مصر وفرنسا والأردن تحذر من تداعيات المجاعة وانهيار النظام الصحي في غزة
وترفض محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني
في بيان مشترك، صدر السبت، حذر وزراء خارجية مصر وفرنسا والأردن من “التداعيات المروعة للوضع الإنساني، والمجاعة وانهيار النظام الصحي في قطاع غزة، وأكدوا رفضهم لأية محاولات للنزوح والتهجير القسري للشعب الفلسطيني والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي”.
ودعا الوزراء الثلاثة في البيان المشترك الصادر عقب اجتماعهم في مقر الخارجية المصرية بالقاهرة، إلى “وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح كافة الرهائن والمحتجزين”.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحافي مشترك، إنه اتفق مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي والفرنسي ستيفان سيجورني على أن قطاع غزة لم يعد يحتمل المزيد من الدمار والمعاناة الإنسانية.
وفيما أبدت دول عدة تحفظها على عملية عسكرية إسرائيلية مزمعة في رفح أقصى جنوب القطاع، حذر شكري، خلال المؤتمر من “العواقب الخطيرة” لتلك العملية، مؤكداً “رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم”.
وتخشى القاهرة نزوحاً فلسطينياً كثيفاً نحو سيناء في حال قيام إسرائيل بعملية في رفح، حيث نزح ما يزيد على 1.5 مليون فلسطيني منذ بدء الحرب في غزة.
وقال شكري إن الشعب الفلسطيني في غزة وصل إلى درجة خطيرة وغير مسبوقة من احتمال مواجهة مجاعة تشمل الجميع.
ودعا شكري محكمة العدل الدولية إلى أن تقرر مدى التزام إسرائيل بقرارتها، مشيراً إلى أنه في حالة عدم الالتزام يكون اللجوء إلى مجلس الأمن.
حل الدولتين
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إن بلاده تريد كذلك أن تتبنى “شقاً سياسياً أمام مجلس الأمن الدولي خلال الأسابيع المقبلة”، وأنها بدأت “التشاور مع عدد من الدول حول محتوى هذا الشق”.
وتابع: “للخروج بشكل دائم من هذه الأزمة لا بد من حل سياسي وهو معروف.. حل الدولتين، فهو الوحيد الذي يضمن السلام والأمن للإسرائيليين وللفلسطينيين”.
وأوضح أن فرنسا “تريد أن تتبنى هذا الشق السياسي أمام مجلس الأمن لتجعل من حل الدولتين حقيقة لصالح الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة برمتها”.
وأضاف: “حان الوقت لوضع عدد من الأسس لسلام دائم من خلال تحديد عدد من المعايير المعروفة، ولكن التي ينبغي أن تكون اليوم محل إجماع دولي”.
فتح المعابر البرية
وشدد وزراء خارجية مصر وفرنسا والأردن خلال المؤتمر، على ضرورة أن تسمح إسرائيل بمرور المساعدات إلى غزة، التي باتت على شفير المجاعة، عبر “المعابر البرية”.
وقال سيجورنيه: “ينبغي أن تفتح إسرائيل على الفور وبدون شروط كل نقاط العبور المباشرة” إلى قطاع غزة.
على نحو مماثل، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل لفتح جميع المعابر البرية والتوقف عن منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعيش “كارثة حقيقة” حسب وصفه.
واتهم الصفدي إسرائيل باستخدام “التجويع سلاحاً في الحرب”، وقال “هذا قرار سياسي لحكومة متطرفة قررت أن تستخدم الجوع سلاحاً”.
كما دعا إلى وقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وصدور قرارات مُلزمة من مجلس الأمن لوقف “العدوان”، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.
وحض الصفدي المجتمع الدولي على إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يفرض على إسرائيل فتح المعابر لدخول المساعدات إلى القطاع المنكوب، واصفاً ما تفعله إسرائيل في غزة بأنه “جرائم حرب” يجب أن تتوقف.
وشدد وزير الخارجية الأردني على ضرورة استمرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وعدم استبدالها بأي كيانات أخرى، معتبراً أن أي محاولة لتعطيل عملها هو إمعان في تجويع الفلسطينيين.