على الاستمرار في حرب الاستنزاف، وخاصةً ضد الجيوش الضعيفة بهدف السيطرة، مستقبلاً، على الأراضي التي تتواجد بها.
ويُحاول التنظيم تشجيع الإرهابيين على تحقيق أهدافهم وإلحاق الهزيمة بأعدائهم عن طريق القتل والإصابة والأسر والاستيلاء على الغنائم وتدمير الممتلكات. ويشترط التنظيم تحقيق ذلك بأقل خسارة ممكنة في صفوفه، حتى يصبح بمقدوره مجابهة أعدائه بعد تغيير موازين القوى. ومن دون الإشارة بشكلٍ مباشر إلى ذلك، يُظهر التنظيم أنه استفاد من دروس سوريا والعراق.
ويدعو التنظيم أتباعه إلى مضاعفة الإغارات والهجمات المفاجئة، وتجنّب عمليات مكافحة الإرهاب التي تنفذها الجيوش الوطنية، وهي عمليات فعّالة ألحقت أضراراً بالغة بالإرهابيين.
وإلى جانب عمليات مكافحة الإرهاب، يجب أن يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع الإرهابيين من الاستفادة من الأرضية الخصبة القادرة على توفير المقاتلين باستمرار لتلك التنظيمات، وهو أمر لم يتم القيام به بعد، رغم أهميته البالغة في مسار مكافحة الإرهاب.
ثانياً: اغتيال عبد المالك دروكدل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
في 03 يونيو/ حزيران الجاري، تم استهداف زعيم ما يسمى “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؛، عبد المالك دروكدال، في وادي أردجان الواقع على بعد ٢٠ كم جنوب تالهندك شمال مالي. هل سيكون هناك أي تغيير مع وصول القائد الجديد للقاعدة هناك؟
لقد قٌتل أسامة بن لادن، وفي 20 يناير الماضي تم اغتيال زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قاسم الريمي، ثم أنور العولقي في اليمن، بالإضافة إلى قائمة طويلة من قادة القاعدة الذين قتلوا. ولم يُحدث اغتيالهم أي تغيير على مستوى التنظيم، لأن مثل تلك الجماعات تتوقّع استهداف قادتها في أية لحظة، لذلك تكون البدائل جاهزة.
ولعل ردّة الفعل المُعتادة على مثل هذه الاغتيالات تكون عبارة عن تكثيف الهجمات لفترة معينة، بهدف إظهار التغيُّر الحاصل على مستوى القيادة ورفع معنويات الأتباع. وتستهدف تلك العمليات الانتقامية الخاصرة الرخوة للخصوم مع استغلال الحدث إعلامياً. وقد أظهرت دول المغرب العربي أنها قادرة على محاربة القاعدة، لذا سيكون من المنطقي أن يتم تنفيذ هجمات الانتقام في إحدى دول الساحل الإفريقي.
ثالثاً: الأطماع التركية في منطقة المتوسط
تمرّ ليبيا حالياً بلحظة مفصلية. وقد كشفت التطورات المتتالية أن أردوغان وقطر لا يريدان فقط موارد ليبيا واليونان ومصر وقبرص وإسرائيل، بل يعتبران ليبيا بمثابة بوابة العبور إلى شمال إفريقيا.
وخلال الأسبوع الماضي، سعت كل الدول، باستثناء قطر وتركيا، إلى تحقيق السلام في ليبيا. ولعل ذلك الرفض نابع من اعتقادهما المغلوط أن احتلال التراب الليبي سهل.
في وقت ترد فيه أنباء أن مصر نقلت قواتها إلى الحدود مع ليبيا تحسباً لما قد يحدث، يبدو أن طبول الحرب قد تقرع، ولكن هذه المرة بجدية كبيرة لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتهدئة في ليبيا، بل بطرد أردوغان ومرتزقته من البلاد، وهي مهمة لن تكون سهلة.
الأوبزرفر العربي