مصر والسودان تؤكدان ضرورة استمرار التشاور في قضية سد النهضة
أكدت مصر والسودان في بيان مشترك، الأربعاء، على “ضرورة استمرار التشاور في قضية سد النهضة خلال الفترة المقبلة، وعلى الأهمية القصوى لقضية المياه باعتبارها مسألة أمن قومي للبدين”.
ذلك خلال مباحثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الأربعاء في القاهرة، التي تناولت عدة قضايا عدّة تربط البلدين، أبرزها سد النهضة والأوضاع الاقتصادية التي تعيشها الخرطوم.
وكان السيسي، قد استقبل صباح الأربعاء، البرهان الذي وصل إلى القاهرة في أول زيارة لمصر منذ إجراءات 25 أكتوبر العام الماضي، بحسب “فرانس برس”.
واستعرض الجانبان تطورات ملف سد النهضة، حيث جرى التوافق على “استمرار التشاور المكثّف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة، مع التأكيد على الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي”.
وبحسب البيان، تمسّك البلدان “بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف”.
دعم السودان
وأشار البيان إلى “استمرار مصر فـي إرسال حزم المساعدات والدعم اللوجستي والإنساني للسودان، إضافة إلى تقديم الدعم الفني للكوادر السودانية وتفعيل كافة برامج التعاون الثنائي، وذلك انطلاقاً من مساندة القاهرة غير المحدودة للخرطوم في كل المجالات ومختلف الأصعدة، وكذلك الارتباط الوثيق للأمن القومي بين البلدين”.
وشدد على “إدراك مصر الكامل للظرف الدقيق الذي يمر به السودان حالياً، وضرورة العمل المشترك على ألّا تؤثر التطورات الجارية على الساحة الدولية على جهود دعم الخرطوم لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد”.
وأكد البيان “تعميق التعاون المشترك على الصعيدين الأمني والعسكري بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك والتعاون الوثيق الذي شهدته العلاقات التاريخية بين السودان ومصر في كافة المجالات”.
كما شدد الجانبان المصري والسوداني على “تعظيم جهود تحقيق التكامل الزراعي والربط السككي والكهربائي بين البلدين، إلى جانب تعميق التعاون المشترك على الصعيدين الأمني والعسكري، بما يساهم في تحقيق مصالح المشتركة”.
الأزمة الليبية
وفي الشأن الدولي، أكد الطرفان “ضرورة الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدة أراضيها، ودعم كافة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي (ليبي-ليبي)، وأن تتفق جميع الأطراف بما يحقق مصلحة ليبيا وشعبها دون أي إملاءات أو تدخلات خارجية”.
ودعا الجانبان إلى “ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في مدى زمني محدد، تنفيذاً للقرارات الأممية والدولية والإقليمية ذات الصلة، إضافة إلى ضرورة استمرار لجنة 5+5 العسكرية المشتركة في عملها والتزام كافة الأطراف بوقف الأعمال العسكرية حفاظاً على أمن واستقرار ليبيا ومقدرات شعبها”.
من ناحيته، قال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الطاهر أبو هاجة، إن السودان يعتبر العمق الاستراتيجي الحيوي لمصر، مشيراً إلى أن “ما يحدث هنا (السودان) له أثر كبير وبالغ هناك (مصر) وما يحدث هناك له أثر بالغ هنا”.
ولفت أبو هاجة في بيان صحافي إلى التنسيق المحكم بين البلدين، وعزا ذلك إلى تفهم القيادتين لطبيعة هذه العلاقة.