مصير مجهول ينتظر اللاجئين السوريين في تركيا
تنتهي اليوم في العشرين آب/ أغسطس المهلة التي حددتها السلطات التركية للسوريين المقيمين على أراضيها الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية أو تصاريح عمل صحيحة لترحيلهم إلى سوريا، في حملة مستمرة منذ أسابيع قامت فيها السلطات بالفعل بترحيل المئات الذين باتوا يواجهون مصائر مجهولة ومرعبة.
بحسب استطلاعات الرأي فإن معظم الأتراك يريدون رحيل السوريين في نهاية المطاف، وبحسب المحللين فإن الاقتصاد المتعثر جعل المواقف متشنجة أكثر تجاههم، حتى أن موجة الاستياء هذه أدت إلى شن هجمات على متاجر سورية.
وتطالب الحكومة السوريين غير المسجلين في اسطنبول بمغادرتها أو ستقوم هي بترحيلهم إلى مناطق أخرى في البلاد حيث سجلوا إقاماتهم، مع ذلك هناك اتهامات بأنها قامت بترحيل العديد إلى سوريا وهي اتهامات تنفيها.
ويأتي هذا القرار كجزء من صراع سياسي كما يراه منتقدو الحكومة، وهو يتخذ من السوريين كبش فداء في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث صدر بعد شهر من جولة الإعادة للانتخابات البلدية في اسطنبول التي خسرها حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، مجددا،ً لصالح حزب الشعب الجمهوري، هذه المدينة التي كانت بمثابة امتحان لشعبية أردوغان.
بحسب أيكان إرديمير وهو عضو سابق في حزب الشعب الجمهوري المعارض وفي مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن الحكومة التركية تعتقد أن الموقف من السوريين سببه الأساسي خسارة الانتخابات المحلية ولذا رأت تغيير السياسة بهذا الشكل حلاً سريعاً في محاولة لتعويض تلك الخسارة.
أما عبد الرحمن وهو لاجئ سوري يدير مع عائلته مطعما في اسطنبول يساعدهم على بناء حياة جديدة وآمنة بعد الهروب من سوريا قبل ستة أعوام، فهو حين يسمع البعض حوله يتساءل لماذا لا زالت عائلته في تركيا، يقول: “سمعت بعض الأتراك يقولون لسوريين لماذا لا تعودون للقتال من أجل بلدكم؟ لكنهم لا يعرفون شيئاً عن سوريا، لا يعرفون شيئاً عن النظام السوري”.
ويؤكد أن القرار التركي الجديد بطرد السوريين يهدد استقرار أُسرٍ بأكملها ويرميها للمجهول: “هذا الرجل الذي تبعدونه، من لديه عائلة وأطفال، ما ذنبه؟ هو فقط يريد إعالة أسرته؟ من سيعيلها بحال ترحيله؟”