مصر توافق على دعوة الولايات المتحدة لإجتماع ثلاثي بشأن سد النهضة
وافقت مصر على عقد لقاء مع اثيوبيا والسودان حول سد النهضة الذي تبنيه اثيوبيا على النيل، مع تشديد رئيس الوزراء الاثيوبي لهجته حيال القضية محذرا من انه لا يمكن وقف بلاده عن اقامة المشروع الهائل.
وسجلت توترات جديدة بين القاهرة وأديس أبابا بعد فشل الجولات الأخيرة من المحادثات هذا الشهر في التوصل إلى اتفاق حول السد الذي سينتهي العمل به قريبا.
ووافقت مصر على دعوة للولايات المتحدة للاجتماع، بعد حضها على وساطة دولية لكسر الجمود في المحادثات التي استمرت سنوات. لكن إثيوبيا رفضت حتى الآن الدعوة خارج اطار الوساطة.
وتقول القاهرة إن البلدين على خلاف بشأن تشغيل السد وملء خزانه.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد أمام البرلمان الاثيوبي إنه “لا (استخدام لأي) قوة (من جانب مصر) يمكن أن يوقف بناء اثيوبيا للسد. ربع الشعب الاثيوبي من الفقراء والشباب ويمكننا بالتالي أن نجهز الملايين اذا كان ذلك ضروريا”.
وأكد آبيي الحائز جائزة نوبل للسلام لهذا العام لجهوده الرامية إلى معالجة التوترات مع إريتريا المجاورة، أن المفاوضات ستكون أفضل وسيلة لحل القضية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية مساء الثلاثاء إن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي “غير مقبولة”، لكنها قالت أيضا إن القاهرة قبلت دعوة للقاء وزراء خارجية الدول الثلاث في واشنطن لمحاولة كسر الجمود.
ولم يحدد بيان وزارة الخارجية المصرية موعد انعقاد الاجتماع، ولم يصدر عن أديس أبابا أو الخرطوم أي تعليق بشأن دعوة الولايات المتحدة.
ويقول الخبراء ان دول حوض النيل الثلاث قد تنجر الى مواجهة ما لم يتم حل الخلاف قبل بدء تشغيل السد أواخر العام المقبل، لكن آخرين قللوا من امكان اندلاع أزمة مسلحة.
وقال وليام دافيسون المحلل في مجموعة الأزمات الدولية “تشير تصريحات رئيس الوزراء آبيي إلى الشعور العميق تجاه الضفة الزرقاء في اثيوبيا، حيث يشعر الناس أنهم محرومون من مواردهم الخاصة”.
وأضاف “لكن في النهاية هناك امكانية ضئيلة جدا بأن يؤدي الخلاف الى نزاع، وكما قال آبيي، التعاون هو الحل الأمثل للجميع”.
وتقول إثيوبيا إن مشروعها ضروري لتوفير الكهرباء التي تحتاج اليها البلاد بشدة وتصر على أن السد لن يضر بحصص بلدان المصب من المياه.
لكن مصر تشعر بالقلق من أن السد الضخم سيقلل من تدفق مياه النيل بشدة ويخرق “حقوقها التاريخية” بموجب المعاهدات التي تعود الى عقود للوراء.
وقالت أديس أبابا إن السد الذي تبلغ كلفته 4 مليارات دولار سيبدأ بتوليد الطاقة بحلول نهاية عام 2020، وسيبدأ تشغيله بالكامل بحلول عام 2022.
ويتلاقى رافدا النيل الرئيسيان، النيل الأبيض والنيل الأزرق، في الخرطوم قبل أن يجريا شمالا عبر مصر الى المصب في البحر الأبيض المتوسط.
والنيل هو الشريان الأساسي لإمدادات المياه والكهرباء في البلدان العشرة التي يمر بها.
والأسبوع الماضي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي انه سيلتقي رئيس الوزراء الاثيوبي في روسيا ليناقش معه القضية.
ويحضر الزعميان قمة روسية أفريقية في سوتشي افتتحت الاربعاء.
وقال دافيسون “بالنظر إلى الخلاف المتجددة بين بلديهما ، يمكن أن يساعد السيسي وآبيي في تمهيد الطريق لمفاوضات بناءة خلال اجتماعهما في سوتشي في أول قمة روسية أفريقية”.
وأضاف “إذا استطاع السيسي وآبيي اعادة الأمور الى نقطة البداية، فسيزيد ذلك من فرص المهندسين والمحامين والدبلوماسيين في التوصل إلى اتفاق”.