مصادر: هروب العشرات من عناصر تنظيم الإخونجية إلى خارج تركيا
كشفت مصادر مصرية مطلعة، عن هروب العشرات من عناصر تنظيم الإخونجية الإرهابي من حاملي الجنسية المصرية خارج تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، لأسباب سياسية وأمنية.
ذلك بعد أن صلت أدوات الصراع الإخونجي إلى مرحل خطرة بين محمود حسين المقيم في إسطنبول مع عدد كبير من قيادات ما يسمى مجلس الشورى العام، وإبراهيم منير الذي يقيم في لندن وهو ما يكشف طبيعة وأخلاق الإرهابية حتى في اختلاف عناصرها فيما بينهم.
وأوضحت المصادر، أن نحو 90 عنصراً من تنظيم الإخونجية الإرهابي، غادروا تركيا، بعضهم رفقة أسرته، إلى دول مختلفة في شرق آسيا فيما ذكر مصدر آخر مطلع، أن العناصر الهاربة قد تلقوا تهديدات من جانب قيادات التنظيم المقيمين في تركيا.
أوضاع كارثية وتهديدات متلاحقة
وقال المصادر، إن الوضع العام لتنظيم الإخونجية، خاصة المجموعة المقيمة في تركيا بات “كارثياً”، مشيراً إلى أن الصراعات الداخلية عصفت بتماسك التنظيم في الخارج وعمقت أزمته، وزادت من حدة التضييق المفروضة عليه أمنياً وسياسياً.
وأشارت المصادر أيضا، إلى أن مئات العناصر من قيادات الصف الثالث والرابع من الإخونجية يرغبون بمغادرة تركيا خشية التهديدات المتلاحقة، خاصة بالتزامن مع تسريبات مستمرة حول نية أنقرة تسليم بعض المطلوبين للقاهرة في إطار تفاهمات مشتركة.
وتقدر مصادر مطلعة، عدد أعضاء التنظيم الهاربين من مصر هناك بنحو 20 ألفا، منهم 500 قيادي بارز في التنظيم الدولي وكوادر إعلامية وسياسية، ومن يمكنهم التحرك خارج البلاد لا يتجاوز 1%.
وتابعت المصادر أن السفر من تركيا إلى أي دولة أوروبية أو ملاذ آمن يتطلب الحصول على تأشيرة، وجواز سفر ساري وصالح للسفر، وفيزا عمل أو دراسة وليست سياحية، وجميعها شروط لا تتوافر لدى الغالبية العظمي منهم خاصة الشباب الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبهم وبعضهم يتسول قوت يومه.
إجراء وقائي
ويرجح الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي طارق أبو السعد، مغادرة أعداد كبيرة من العناصر الإخونجية للأراضي التركية خلال الأشهر الماضية، خاصة في ظل المباحثات بين القاهرة وأنقرة.
وأوضح أبو السعد، أن كندا كانت وجهة مفضلة لقيادات التنظيم الذين غادروا تركيا خلال الشهور الماضية، أبرزهم، جمال حشمت عضو مجلس شورى الجماعة، والقيادي محمد الشهاوي، والقيادي سعيد حسن الذي توفي في كندا قبل نحو شهرين.
وأشار أبو السعد إلى أن عدد من قيادات الصفي الثاني أو القيادات الوسطى داخل التنظيم تم تحديد إقامتهم داخل أنقرة وإسطنبول، منذ فترة طويلة وأبلغتهم الحكومة أن الإجراء وقائي وليس أمني.
ورجح أبو السعد أن تكون كندا هي الوجهة الأبرز لقيادات التنظيم خلال الفترة المقبلة لسببين، الأول هو محاولة الإخونجية التواجد في محيط جغرافي قريب من الإدارة الأميركية الجديدة التي تدعم إلى حد ما، والثاني؛ هو سهولة الحصول على إقامة وتأشيرة الدخول.
وفيما يتعلق بحاملي الجنسية التركية يقول أبو السعد أن تركيا جمدت منحها لنحو 50 شخص ومن المتوقع أن تعلن سحبها من عدد من قيادات التنظيم وفق أسباب قانونية، حتى لا تكون ملزمة ببقائهم على أراضيها، مشيرا إلى أن تركيا هي من بادرت بطرح تسليم قيادات الإخونجية المتواجدين على إراضيها في إطار حرصها للتوافق مع مصر.