مظاهرات تجوب العواصم الأوروبية تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة ولبنان
شهدت العديد من العواصم الأوروبية مظاهرات تضامنية واسعة مع الفلسطينيين اللذي يتعرضون لعمليات جرائم إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 401 يوم، وراح ضحيتها قرابة 43 فلسطيني شهداء، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين.
في فرنسا، شارك آلاف الأشخاص في مظاهرة بالعاصمة الفرنسية باريس للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
وذكر مصادر صحافية أن أنصار فلسطين تجمعوا في ميدان الجمهورية ثم ساروا إلى ميدان باستيل في باريس مرددين هتافات تندد بالمجازر الإسرائيلية.
ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات عليها كتابات من قبيل “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”توقفوا عن تسليح إسرائيل”، مطالبين بالحرية لفلسطين.
عقوبات على حكومة تل أبيب
كما طالب المشاركون في الفعالية، وبينهم شخصيات يهودية، بفرض عقوبات على حكومة تل أبيب، ومقاطعة جميع الشركات التي تقدم الدعم لإسرائيل.
وحملوا مجسمات توابيت كتب عليها “كرامة الإنسان”، و”القانون الدولي”، و”الأمم المتحدة”، ومجسم مفتاح يرمز إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم.
المواطن الفرنسي اليهودي زاك ميلكا، حمل لافتة عليها صورة نيلي كوبفر ناعوري، رئيسة منظمة “إسرائيل إلى الأبد”، ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وانتقد ميلكا، من خلال اللافتة مشاركة سموتريتش في حفل تنظمه “إسرائيل إلى الأبد” في باريس يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ووصفت اللافتة سموتريتش وكوبفر ناعوري، بأنهما “نازيان”، وأن “قتلة الأطفال مكانهم السجن وليس الحفلات”.
وقال ميلكا إن الفرنسية-الإسرائيلية كوبفر ناعوري، هي التي تنظم الحفل في باريس، وهي تشجع علنًا على الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.
وأكد أن ضيف شرف الحفل هو الوزير الإسرائيلي سموتريتش، وهو “نازي يشجع أيضًا الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.
تظاهرة في السويد تضامن مع غزة ولبنان
وشهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مظاهرة شارك فيها قرابة ألفي شخص، تضامنا مع فلسطين ولبنان وتنديدا بالإبادة الإسرائيلية.
وندد المتظاهرون بتصاعد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، داعين كذلك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ورددوا هتافات من قبيل “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”الأطفال يقتلون في غزة”، حاملين مجسمات ترمز إلى القتلى من أطفال غزة، وفق مراسل الأناضول.
وقال الأكاديمي والناشط السويدي روبرتو فيليسيتي، إن إسرائيل هدمت 11 مسجدا في لبنان منذ بدء تصعيد هجماتها عليه في سبتمبر الماضي.
فيليسيتي وهو عضو الهيئة التدريسية بكلية الهندسة الكهربائية في جامعة أوبسالا السويدية، أضاف أن هذه المساجد لم تكن على أية صلة بـ “الإرهابيين”، بل كانت رموزا لأنصار معتقدات دينية.
وأوضح أن استهداف أماكن دينية كهذه مؤشر على “الإبادة الجماعية”.
مظاهرة حاشدة في أيرلندا
كما شهدت العاصمة الأيرلندية دبلن، السبت، مسيرة حاشدة تضامنا مع فلسطين، وذلك بالتزامن مع مرور 400 يوم على حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وفي إطار المسيرة التي دعت إليها جمعية التضامن الأيرلندية الفلسطينية، احتشد آلاف المشاركين في حديقة “الذكرى” وسط المدينة، وساروا مشيا على الأقدام حتى أمام مبنى البرلمان.
وردد المتظاهرون هتافات تنادي بوقف الحرب على غزة، وبالعدالة من أجل فلسطين، مطالبين الحكومة الأيرلندية بالمزيد من “المواقف القوية” الداعمة لفلسطين.
كما رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل “غزة متعطشة للعدالة” و”فلسطين حرة” و”أوقفوا إطلاق النار الآن”.
وفي محاولة للفت الأنظار إلى الضحايا من الأطفال والرضع في غزة، حمل المتظاهرون مجسمات أطفال ملفوفة بالأقمشة البيضاء، تنديدا بمقتلهم على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال ريتشارد بويد باريت، عضو مجلس النواب الأيرلندي إن آلاف المتظاهرين يطالبون حكومة بلاده بالمزيد من الخطوات الملموسة الداعمة لفلسطين.
وانتقد بويد باريت، سماح الحكومة الأيرلندية لوصول الأسلحة الأمريكية المقدمة لإسرائيل، عبر مطار شانون الأيرلندي، واصفا هذا بـ”الشراكة في الجريمة”.
وأضاف أن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين، وهي “نظام احتلال وتطهير عرقي”، داعيا إلى إلغاء عضويتها في الأمم المتحدة.
دعوى الإبادة الجماعية
جدير بالذكر أن أيرلندا أعلنت، الجمعة، نيتها الانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وذلك بعد أيام من موافقة الحكومة للمرة الأولى على تعيين سفيرة فلسطينية لديها، بناءً على توصية من تانيست، نائب رئيس الوزراء الأيرلندي، ووزير الخارجية مايكل مارتن.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.